|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كتاب صانع الخيرات: 100 رسالة تعزية للمتضايقين القس بيشوي فايق قصة هذا الكتاب في بدايات عام 2020 كانت الأخبار تتطاير يومًا وراء يوم عن فيروس اسمه كوفيد 19 أو كورونا يتسبب في مرض قاتل في مدينة ووهان الصينية، وعن قدرة الفيروس في إنهاء حياة نسبة لا بأس بها من المرضى في مدة زمنية بسيطة، وهكذا انتشرت الأخبار مع ازدياد أعداد المصابين، ومع تزايد الوفيات الناتجة عن كوفيد 19 بسرعة، وخلال شهر امتد الفيروس إلى قارات الأرض، عندئذ غمرت التحذيرات من الفيروس المميت الذي لا علاج له الإذاعات والشبكات الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي، فأخذت الدول الأمر على محمل الجد، واتخذت الإجراءات الاحترازية من منع السفر منها وإليها، وهكذا حدث توقف في كل مناحي الحياة تقريبًا من سياحة وتجارة وعمل، واقتصاد وتعليم، ومن ترفيه، وعمّ الأمر أيضًا العبادة فتم حظر التجمع في دور العبادة فتوقفت العبادة الجمهورية للشعب وتوقفت اجتماعات الشعب بكل أنواعها، وتوقفت مدارس التربية الكنسية أيضًا. عندئذ كانت الحاجة ماسة لرسائل تعزية إلهية تصل الناس في منازلهم، وهكذا نشأت فكرة إرسال رسائل تعزية يومية تعتمد على فكر الكتاب المقدس وتعاليمه في مثل هذا الظرف الحساس. لقد أعاننا الرب في صياغة أكثر من مائة رسالة بنعمة الله، والتي أخرجها أحد الخدام المحبوبين في تصميم فني رائع مزج فيه الكتابة بالصور المعبرة. وبعد انقضاء شهور على بدء هذا العمل وجدنا أن التعاليم التي تضمنتها هذه الرسائل تصلح للتعزية لكل من هو في ضيقة، ولهذا قررنا بنعمة الله أن نجمعها في كتاب واحد، لتحقق الفائدة المرجوة، لأن كلمة الله الحية الفعالة هي السند والعون في هذه الحياة المليئة بالأتعاب، كقول أب الآباء يعقوب: "... أَيَّامُ سِنِي غُرْبَتِي مِئَةٌ وَثَلاَثُونَ سَنَةً. قَلِيلَةً وَرَدِيَّةً كَانَتْ أَيَّامُ سِنِي حَيَاتِي.." (تك 47: 9). |
18 - 12 - 2022, 10:45 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق *
شكرٌ واجبٌ أقدم شكري وامتناني لأبي نيافة الحَبر الجَليل الأنبا هرمينا، الأسقف العام لكنائس شرق الإسكندرية، لتشجيعه لي على الكتابة في المجال الروحي، فهو له الفضل في إصدارِ سلسلة كتاب عندي سؤال، وكتاب بداية الزمان، وأيضًا هذا الكتاب (صانعُ الخَيرَات). كما أشكر له تفضله بمراجعة هذا الكتاب رغم ضيق وقته، وكثرة انشغالاته في الخدمة.. الرب يديم أبوته ومحبته وحبريته سنينًا كثيرة. كما أشكر آبائي كهنة كنيسة السيدة العذراء بالزيتون على تشجيعهم لضعفي، ومساندتي في ضمِّ مادة الكتابِ؛ الذي كان في صورة رسائل يومية للخدام لتخرج للقارئ العزيز في صورة كتاب. وأيضًا أشكر إخوتي خدام الكنيسة، الذين اهتموا بقراءة مقالات هذا الكتاب ونشرها كرسائل يومية قبل تجميعها معًا. كما أخصّ بالشكرِ والامتنان الأحباء الذين قاموا بالمراجعة اللغوية والإملائية لهذا الكتاب، وأيضًا الذين أضافوا صورًا مناسبة للمقالات توضح الهدف المرجو، والذين نسقوا وأخرجوا هذا الكتاب، وأيضًا مَن صمم غلاف هذا الكتاب بهذه الصورة المُعبرة. وبالإجمال الرَّبّ يُعوض كل من له تعب ومشاركة في هذا العمل. |
||||
18 - 12 - 2022, 10:47 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق *
