|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"يُرْهِبُهُ الضَّرُّ وَالضِّيقُ. يَتَجَبَّرَانِ عَلَيْهِ، كَمَلِكٍ مُسْتَعِدٍّ لِلْوَغَى". [24] الشرير يرهبه الضرر الداخلي وضيق النفس أكثر من المحن الخارجية. وكما يقول الرسول بولس: "سخط وغضب، شدة وضيق على كل نفس إنسان يفعل الشر" (رو 2: 8-9). فمن يفقد التصاقه بالله، تنفتح في داخله أبواب الجحيم الذي لا يُطاق. قد يظن الشرير أنه يتخلص من مخاوفه الداخلية، لكن هذه المخاوف تملك على قلبه وفكره وطاقاته الداخلية، وتستعبده، فيكون بكل كيانه أسيرًا كما لملكٍ قاسٍ مستعدٍ بجيوشٍ قويةٍ لا تُقهر، فمن يريد أن يسترد حريته ليبدأ بالحرية الداخلية بالمسيح يسوع محررنا، أو التحرر بالبرّ الإلهي ضد الشر. * "الضيق يجعله خائفًا، والشدائد تحاصره، كملكٍ يستعد للمعركة". في كل ما يفعله الشرير يكون السياج حوله كرب وبلية وشدائد، فترتبك نفسه بالقلق والهواجس، إنسان يشتاق سريًا أن يمنع خيرات الآخرين بالقوة، فإنه يتعب ويتضايق بأفكار قلبه، مترجيًا ألاَّ يوجد. آخر بهجره الحق يضع في ذهنه أن يكذب، حتى يخدع أذهان سامعيه. وأما التعب الشديد فهو أن يدافع بحذرٍ كافٍ أن لا يوجد خداعه لنفسه... لأن طريق الحق ممهد، وأما طريق الباطل فوعر. لذلك قيل بالنبي: "يتعلمون أن يتكلموا الكذب، ويربكوا أنفسهم بارتكاب الإثم" (إر 9: 5). البابا غريغوريوس (الكبير) هكذا الشيطان إذا أراد أن يدخلنا في شباكه فليس من الضروري أن يسيطر على كل سلوكنا وإيماننا، بل يكفيه البدء في السيطرة على سلوكنا. "ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات بل الذي يفعل... فحينئذ أصرح لهم إني لم أعرفكم قط". * دُعي الشيطان قويًا ليس لأنه بالطبيعة هو هكذا، إنما بالإشارة إلى سلطانه الذي صار له بسبب ضعفنا". أي انحطاط أكثر من الشيطان الذي انتفخ؟! وأي علو للإنسان الذي يريد أن يتواضع؟! صار الأول يزحف على الأرض تحت أقدامنا، وارتفع الثاني مع الملائكة في العلا. القديس يوحنا الذهبي الفم القديس أثناسيوس الرسولي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|