منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 27 - 02 - 2023, 05:10 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

أيوب | أَنِّي لَمْ أَجْحَدْ كَلاَمَ الْقُدُّوسِ






فَلاَ تَزَالُ تَعْزِيَتِي وَابْتِهَاجِي فِي عَذَاب لاَ يُشْفِقُ،
أَنِّي لَمْ أَجْحَدْ كَلاَمَ الْقُدُّوسِ [10].
مع رغبته الشديدة في الخلاص من الآلام بالموت إلا أن قلب أيوب يحمل لمسات روحية، فيترقب في إيمان التمتع بالتعزية والبهجة بعد خروجه من العالم. واضح أن أيوب كان له ضمير صالح ورجاء حي في الأبدية، وإن كان قد توقع عذابًا أليمًا يلحق به قبل موته "ابتهاجي في عذاب لا يشفق".
"لا يشفق" أو "دعه لا يشفق"، كأنه يقول: "لست ابتغي أن يشفق الله عليّ، بل ليسمح بالآم الموت التي تضع حدًا لآلامي وتدخل بي إلى الراحة.
في جسارة غير لائقة يتحدى أيوب الرب الله ويقول: "دعه لا يشفق!"
مزج أيوب عتابه - حتى وإن تعدى الحدود - بإيمانه وتمسك بكلام الله، إذ يقول: "لم أجحد (أكتم) كلام القدوس". فكان يحسب نفسه مؤتمنًا على كلام الله القدوس، ربما تمتع برؤى إلهية. كأنه يقول مع الرسول بولس إنه لم يقبل نعمة الله باطلًا (2 كو 6: 1). كان مستعدًا أن يتمتع بالكلمة الإلهية، وأن يشهد لها للغير ليتمتع الآخرون معه بها.
قانون حياته هو كلمة القدوس، لم يخجل منها ولا يتراخي في الشهادة بها.
يرى القديس مار يعقوب السروجي أنه لا يستطيع حتى الموت أن يكتم فمه عن الشهادة والتسبيح لله.
* يا رب لن أتوقف عن تسبيحك، حتى بعد وفاتي.
من يحيا لك وبك لا يموت؛
ولا يقوَ صمت الموت على إسكاته.
إذن، فليتكلم بفمي، ليُكررّ بعد موتي في المستقبل.
* أنت هو الكلمة التي تعطي كلمة للمتكلمين،
بك يتكلم جميع المتكلمين من أجلك.
شعاعًا وإشراقًا ونورًا عظيما أشرق فيَّ فأنظر إليك.
فبنظري لك تستضيء النفس، فتقتني الصلاح.
وحين تبتعد منك النفس تمتلئ ظلامًا،
وإذا ما تفرست فيك لبست النور لتنطق بكلام خبرك...
الصمت والكلام قائمان عليّ يطالبانني.
يا رب دبر حياتي كإرادتك.
إن صمت أدهش، إذ أشعر بعدم كفايتي في (للكلام).
اصمت في دهشة، وليس بطغيان باطل.
وإن تكلمت تكون كلمتي حسب مجدك ولأجلك.
عندما تمتلئ النفس بالصمت في دهشٍ بك، يكون هذا الصمت حديثًا مملوءً بكل منفعة. وإذا ما تحركت النفس لتمجدك بمحبة... فبالحب أتحرك، وأتحرك لأمجدك. وفي دهش أصمت ولا اهدأ من تمجيدك.
هب لي يا رب الدهش (بالصمت) والكلمة فأغتني. وفي كل يوم أدهش، وفي كل يوم أتحرك بالكلام!
القديس مار يعقوب السروجي
* يقول: بالتأكيد لست أقدم لك أمرًا فيه أي تناقض. فإنه ليس لدي ضمير ينجذب للتشبه بهذه الأشياء التي تنطق بها. في بساطةٍ أقول إنني احتمل تأديبات تتعدى حدود الطبيعة، فإن المحن التي حلت بي تفوق طاقة الجسم البشري... إنه لم يقل: "لقد اجتزت آلامًا بالرغم من إني بار"، بل يقول إنه لا يقدر أن يحتملها كما يقول داود: "تراءف عليّ يا رب، فإني ضعيف" (مز 2:6).

