|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وَيَعُودُونَ عِنْدَ الْمَسَاءِ. يَهِرُّونَ مِثْلَ الْكَلْبِ، وَيَدُورُونَ فِي الْمَدِينَةِ [ع14]. يكرر ما ورد في العدد 6، مع إضافة حرف العطف "و"، مظهرًا أنهم يدورون هنا وهناك، متعطشين إلى سفك الدم، وفاقدين السلام. لأن الأشرار إذ يكتشفون الله القدير هو ملك الكنيسة والمدافع عنها يدورون كالكلاب النجسة حول المدينة، كمن في حالة احتضار، يطلبون أن يغتصبوها ويفترسوها، إذ ليسوا مكتفين ولا هم شعبي. هنا يسخر المرتل بضد المسيح ورجاله، فيطلب ليعودوا ويدوروا مثل الكلاب، فإنهم لن يقدروا أن يصيبوا كنيسة المسيح بضررٍ، كما لم يقدر شاول ورجاله أن يصيبوا داود ورجاله بأذيةٍ ما. * يخص النبي هنا أعداء المسيح ويدعوهم أعداءه، لكون المسيح الإله يأتي من نسله. إنه يطلب من أجلهم بأن لا يقتلهم موتًا، بل يُشتّتهم مبددًا إياهم. وذلك لئلاَّ تنسى الشعوب عدل الله وحق شريعته، لأنه لو أباد اليهود الذين صلبوا المسيح بالكلية، لكان مع مرور الزمن قد اندثر ذكرهم وتعليمهم. الأب أنثيموس الأورشليمي * كيف ترى هيئة ذوات الأربع؟ إن رأسها منحنٍ صوْب الأرض، وهي تنظر إلى بطنها، تفتِّش عن الأشياء التي تتلذذ بها. أما أنت أيها الإنسان، فرأسك مرتفع نحو السماء، وعيناك تنظران إلى العُلي، فإذا كنت تتلطَّخ بشهوات الجسد، وتتعبَّد للذَّات الجوف، وللَّذَّات السُفلية، فأنت بهذا تقترب من الحيوانات التي لا تعقل وتتشبه بها (مز 58: 13). إني أعرض عليك الاهتمام بأمر آخر يليق بك: "اُطلب الأشياء السامية، حيث المسيح" (كو 3: 1). وارتفع فوق أعراض الدنيا الفانية، وتعلَّم من تكوينك الجسدي، وأجعله قانونًا لحياتك: فمدينتك هي السماء، ووطنك الحقيقي هو أورشليم العليا، ومواطنوك هم الأبكار، الذين كُتبت أسماؤهم في السماوات(188). القديس باسيليوس الكبير * أناشدكم إذًا أن تتجددوا (أف 4: 20-24؛ رو 12: 1-2). فلتتعلموا أن في الإمكان أن تتجددوا, وتلقوا عنكم هيئة (الخنزير) التي هي صفة النفس غير النقية, وهيئة (الكلب), التي تصف من ينبح ويعوي, ويتحدث بالبذاءات. في الإمكان التحول, حتى عن هيئة (الأفعى), حيث يخاطَب الأشرار بالقول: "أيها الحيات أولاد الأفاعي" (مت 23: 33).فإذا ما اقتنعنا أن في مقدورنا التحول عن شبه الأفاعي والخنازير والكلاب, دعنا نتعلم من الرسول, كيف يتم هذا التحول, الذي يعتمد علينا. فهو يعبر عن ذلك في قوله: "ونحن جميعًا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف, نتغير إلى تلك الصورة عينها, من مجدٍ إلى مجدٍ, كما من الرب الروح" (2 كو 3: 17). فإن كنت قبلًا نابحًا، ثم شكَّلتك الكلمة وغَيَّرَتك, فقد تحوَّلت من كلبٍ إلى إنسانٍ. وإن كنت قبلًا غير طاهر, ولمسَت الكلمة نفسك, فقدمت ذاتك لها لتشكِلك, فقد تحوّلت من خنزيرٍ إلى إنسانٍ. وإن كنت قبلًا وحشًا شرسًا، واستمعت إلى الكلمة التي تستأنس وتروِّض, فحوَّلتك بمشيئتها إلى إنسانٍ, فلن تُخاطَب فيما بعد: "أيها الحيات أولاد الأفاعي" (مت 23: 33). فإن أهملنا الدرس, نفقد الحقيقة التي نملكها بالفعل, جاذبيتها, كما يحذرنا كاتب المزامير. العلامة أوريجينوس سبق أن رأينا كيف يتطلع القديس أغسطينوس إلى الكلاب بنظرة موقرة فيرى عودتها بالليل لتطوف في المدينة إشارة إلى عودة الأشرار بالتوبة للشهادة لله مخلصهم، حتى وإن بدا كأنهم عائدون بالليل في وقت متأخر من حياتهم. * "ويهتدون (ويعودون) عند المساء" [14]، بمعنى وإن كان الوقت متأخرًا، أي بعد قتل ربنا يسوع المسيح، "يعودون عند المساء، ويجوعون كالكلاب". لكنهم كالكلاب وليس كالقطيع والثيران... يعرفون خطيتهم أنهم كان يظنون أنهم أبرار... حسن للخاطي أن يتواضع، وليس أمر يستعصي شفاؤه مثل أن يظن الإنسان في نفسه أنه كامل. القديس أغسطينوس |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|