المتضايقون أشبعهم بالخيرات لا يترك الله البشر للضيق والمعاناة، ولكنه يعوضهم عن أحزانهم بالخيرات ليُنسيهم آلامهم، ويقودهم إلى مجده. لقد أنعم الله على الأديبة الموهوبة هيلن كيلر بمواهب عظيمة، ليعوضهما عما أصابها في صغرها من صمم وعدم قدرة على الكلام. وأفاض الله أيضًا مواهبه، على من ولدوا بضعف أو نقص في وظائف الجسد، ومن أمثال هؤلاء الأديب المصري الكبير طه حسين، والذي شغل منصب وزير التعليم، وأنتج العديد من الأعمال الأدبية الرائعة، وأيضًا الموسيقار الألماني الفذ بتهوفن، الذي لم يمنعه فقدانه نعمة السمع من تأليف بعض أشهر المقطوعات الموسيقية، وهكذا... إن الله الصالح الرحوم يفيض أيضًا على المتضايقين نِعَمهُ وخيراته الجزيلة، ليُفَرِّج عنهم كربهم. لقد أخبر الرسول العظيم بولس عن اهتمام الله به، أثناء ضيقه في مكدونية، وذلك بإرسال الله له تلميذه تيطس، قائلًا: "لكِنَّ اللهَ الَّذِي يُعَزِّي الْمُتَّضِعِينَ عَزَّانَا بِمَجِيءِ تِيطُسَ" (2كو 7: 6). وقد عزى الله أيضًا أمنا حواء، بعد مقتل هابيل البار، بولادة ابن جديد أسمته شيث. وعَوَّضَ دانيال النبي عن ذله، وهو أسير في قصر نبوخذنصر بنعمة الحكمة، التي جعلت منه مشيرًا للملوك، وأجبرت كل من في القصر على احترامه وتقديره. وعزى الله يوسف الصديق عندما وهبه توفيقًا، ونجاحًا في كل ما امتدت إليه يديه في بيت فوطيفار، فترك له فوطيفار تدبير بيته، ورقاه فوق كل العاملين معه، وعندما أُلقيَّ يوسف في السجن، أعطاه الله نعمة خاصة في عيني رئيس السجن، كقول الكتاب: "وَلكِنَّ الرَّبَّ كَانَ مَعَ يُوسُفَ، وَبَسَطَ إِلَيْهِ لُطْفًا، وَجَعَلَ نِعْمَةً لَهُ فِي عَيْنَيْ رَئِيسِ بَيْتِ السِّجْنِ" (تك 39: 21). فترك له رئيس بيت السجن تدبير العمل والنظام في السجن. أخيرًا، يجب على الإنسان ألاَّ يوقف مسيرة حياته من أجل الضيق الذي أصابه، فلا يتذمر على الله، ولا على من حوله، ولكن عليه أن يتعزى بما وهِبَ له من نعم. فاكتشف يا أخي نعمة الله وتعزياته لك، واعتبرها طوق النجاة، الذي يخرجك من ضيقك، حينئذ تستطيع أن تكمل مسيرك مع الله، إلى المجد الذي أعده لك. لقد أعلن المرنم خضوعه التام لله، وقراره بالمسير تحت إرشاده، وهدايته له، واثقًا أن الله سيقوده للمجد، قائلًا: "وَأَنَا بَلِيدٌ وَلاَ أَعْرِفُ. صِرْتُ كَبَهِيمٍ عِنْدَكَ. وَلكِنِّي دَائِمًا مَعَكَ. أَمْسَكْتَ بِيَدِي الْيُمْنَى. بِرَأْيِكَ تَهْدِينِي، وَبَعْدُ إِلَى مَجْدٍ تَأْخُذُنِي" (مز 73: 22-24). |
||||
18 - 12 - 2022, 10:48 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق *
خطر الموت إخوتي الخدام القديسون المباركون، جنود ربنا يسوع المسيح الصالحون، نعمة وسلام لأرواحكم أجمعين. إنَّ الرعب الكثير من فيروس كورونا، أخطر من كورونا نفسه؛ لأن كورونا قد يتسبب في موت بعض أجساد البشر، وهذا علميًا مجرد احتمال.. أما الرعب والخوف من الوباء فسيقضي على ما هو أهم من ذلك بكثير وهو الإيمان. لا تتبنوا يا إخوتي نشر التحذيرات الصحية الكثيرة، لأن هذه لها أشخاص متخصصين من الأطباء والعاملين بالقطاع الصحي. أما نحن الخدام فمهمتنا -التي لا يقدر أن يقوم بها سوانا- هي الحث على التوبة عن أفكار القلب الشريرة وقساوته، والتضرع بانسحاق أمام الله طلبًا لمراحمه التي لن تفنَ أبدًا. وأيضًا التحذير الجاد من موت الإيمان، الذي بالتأكيد سيتسبب في الموت الأبدي لكل من يصيبه! لذلك احذروا، احذروا، احذروا... ولا تنشغلوا عن مهمتكم التي اختاركم الله لها. |
