وكانَ في تلك المَدينَةِ أَرمَلَةٌ تَأتيهِ فتَقول: أَنصِفْني من خَصْمي،
تشير عبارة "أَرمَلَةٌ" إلى امرأة في حالة ضعف لأنها فقدت زوجها، وبقيت وحيدة من دون سند، وحماية ورعاية، وبالتالي أصبحت عرضة للخصم والظلم والجور نتيجة لطمع أهل العدوان فيها. وبالرغم من ضعفها ألحَّت الأَرمَلَةٌ بدون تهديد أو طلب من أيّ أحد أن يتدخّل في قضيّتها، وهي تُمثِّل كل نفس عديمة القوة، التي لا سند لها ولديها خصم رهيب يريد أن يذل كيانها بسبب ضعفها، فهي ضحية الظلم، وهي أكثر الناس احتياجًا للدفاع عنها إذ ليس لديها من يدافع عنها، وليس لديها القوة للمطالبة بحقوقها، وبالتالي رمز لكل من يعاني الظلم. وكانت الأرامل بين جميع الطبقات محرومات من وسائل العون والدفاع في ذلك الزمن، وأكثر الناس تعرضا للتجارب والضيقات وهضم الحقوق. وأكد أنبياء العهد القديم (خروج 22:22-24) أو رسل العهد الجديد (1 طيموتاوس 5: 3) على ضرورة العناية بالأرامل عناية خاصة " هكذا قالَ الرَّبّ: أَجْروا الحُكمَ والبِرَّ وأَنقِذوا المَسْلوبَ مِن يَدِ الظَّالِم، ولا تَتَحاملوا على النَّزيلِ واليَتيمِ والأَرمَلَة، ولا تُعَنِّفوهم"(ارميا 22: 3).