علينا أن نعتني بخلاص أنفسنا، وقبل أن ندعو الآخرين للتوبة، علينا أن نقود أنفسنا إلى حياة التوبة، على خطى بولس الرسول: " أقَمَعُ جَسَدي وأُعامِلُه بِشِدَّة، مَخافةَ أَن أَكونَ مَرفوضًا بَعدَ ما بَشَّرتُ الآخَرين" (1 قورنتس 9: 27). إنه موقف خطير ومهين أن يفسد المِلح الذي كان المفترض فيه أن يحفظ غيره من الفساد.
أنَّ ارتباط المسيحيِّين بيسوع وبإنجيله يجعلهم جيدين كالمِلح. ولكن المِلح لا يعود مِلحا إذا فقد ملوحته، كما يقول الرب "المِلح شَيءٌ جَيِّد، فإِذا صارَ المِلح بلا مُلوحَة، فَبِأَيِّ شَيءٍ تُمِلحونَه؟" (مرقس 9: 50)، كذلك المسيحيين إن لم يبقوا أمناء للمسيح وتعليم إنجيله يطرحون في خارج الكنيسة والعالم ويحتقرهم كالمِلح الفاسد" إِنَّه لا يَصلُحُ لِلأَرضِ ولا لِلزِّبْل، بل يُطرَحُ في خارِجِ الدَّار" (لوقا 14: 35). ويخاطب يسوع اليوم قلوب المسيحيين كاشفًا عن واقعنا البسيط فنحن بالفعل كالملح، رخيص الثمن، إلّا أنّ دوره جوهري في حفظ الطعام وإعطائه نكهة... إذن طبيعة الملح تنتمي لك المسيحيين، لكلٍ منّا. ولكن الخطر هو أن يفقد الملح جوهريته.