||||
18 - 12 - 2022, 10:49 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق *
الصليب هو قوة الله للحفظ من تعزيات السماء لنا أن يأتي عيد الصليب في وسط المخاوف من وباء كورونا. أن الصليب هو قوة الله للحفظ في وسط الوباء، كما قيل عنه: "فَإِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ" (1كو1: 18). وهو أيضًا شهادة وعلامة حب الله لنا، كقوله: "اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ، كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟" (رو 8: 32). لا تبالغ كثيرًا يا أخي في خوفك من الإصابة بالمرض، بل بالحري، ارشم ذاتك بعلامة الصليب، عند خروجك من منزلك، ارشم طعامك وشرابك بعلامة الصليب. ألسنا ننصح أطفالنا برشم علامة الصليب لكي نبعد عنهم الخوف!! لا تخف لأن الصليب قوة تغلب بها، كما قيل لقسطنطين الملك، عندما رأى علامة الصليب المحيية في السماء بهذا تغلب. كلما رشمت ذاتك بعلامة الصليب تَذَّكر حضور الرب القائم، وهو يحمل في جسده آثار جراح المسامير والحربة، تَذَّكر أنه يُطَمأنُكُ، كقول الكتاب لإسحاق أب الآباء: "... لاَ تَخَفْ لأَنِّي مَعَكَ..." (تك26: 24). |
||||
18 - 12 - 2022, 10:51 AM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق *
الذعر والرعب القاتل التأثير الضار لسماع أخبار كثيرة، لفترات طويلة بخصوص وباء كورونا، يمكن تشبيهه، بقاتل قد شَهَرَ سكينًا في وجه أحد ضحاياه، ثم أخذ يسنَّ حد السكين أمام عيني ذلك المسكين، وأطال الوقت في سنَّ حدّ سكينه، أنه يريد أن يقتله نفسيًا، بالرعب والذعر، حتى ولو لم يقتله فعليًا. إنَّ الشيطان يستغل خوف الكثيرين في ترديد أخبار الوباء السيئة لتنتشر، وتصيب الناس بالفزع، لكيما يعانوا من التوتر والخوف والارتباك الدائم، وبالطبع يَضعُف إيمانهم. أما وعود الله لمن يتكل عليه فهي أخبار سارة، تُعطي الطمأنينة، وتدفع الإنسان للتسليم ليد الله القدير المحب الضابط الكل، كقول الكتاب: "سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَاتَّكِلْ عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِي" (مز 37: 5). إنه وقت هام الآن ينبغي أن نقف فيه للصلاة، لكي نعلن ضعفنا واتكالنا على الله القوي، ونسلم حياتنا ومصائرنا بين يديه، ونقول له: "اَلرَّبُّ نُورِي وَخَلاَصِي، مِمَّنْ أَخَافُ؟ الرَّبُّ حِصْنُ حَيَاتِي، مِمَّنْ أَرْتَعِبُ؟" (مز 27: 1). القارئ العزيز... لا تهتم بسماع الكثير والكثير من هذه الأخبار السيئة، ولكن قف أمام الله الذي يُعلن لك، ولكل إنسان حبه على الدوام.. لا تلتفت للمخاوف.. تَقَوى بالإيمان بوعود الله، كما فعل رجال الإيمان، حسب قول الكتاب عنهم: "أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَوَّوْا مِنْ ضُعَفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ" (عب 11: 34). |
||||
18 - 12 - 2022, 10:57 AM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق *
