القديسة فوستينا
عندما لا يُدرك المعرّف إلا القليل من طرق الله الخارقة العادة فيتعجّب عندما تكشف له النفس أسراراً عظيمة صنعها الربّ. تخاف النفس الحسّاسة من هذا التعجّب وتلاحظ تردّد المعرّف في إسداء رأيه. وإذا ما لاحظت ذلك فلا تطمئنُّ بل يزداد شكّها بعدها الإعتراف ، عمّا قبله، لأنها تشعر انّ المعرّف يحاول أن يطمئنها بينما هو بنفسه غير واثق. أو كما حلّ بي، يرفض الكاهن سماع إعترافي لانه غير قادر أن يُسبر بعض أسرار النفس، فيظهر شيئاً من التخوّف عندما تقترب النفس في كرسي الاعتراف.
كيف يمكن للنفس ان تجد الطمأنينة في كرسي الإعتراف عندما تتفاقم حساسيتها من كلمة على فم الكاهن؟ في رأيي، أن الكاهن، في أوقات مثل هذه التجارب غير العادية التي يفتقد الله بها نفساً، إن لم يفهم هذه النفس، عليه أن يوجّهها إلى كاهن آخر اكثر خبرة وإطلاعاً. أو عليه بالأحرى ان يستضيء هو نفسه ليتمكن من مساعدة النفس في حاجاتها بدل ان يحجم عنها الاعتراف مباشرة. لانه يعرّض بذلك النفس الى خطر أكبر وتضلّ اكثر من نفس الطريق التي رسمها الله لها في مسيرتها. إنها لمسألة هامّة اختبرتُها بذاتي. بدأتُ اتعثر، رغم النّعم التي خصّني بها الله ورغم أنه بذاته طمأنني، أردتّ دائماً أن أحظى بموافقة الكنيسة أيضاً.