|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وَأَنَا بَلِيدٌ وَلاَ أَعْرِفُ. صِرْتُ كَبَهِيمٍ عِنْدَكَ [22]. لا يدَّعي المرتل أنه قد أدرك بالتمام خطة الله، وعرف أسرار عنايته الإلهية، بل يعترف بأنه جاهل، يقف أمام الله كمن لا يفهم شيئًا. إنه لا يحكم على الأغنياء الأشرار كصاحب معرفة، فهو لا ييأس من خلاصهم. * يليق بنا ألا نيأس حتى من هؤلاء الذين نقول عنهم مثل هذه الأمور. القديس أغسطينوس * صرت عندك لجهلي كالبهيمة، مع أني لم أفارقك، بل دائمًا معك بالقلب والنية. الأب أنثيموس الأورشليمي * لما سمع أنبا بيمين أنّ أنبا "نستير" موجود في المجمع (أي في الدير) اشتاق جدًا أن يراه، وأخبر أب الدير لكي يرسله ليزوره، لكنه رفض أن يرسله وحده. وبعد بضعة أيام شعر وكيل الدير ببعض أفكار تضايقه، فتوسل إلى أب الدير أن يرسله إلى أنبا نستير، فصرفه قائلًا: "خذ أبّا بيمين معك." ولما جاء وكيل الدير إلى أنبا نستير أخبره بأفكاره فشفاه منها. وبعد ذلك سأل أنبا نستير أنبا بيمين قائلًا: "من أين أتيت بمثل هذا التواضع أنه مهما حدث من اضطرابٍ في المجمع لا تتكلم ولا تتدخل لكي تضع حدًّا للنزاع؟" ولما ضغط الشيخ أنبا نستير على أنبا بيمين أجاب قائلًا: ”اغفر لي يا أبي، فعندما دخلتُ المجمع (في بدء رهبنتي) قلتُ لنفسي: أنا والحمار واحد، فكما يُضرَب الحمار ولا يتكلم ويُشتَم ولا يُجيب، هكذا أكون أنا، كما قال داود النبي الطوباوي: "صرتُ كبهيمٍ عندك" (مز 73: 22)". فردوس الآباء * بطرقٍ أخرى أيضًا ينتفع الذين يعيشون حياة الفقر، لأنهم بعدم تركيز قلوبهم على المذخَّر هنا على الأرض، يلتحفون بملكوت السماء، ويتمِّمون بوضوح تصريح المرتل داود النبي القائل: "صرتُ كبهيمٍ عندك" (مز 73: 22). لأنه كما أنّ الحيوانات الأليفة في أدائها لمهامها الخاصة تكتفي بالغذاء الذي يُبقي على حياتها فحسب؛ هكذا أيضًا الذين يعيشون الفقر يعتبرون أن استعمال الفضة أمرٌ تافه، ويؤدّون أعمالهم اليدوية لأجل غذائهم اليومي وحده. هؤلاء يمتلكون أساس الإيمان، ولأجلهم تكلّم الرب عن عدم اهتمامهم بالغد قائلًا: "اُنظروا إلى طيور السماء، إنها لا تزرع ولا تحصد ... وأبوكم السماوي يقوتها" (مت 6: 26). وبهذا الكلام يتشجّعون (لأن الله هو الذي قاله)، وبثقةٍ يهتفون بكلام الكتاب: "آمنتُ لذلك تكلّمت" (مز 116: 10). القديسة الأم سنكليتيكي * "صرت كبهيمٍ عندك، ولكنني دائمًا معك". بمعنى إنني أتبعك كحيوان مطيع، فلا اضطرب بسبب طبيعة الطريق. لتقودني على الدوام سواء كان الطريق قصيرًا أو طويلًا أو صعبًا. إنه لن يجعلني مضطربًا سواء كان ضيقًا أو منحدرًا أو شديد الانحدار. فإنني أقول لنفسي، ما دمت صالحًا ستقودني حسنًا... لهذا لن أنفصل عن صحبتك، وإنما دائمًا أنا معك، أقتدي إثر خطواتك مطيعًا اللجام، وأسير أينما ذهبت بي سواء كان الطريق سهلًا أو وعرًا، واسعًا أو ضيقًا. فإنني أتشجع بحكمتك وأتكل على صلاحك. إنني أعرف أن ما تفعله صالح ونبيل. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|