القديسة فوستينا
+ يوم الخميس. لمّا بدأت ساعة السجود المقدّسة، أردت أن أنسجم مع نزاع المسيح في بستان الزيتون. سمعتُ حينئذ صوتاً في نفسي: «تأملي سر التجسّد». وظهر أمامي فجأة الطفل مشعاً بالجمال. قال لي كم تحسن بساطة النفس لدى الله: «رغم أن عظمتي هي فوق كل إدراك، إنني أتّحد فقط مع هؤلاء الصغار. أطلب إليكِ روح الطفولة».
- يتضح لي الآن كيف يعمل الله من خلال المعرّف و كيف يحفظ وعوده بأمانة. منذ أسبوعين طلب إليّ معرّفي ان اتأمّل في الطفولة الروحيّة. واجهت صعوبة في البدء ولكن معرّفي، دون أن يكترث لصعوباتي، ألحّ عليّ أن أتابع التأمّل في الطفولة الروحيّة [قال لي] تظهر بهذا الشكل: «إن الطفل لا يهتم بالماضي أو المستقبل بل يعيش في الوقت الحاضر. أريد أن أركّز على الطفولة الروحيّة عندك، يا أختي، وأن أعيرها الكثير من الإهتمام».
أستطيع أن أرى الآن كيف يتنازل الله ليلبّي رغبات المعرّف. لم يظهر لي ذاته آنذاك كمعلّم بالغ النضج والمقدرة بل كطفل صغير. إن الله الذي هو فوق كل إدراك ينحني أمامي بمظهر طفل صغير.