|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يقيمنا مركبة إلهية مَرْكَبَاتُ اللهِ رَبَوَاتٌ أُلُوفٌ مُكَرَّرَةٌ. الرَّبُّ فِيهَا. سِينَا فِي الْقُدْسِ [17]. مرة أخرى يتحدث عن رعاية الله لشعبه. فما حدث قديمًا مع المصريين الذين هلكوا في البحر الأحمر، لم يكن بقدرة بشرية، إنما أرسل الله مركبات بأعدادٍ كبيرة قهرتهم. عادة يشير رقم "ألف" إلى الإمكانية السماوية، كما يشير إلى كثرة العدد غير المُحصَى. بقوله "ربوات ألوف مكررة" ربما يقصد ربوات (عشرة آلاف)، وهو أكبر رقم كان معروفًا في ذلك الحين، وألوف مكررة، ألوف ألوف (بمعنى الملايين). الرب فيها، أي يسكن في صهيون، كما ظهر قبلًا على جبل سيناء، وقدَّم لهم شريعته على يدي موسى النبي. كان أعداء إسرائيل غالبًا ما يحاولون أن يرعبوهم بالمركبات (خر 14: 7؛ قض 4: 3؛ 1 صم 13: 5؛ 2 صم 8: 4؛ 10: 18)؛ لكن كيف يمكن لهذه المركبات أن تقف أمام مركبات الله! عندما انفتحت عينا جيحزي كطلب أليشع النبي "أبصر، وإذا الجبل مملوء خيلًا ومركبات نار حول أليشع" (2 مل 6: 17). * هكذا إنه عدد ضخم من القديسين والمؤمنين، الذين إذ يحملون الله يصيرون بطريقة ما مركبة الله... إذ يسكن فيها ويقودها كما لو كانت مركبته، يبلغ بها إلى النهاية، كما إلى موضعٍ معين. "المسيح باكورة، ثم الذين للمسيح في مجيئه، وبعد ذلك النهاية" (1 كو 15: 23-24). هذه هي الكنيسة المقدسة التي تتبعه، "ألوف من البشر يفرحون". فإنهم بالرجاء هم فرحون، حتى يبلغون إلى النهاية، الأمر الذي يتطلعون إليه الآن بصبرٍ (رو 12: 12)... يعطي السبب لماذا هؤلاء الألوف يفرحون. لأن مركبة الله الحاملة الرب هي فيهم، كما يقول: "سينا في القدس"، أي الرب فيهم، الرب في الوصية، والوصية مقدسة، كما يقول الرسول: "إذًا الناموس مُقدَّس، والوصية مقدسة وعادلة وصالحة" (رو 7: 12). القديس أغسطينوس *إن قوة غير مرئية دمرت قوات المصريين خلال معجزة البحر الأحمر، وهذه القوة يسميها النص "الفرسان"، ويمكن أن نفترض أن الفرسان كانوا جيشًا من الملائكة التي يذكرها حبقوق النبي: "ركبت خيلك ومركباتك مركبات الخلاص" (حب 3: 8). وذكر داود أيضًا مركبات الله قائلا: "مركبات الله ربوات" (مز 68: 17). *جهز الملك الذي جاء من نسل داود الإنسان ليكون القلعة الآمنة من السقوط. بناها داود بالنعمة، وحصنها بالأتراس الكثيرة، حتى لا يتمكن العدو من الاقتراب منها بسهولة. والأتراس معلقة وليست على الأرض ويمكن رؤيتها معلقة في الهواء، ويوجد معها الحراب التي تُثير الفزع في العدو حتى لا يحاول الهجوم على البرج. إني أفكر فى أن هذا البرج بما عليه من أتراس وحراب يشير إلى الحرس الملائكي. لا يذكر النشيد ببساطة الحراب، ولكنه يضيف الرجال الأقوياء يحاربون إلى جانبنا فنغلب... رقم الألف ناتج رقم مائة مضروبًا في عشرة، يُشير إلى أن العدد كبير. هكذا يُشير الكتاب في العادة إلى الأعداد الكبيرة بالرقم ألف. كما يقول داود: "مركبًات الله ربوات ألوف مكررة، الرب في وسطها فصار جبل صهيون مماثلًا لجبل سينا في القداسة" (راجع مز 68: 18). ثم "شريعة فمك خير لي من ألوف ذهب وفضة" (مز 118: 72). القديس غريغوريوس أسقف نيصص * إذ يتكلمون ضد صعود المخلِّص كأمر مستحيل، ليذكروا كيف حمل ملاكٌ حبقوقَ من شعر رأسه[68]، فبالأحرى جدًا يستطيع إله الملائكة والأنبياء أن يصعد على سحابة من جبل الزيتون بقوته الخاصة. يمكنكم أن تتذكروا عجائب كهذه لكن لتُعطَ المكانة الأولى لله صانع العجائب. فهؤلاء رُفعوا أما هو فرافع كل الأشياء. تذكروا أن أخنوخ نقُل، أما يسوع فصعد. تذكروا ما قيل بالأمس عن إيليا أنه أُصعد في مركبة نارية (2 مل 2: 11)، أما مركبات المسيح فربوات ألوف (مز 68: 17). القديس كيرلس الأورشليمي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 119 | أدرك المرتل أن الفهم هو عطية إلهية |
مزمور 105| أن أرض الموعد هي عطية إلهية |
مزمور 68 |يقيمنا جبالًا مقدسة |
هب لي خوفك، مركبة إلهية تسندني وقت الضيق |
مزمور 16 -الروحية هبة إلهية توهب للمؤمنين |