|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"وَكَانَ وَاحِدٌ مِنَ الْمُذْنِبَيْنِ الْمُعَلَّقَيْنِ يُجَدِّفُ عَلَيْهِ قَائِلاً: "إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ، فَخَلِّصْ نَفْسَكَ وَإِيَّانَا!" فَانْتَهَرَهُ الْآخَرُ قَائِلاً: "أَوَلَا أَنْتَ تَخَافُ اللّهَ، إِذْ أَنْتَ تَحْتَ هذَا الْحُكْمِ بِعَيْنِهِ؟ أَمَّا نَحْنُ فَبِعَدْلٍ، لِأَنَّنَا نَنَالُ اسْتِحْقَاقَ مَا فَعَلْنَا، وَأَمَّا هذَا فَلَمْ يَفْعَلْ شَيْئاً لَيْسَ فِي مَحَلِّهِ". ثُمَّ قَالَ لِيَسُوعَ: "اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ". فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: "الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ" (لوقا 23:39-43). قال المسيح مرة: "وَأَنَا إِنِ ارْتَفَعْتُ عَنِ الْأَرْضِ أَجْذِبُ إِلَيَّ الْجَمِيعَ" (يوحنا 12:32) الذين يجذبهم إليه بواسطة صليبه هم كنجوم في فَلَك آلامه المظلم. وحالاً ظهر الكوكب الأول، أحد هذين اللصين، الذي اصطلح المفسرون على اعتباره معلَّقاً عن يمين المسيح. لقد رأى تصرفات المسيح وسكوتَه وصبره وصلاته لأجل صالبيه، ولا سيما احتماله بلطف تعييراته وتعييرات رفيقه المصلوب معه، فآمن بهذا المصلوب، وتاب عن فعله، وبدأ يخدم هذا المخلص بما في استطاعته، لأنه قاوم رفيقه ووبخه في وجه القوم المتجمعين مع رؤسائهم، ودافع وحده عن المسيح بجرأة عجيبة. وبذلك قام مقام التلاميذ الذين هربوا. قال لزميله: إنْ كان هذا الجمهور الذي ليس تحت حكم العذاب والموت، يعيِّر رفيقنا المصلوب، أيجوز لنا نحن المصلوبَيْن أن نفعل فعلهم؟ أَوَلاَ تخاف اللّه، إذْ أنت تحت هذا الحُكم بعينه؟ أما نحن فبعدلٍ، لأننا ننال استحقاق ما فعلنا. وأما هذا فلم يفعل شيئاً ليس في محلِّه". |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|