القديس يوحنا الذهبي الفم
* "إني لم أجحد كلام القدوس". غالبًا ما تكون كلمات الله لنا ليست أصوات كلمات بل هي فرض أعمال علينا. فإنه يتحدث معنا بالأمور التي يعملها معنا في صمتٍ. لذلك فإن الطوباوي أيوب يكون قد جحد كلام الله لو أنه تذمر على الضربات عليه. ولكن تظهر مشاعره من نحو ضاربه بدعوته إياه "القدوس"، خاضعًا لذاك الذي يضربه.

* "إني لا أجحد كلام القدوس". إنه لم يتذمر قط على ظلم ذاك الذي ضربه. ففي وسط ضرباته يدعو الضارب "القدوس". لكن يلزمنا أن ندرك أنه أحيانًا يقوم الخصم بضربنا بالأحزان، وأحيانًا يقوم الله بذلك...
بضربات الخصم نحن نختلس الفضيلة، وعندما تنكسر عاداتنا الشريرة بضربات الرب نصير أقوياء في الفضيلة.
لقد سبق فرأى النبي هذه الضربة عندما قال: "ترعاهم بقضيبٍ من حديدٍ، ومثل آنية الفخاري تسحقهم" (مز 9:2). فالرب يرعانا ويكسرنا بقضيب من حديد، بعصا البٌر القوية حسب تدبيره، بينما يحّيينا من الداخل، يحزننا من الخارج. فإنه يحط من قوة الجسد ويسمو بغاية الروح.
هكذا تشَّبه هذه الضربة بآنية الفخاري، كما يقول بولس: "لنا كنز في أوانٍ خزفية" (2 كو 7:49). ويصف التحطيم مع الرعاية قائلًا: "وإن كان إنساننا الخارج يفنى، فالداخل يتجدد يومًا فيومًا" (2 كو 16:4). ليت الإنسان القديس الذي يتوق إلى الاقتراب من الله، يعلن بقوة بروح التواضع حتى من خلال الضربات التي تحل به.
البابا غريغوريوس (الكبير)
* أعلن بصراحة: "إنني لا أفتري على إلهي القدوس". هذا معناه: إنني لا أبالي بهذه الحياة، لا أخشى الرحيل من هذا الجسد، إذ لا أود أن أُوجد كاذبُا في علاقتي بالشهادات التي قدمها عني الله القدوس (1:1، 3:2). فإن الله لا يشهد عن قداسة أحدٍ إلا للذين يجدهم يمارسون أعمال القديسين. لقد قال أيضًا: "ليس أحد مثل أيوب على الأرض" (8:1، 3:2). لهذا يلزم أن نكون حريصين خلال هذه الحياة الفاسدة، إذ ليس من الممكن للناس الجسدانيين أن يتقبلوا شهادة من الله لها أهميتها كهذه وبذات السمة.

الأب هيسيخيوس الأورشليمي

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أيوب | مَا لَمْ أُبْصِرْهُ فَأَرِنِيهِ أَنْتَ
أيوب | أَكْثَرَ مِنْ فَرِيضَتِي ذَخَرْتُ كَلاَمَ فَمِهِ
أيوب | يَقْطَعُ كَلاَمَ الأُمَنَاء
أيوب | فِي عِلْمِكَ أَنِّي لَسْتُ مُذْنِبًا
سفر التثنية 11: 2 وَاعْلَمُوا الْيَوْمَ أَنِّي لَسْتُ أُرِيدُ بَنِيكُمُ الَّذِينَ لَمْ يَعْرِفُوا


الساعة الآن 06:28 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024