أن للمؤمن هدفًا يعيش لأجله وهو أن الرب يتمجد في حياته ويكون سبب بركة لمن حوله. هذا الهدف يزداد لمعانًا كلما عاش المؤمن قريبًا من الرب. هذا الهدف السامي يملأ القلب بالشغف المستمر أن يستثمر كل فرصة متاحة لإكرام سيده. هذا الهدف العظيم، وهذا الشغف المرتبط به، يجعلا المؤمن يرى الرب في المشهد دائمًا حتى إن اقتضت مشيئته بأي صورة من صور الحرمان. عندما نكون بالقرب من قلب الرب سنحبه، ونقبل كل شيء، واثقين أنه يعمل دومًا لخيرنا. لكن الخير لا يعني رفاهيتنا، لكن تحقيق الهدف الذي نحيا لأجله والذي يلهب قلوبنا بالشغف ويملئنا بالغيرة المقدسة أن نكرم ربنا في كل الظروف. وفي هذه الحالة نختبر نوعًا من الفرح السماوي العجيب الذي ينشئه فينا الروح القدس حتى لو نضبت ينابيع السعادة الأرضية. وهذا ما اختبره حبقوق «فَمَعَ أَنَّهُ لاَ يُزْهِرُ التِّينُ، وَلاَ يَكُونُ حَمْلٌ فِي الْكُرُومِ (وسائل السعادة في الحياة)... فَإِنِّي أَبْتَهِجُ بِالرَّبِّ وَأَفْرَحُ بِإِلهِ خَلاَصِي» (حبقوق٣: ١٧، ١٨).