رتب أولوياتك علمنا وباء كورونا ترتيب الأولويات... لقد أثبت كورونا أن الحياة أفضل من الاقتصاد، لأن الدول ضحّت بجذب السياح من أجل الحياة، وأنها أفضل من التعليم بعد أن أغلقت الدول أبواب المدارس والجامعات من أجل الحياة، وأفضل من الأعمال والصفقات بعد أن أوقفت شركات الطيران رحلاتها، وأفضل من العمل بعد أن وافقت على توفير العمالة وخلو المكاتب، وهكذا... لكن هل تعرف يا أخي، أن الكتاب المقدس قد سبق منذ زمان بعيد، ورتب لك الأولويات، لكي لا يصيبك الهلاك، بقوله لك: "اَلْحَيَاةُ أَفْضَلُ مِنَ الطَّعَامِ، وَالْجَسَدُ أَفْضَلُ مِنَ اللِّبَاسِ" (لو12: 23). هل تدرك هذه الحقيقة الغالية، وهي أن حياتك الأبدية أهم ما لديك، حتى ولو خسرت حياتك الأرضية في سبيلها، تحقيقًا لقوله: "لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟" (مر 8: 36). إنَّ الشيطان يستغل خوف الكثيرين في ترديد أخبار الوباء السيئة لتنتشر، وتصيب الناس بالفزع، لكيما يعانوا من التوتر والخوف والارتباك الدائم، وبالطبع يَضعُف إيمانهم. أما وعود الله لمن يتكل عليه فهي أخبار سارة، تُعطي الطمأنينة، وتدفع الإنسان للتسليم ليد الله القدير المحب الضابط الكل، كقول الكتاب: "سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَاتَّكِلْ عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِي" (مز 37: 5). إنه وقت هام الآن ينبغي أن نقف فيه للصلاة، لكي نعلن ضعفنا واتكالنا على الله القوي، ونسلم حياتنا ومصائرنا بين يديه، ونقول له: "اَلرَّبُّ نُورِي وَخَلاَصِي، مِمَّنْ أَخَافُ؟ الرَّبُّ حِصْنُ حَيَاتِي، مِمَّنْ أَرْتَعِبُ؟" (مز 27: 1). القارئ العزيز... لا تهتم بسماع الكثير والكثير من هذه الأخبار السيئة، ولكن قف أمام الله الذي يُعلن لك، ولكل إنسان حبه على الدوام.. لا تلتفت للمخاوف.. تَقَوى بالإيمان بوعود الله، كما فعل رجال الإيمان، حسب قول الكتاب عنهم: "أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَوَّوْا مِنْ ضُعَفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ" (عب 11: 34). |
||||
18 - 12 - 2022, 10:58 AM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق *
أين أذهب من كورونا؟ يتخيل البعض أن ضيقة وباء كورونا لا مفرّ منها، فيسقطون في الخوف، ويتناسون، أن الرب يمكنه أن يعطي أحباءه مخرجًا من الضيقة، مهما كانت شدتها، كقول الكتاب: "اَللهُ لَنَا إِلهُ خَلاَصٍ، وَعِنْدَ الرَّبِّ السَّيِّدِ لِلْمَوْتِ مَخَارِجُ" (مز 68: 20). هل تعلم صديقي أن الرب ملجأٌ، وهل تعي معنى الكلمة، هو ملجأ لمن يحتمي به، كقوله: "وَيَكُونُ الرَّبُّ مَلْجَأً لِلْمُنْسَحِقِ. مَلْجَأً فِي أَزْمِنَةِ الضِّيقِ. وَيَتَّكِلُ عَلَيْكَ الْعَارِفُونَ اسْمَكَ، لأَنَّكَ لَمْ تَتْرُكْ طَالِبِيكَ يَا رَبُّ" (مز 9: 9، 10). طلب داود النبي من الله، وهو هارب من جيش بأكمله، وعلى رأسه شاول الملك، قائلًا: "وَاحِدَةً سَأَلْتُ مِنَ الرَّبِّ وَإِيَّاهَا أَلْتَمِسُ: أَنْ أَسْكُنَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي، لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى جَمَالِ الرَّبِّ، وَأَتَفَرَّسَ فِي هَيْكَلِهِ" (مز 27: 4). ولكن ما هو الجمال الذي كان داود يود أن يتفرس فيه.. إنه ما في الله من حب عجيب، وسلام، وقوة ومقدرة على كل شيء.. حكمة وتدبير، وعود صادقة. إن بيت الله هو سكناه في داخلك.. الجأ إليه بالصلاة بإيمان، لأن هذا هو باب الحصن الوحيد، وثق في قوله: "اِسْمُ الرَّبِّ بُرْجٌ حَصِينٌ، يَرْكُضُ إِلَيْهِ الصِّدِّيقُ وَيَتَمَنَّعُ" (أم 18: 10). |
