لم نسمع عن هياج حدث عن ظهور الرب وملاكيه لإبراهيم، لأن إبراهيم يمثل عهد النعمة أما لوط فيمثل السقوط تحت الناموس. الأول ينعم بلقاء مفرح مع الله فيه ترتفع النفس فوق كل الآلام وتتمتع بحياة على مستوى سماوي، أما الثاني فيدخل في صراع مر وضيق ويعرض طاقاته ومواهبه (البنتان) للفساد، لكنه حتى في عهد الناموس تدخلت السماء ودخلت بالإنسان إلى بيته لتغلق عليه من الأشرار.
الأول جلب لجسده -سارة- ضحكًا أو فرحًا روحيًا في الرب، أما الثاني فدخل في مرارة نفس.
أخيرًا إن كان الله قد حكم على سدوم وعمورة بالإبادة، فإنه فعل هذا بعدما قال: "أنزل وأرى" (18: 21)، وكأنه حكم بتدقيق شديد، ولعله سمح بوجود لوط في وسطهم لكي يكون لهم مثلًا حيًا عمليًا وشاهدًا عليهم، والآن إذ جاء الملاكان وأساء الشعب التصرف معهما لم يعد لهم عذرا!
إن كان إبراهيم في حواره مع الله قال: "أديان كل الأرض لا يصنع عدلًا؟!" (18: 25)، فقد أظهر الله عدله ومحبته... فأرسل ملاكيه يشهدان على شر الأشرار وينقذان لوطًا وعائلته! إنه لا يهلك البار مع الأثيم.