|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طوبيت يسجل لنا صلاته [1- 8] تهلل طوبيت وكتب صلاة، جاء فيها: [1] مبارك هو الله، الحي إلى الأبد، ومبارك هو ملكوته، فهو يؤدِّب ويرحم: إنه يُنزل إلى عالم الموت، ثم يُصعد. ولا يوجد أحد يفلت من يده. [2]. أشكروه أمام الأمم يا بني إسرائيل. إذ شتتنا بينهم [3]. أعلنوا عظمته هناك، وارفعوه أمام كل الأحياء، فهو ربنا والهنا وأبونا إلى مدى الدهور، [4] إنه سيؤدِّبنا على ذنوبنا، لكنه يعود فيرحمنا. ويجمعنا من كل الأمم، التي شتتنا بينها [5]. إن رجعتم إليه بكل قلوبكم وبكل نفوسكم، لتصنعوا الحق أمامه يرجع إليكم، ولا يخفي وجهه عنكم. ترون ما يعمله معكم، وتشكروه بملء أفواهكم، وتحمدون رب البرّ، وتعظمون ملك الآباد. وأنا أشكره في أرض السبي وأعلن قدرته وجلاله لأمة الخطاة. ارجعوا أيها الخطاة واصنعوا البرّ أمامه. من يدري إن كان يقبلكم ويرحمكم [6] إنني أُمَجِّد إلهي، ونفسي تُعَظِّم ملك السماء، وتبتهج بجلاله [7]. ليتحدث الكل عن جلاله، ويشكروه في أورشليم [8]. افتتح طوبيت صلاته بتقديم ذبيحة التسبيح، جاء فيها الآتي: أولاً: يقول: "مبارك هو الله الحيّ إلى كل الأجيال" [1]. أعماله المجيدة في كل الأجيال تعلن أن مؤمنيه الذين يجعل منهم الربّ أناسًا مباركين، يختبرون عربون السماء وهم على الأرض، يجعل السمائيين يُسَبِّحونه قائلين: "مبارك هو الله" العامل في البشرية في كل الأجيال. لله القدوس شهود في كل الأجيال. ففي الماضي منذ سقوط الإنسان، عمل في هابيل وشيث وأخنوخ ونوح... كما عمل في حياة الذين عاشوا تحت الناموس الموسوي وكان له شهود قديسون حتى في أرض السبي، وسيبقى عاملاً في البشرية إلى يوم مجيئه الأخير. يليق بالإنسان أن يدرك أن محبوبه العجيب حتى في تأديبه له إنما يطلب أن يرفعه ليستقر في أحضانه، ويتمتع بشركة أمجاده. هذه هي الحياة المُطوَّبة الصادقة. ثانيًا: ربما يتعثَّر البعض في وسط الضيقات ويتساءلون: أين هي مراحم الله وأعماله العجيبة؟ لكن في طول أناته يُحَوِّل الضيقات إلى بركات فائقة كما حدث عمليًا في حياة طوبيت وأسرته ورعوئيل وأسرته. قد يؤدِّب لكنه لا ينتقم من الخطاة لتدميرهم، إنما لكي يعلن مراحمه خلال التأديب، برجوعهم إليه وتمتعهم بعطاياه هنا وأيضًا في الحياة الأبدية. * حقًا إن المصاعب هي وسائل عظيمة وسامية لتختبر الإنسان وتُعَلِّمه فضيلة الصبر. وبالحقيقة أشكال مختلفة للضيقات. إنسان يُختبَر بالمرض المستمر، وآخر بالفقر الشديد، وآخر خلال العنف والظلم، وآخر يتعذَّب بالفقدان المستمر والدائم للأبناء والأقرباء، وآخر يرذله الكل ويحسبونه تافهًا، وآخر يحزن بطريق آخر . القديس يوحنا الذهبي الفم رابعًا: كما يرُدْ الربّ المسبيين من شعبه، سيعلن نفسه للأمم فتقبل الإيمان به، وستقدم عبادة مفرحة. بهذا يجتمع الشعب مع الشعوب، ويفرح أبناء البرّ من اليهود كما من الأمم. خامسًا: إذ يتحدث عن إعادة بناء أورشليم وقبول الأمم يعلن أنها ستكون أيقونة لأورشليم العليا. * لتعلموا أن هذه الصلاة هي حديث مع الله. اسمعوا النبي يقول: "فيلذ الله حواري[2]"، أي ليكن كلامي جالبًا للسرور أمام عينيّ الله. ألا يستطيع أن يخدمنا قبل أن نسأله؟ إنه ينتظر حتى نُقَدِّم له الفرصة، فيجعلنا أهلاً لعنايته. وسواء نلنا ما طلبناه أم لا، فلنواظب على صلواتنا، ونشكره لا حينما ننال طلبتنا فحسب، بل وحينما لا ننالها. وإذا ما شاء الله ذلك ألا يجيب سؤالنا لأن ذلك فيه خير لنا، نشكره كما لو كنا قد نلنا ما نطلبه في الصلاة. فإننا لا نعرف ما هو الخير بالنسبة لنا كما يعلم هو. لهذا يليق بنا أن نشكر، سواء نلنا طلبتنا أو رُفِضَت . * يمدح الرسول (القديسين الفقراء) لأنهم يشكرون من أجل ما قُدِّم للآخرين من عطايا بالرغم من فقرهم... فإن هؤلاء الناس متحررون من هذا الهوى (الحسد) حتى أنهم يفرحون من أجل البركات المقدمة للآخرين . * لتشكر الله ولتسبح ذاك الذي يختبرك في الأتون. لتنطق بالتسبيح عوض التجديف هذا هو الطريق الذي به عبَّر ذاك الطوباوي عن نفسه . القديس يوحنا الذهبي الفم القديس أمبروسيوس * إن العالم سيحمل لنا بغضة، وأنه سيثير اضطهادات ضدنا، وأن ما يحدث مع المسيحيين ليس بالأمر الجديد، إذ من بدء العالم يعاني الصالحون، ويُضغط على والأبرار ويقتلهم الأشرار... وإذ تكرَّس دانيال لله وكان مملوءً من الروح القدس أوضح ذلك بقوله: "لست أعبد شيئًا سوى الربّ إلهي الذي خلق السماء والأرض (بعل والتنين، 5). طوبيت أيضًا بالرغم من كونه تحت عبودية ملوكية طاغية إلاَّ أنه إذ يشعر بحرية الروح احتفظ باعترافه بالله، وأعلن بطريقة سامية عن القوة الإلهية وجلالها، قائلاً: "في أرض سبيي سبحته وأعلنت عن قوته وجلاله لأمة خاطئة" (طو 13: 6) . الشهيد كبريانوس |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 68 | سماته |
مزمور 51 - سماته |
يطلب طوبيت: "اذكرني"، لا بمعنى أن الله قد نسي طوبيت |
سجَّل لنا طوبيت صلاته في وسط الضيق |
بكى في صلاته |