||||
18 - 12 - 2022, 10:59 AM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق *
الصلاة باب التعزيات السمائية تتطاير الأخبار السيئة عن وباء كورونا حولنا من المحيطين، أو من وسائل الإعلام، أو من خلال التليفونات الذكية. ولكن البعض قد يغتّم بسبب محاصرة هذه الأخبار السيئة له. فمن هو الذي يُسري عنه هذا الكرب، ويفتح له بابًا للأمل؟!! إنها الصلاة باب التعزيات، والتي قيل عنها: "أَعَلَى أَحَدٍ بَيْنَكُمْ مَشَقَّاتٌ؟ فَلْيُصَلِّ. أَمَسْرُورٌ أَحَدٌ؟ فَلْيُرَتِّلْ" (يع 5: 13). إن هذا العالم الخانق يُشبه سجن ضيق جدًا، وأحد المسجونين فيه يعاني أزمات ضيق في التنفس، وكلما اشتدت عليه الأزمات رفعه المسجونين إلى أعلى، حتى يتمكن من استنشاق هواء نقي من الطاقة الصغيرة القريبة من سقف السجن.. لكن المسجونين معه ضاقوا به، فرفضوا أن يحملوه إلى أعلى الطاقة، فمات مختنقًا. القارئ العزيز... ارفع نفسك من خلال الصلاة، التي تعطيك الفرصة لتستنشق قليل من نسيم السماء العليل، وإلا ستختنق من الضيق الذي يحيط بك. هل تعلم أن كل مزمور فيه شفاء لنفسك؟ فقد تجد مزمور يطمئنك، وآخر يشدد إيمانك بالله القوي أو يؤكد لك أنه يحبك أو أنه لن يتركك. ما رأيك في هذا المزمور العجيب القائل: "أَيْضًا إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرًّا، لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي. عَصَاكَ وَعُكَّازُكَ هُمَا يُعَزِّيَانِنِي" (مز 23: 4). الصلاة بالمزامير (الأجبية) تنقلك إلى السماء، وتُنسيك همّك وكربك.. فهل اختبرت هذه التعزية العجيبة؟! إن كل مزمور من مزامير الأجبية سيُمَتَّعك بنعمة معينة، وسيكون عونًا وعزاء لك وقت ضيقك. |
||||
18 - 12 - 2022, 11:01 AM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق *
انزل عن كرسيك كورونا وباء عام شمل تأثيره الكثير من نواحي الحياة.. ويندر وجود شخص لم يتضرر منه. ولذلك لا بد أن يشترك جميع الناس في الطلب والتضرع لله، لرفع مأساة هذا الوباء... فهل تشعر أخي الحبيب بحاجتك، لرفع صوتك مع بني جنسك من البشر، بصرخات قلبية صادقة، وتتضرع لله، ليرفع عن العالم هذا الوباء البغيض؟! إن الله يود أن تنصهر البشرية المتفرقة -بسبب تَوجُهَّات الناس الذاتية وعجرفة البعض منهم- ليطلب الجميع ويصلوا معًا بروح واحدة، طلبًا لمراحم الله الكثيرة. لا تنس يا أخي أنه كلما امتد وانتشر الوباء كلما اقترب منك.. انزل عن مقعدك، واجلس على التراب مع عموم المتضرعين الصارخين من الناس، متذكرًا قول الكتاب: "اُذْكُرُوا الْمُقَيَّدِينَ كَأَنَّكُمْ مُقَيَّدُونَ مَعَهُمْ، وَالْمُذَلِّينَ كَأَنَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا فِي الْجَسَدِ" (عب 13: 3). إننا جميعا نشترك في الضعف... انصحك يا أخي... اتضع، وضمّ صوتك إلى صوت إخوتك، وقل بصيغة الجمع مع المرنم: "ارْحَمْنَا يَا رَبُّ ارْحَمْنَا، لأَنَّنَا كَثِيرًا مَا امْتَلأْنَا هَوَانًا" (مز 123: 3). |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
احبوا أعدائكم باركوا لاعنيكم أحسنوا-القس بيشوي فايق-عظة قداس الاحد |
كتاب قباب الزيتون المنيرة - القس بيشوي فايق |
صانع الخيرات |
يا صانع الخيرات |
كتاب رسالة تعزية للراهب كاراس المحرقي |