|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كانت الدعوة الفريدة ليونان في نوعها، فهو النبي الوحيد الذي دُعي لخدمة مدينة أممية لا ليتنبأ عنها بالدمار وإنما ليدعوها للتوبة حتى لا يحل عليها الغضب الإلهي. ولم يكن ممكنًا لهذا النبي أو غيره أن يتقبل مثل هذه الدعوة ليس لكراهية نحو الأمم وإنما لحبه لشعبه، كما سبق فقلنا أن خلاص الأمم إنما يتحقق مع زلة إسرائيل، وإيمان العالم خلال جحود الشعب القديم (رو 11: 11). على أي الأحوال، إذ كان يونان غير قادر بفكره البشري أن يتقبل الدعوة فهرب، لكن الله الذي يرى نقاوة قلبه استخدم حتى هروبه لتحقيق مقاصده الإلهية نحو الأمم. جاء في الترجمة السبعينية: "لأنه قد صعد صراخ شرهم أمامي"، فإن كانت الحياة المقدسة تتجلى في أكمل صورها في السيد المسيح الذي لا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته (مت 12: 19). فإن الحياة الشريرة تحمل في أُذني الله صراخًا أو ضجيجًا لا تقبله السماء ولا يستريح له خالقها، يكشف عن فقدان السلام الداخلي. لقد قتل قايين الشرير أخاه هابيل وصمت بفمه عن الحديث في هذا الأمر لكن بصمات شره كانت تصرخ منطلقة خلال دم أخيه المسفوك، إذ يقول الرب: "صوت دم أخيك صارخ إليَّ من الأرض" (تك 4: 10)، كما قيل في شر سدوم وعمورة: "صراخ سدوم وعمورة قد كثر" (تك 18: 20). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|