|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طوبيت يصلي ويسّبح الله [1 -6] واغتَمَّت نَفْسي، فنُحتُ وصَلّيت بِأَنين، قائلاً: [1] "عادِلٌ أَنتَ، يا ربّ وكل أَعْمالُك عادِلَة. وطُرُقُكَ كُلُّها رَحمَةٌ وحَقّ. أحكامك حق وعادلة إلى الأبد. [2] اذكرني الآنَ وانظر إليّ، ولا تُعاقِبْني على خَطاياي وجَهالاتي وخطايا آبائي التي أخَطِأوا بها إِلَيكَ [3] ولَم يطِيعوا وَصاياكَ. فأَسلَمتَنا إِلى النَّهْبِ والسبي والمَوت، فصرنا أضْحوكَةِ في جَميعَ الأُمَمِ الَّتي شَتَّتَّنا بَينَها [4]. والآنَ أَحْكامِكَ الكثيرة صادِقة إِذا عامَلتَني بِحَسَبِ خَطايايَ وخَطايا آبائي. لأِنَّنا لم نَحفظ وَصاياكَ ولَم نَسلُكْ بِحَقٍّ أَمامَكَ [5]. والآنَ فبِحَسَبِ ما يحسن أمامك عامِلْني، ومُرْ أَن تُطلب روحي مِنِّي، فأُتحرر من الأرض وأُصبِحَ تُرابًا. فالمَوت خَيرٌ لي مِنَ الحَياة. لِأَنِّي سَمِعتُ تعييرات كاذِبَة، وحلّ بي غَمٌّ شديد. مُرْ أَن أَتخلص مِن هذه الشِّدَّة. دَعْني أَمْضي حرًا إِلى الموضع الأَبديّ ولا تحجب وَجْهِكَ عنِّي." [6] سجَّل لنا طوبيت صلاته في وسط الضيق، وتُعتبر نموذجًا لنا نقتدي بها في وسط الشدة: تكشف عن أسلوبه في التعامل، إذ يتحدَّث بصراحة مُعلِنًا أنه كإنسانٍ ضعيفٍ اغتمت نفسه من مرارة الألم، وعبَّر عن ذلك بدموعه ونوحه مع أنين في داخله [1]. كان هذا التقي البار يتحرَّك بدون خوفٍ من الإمبراطور ليدفن القتلى الأبرياء، لكنه كان مُرّ النفس. يليق بنا إن رأينا إنسانًا بارًا ينوح ويتنهَّد، أن نُشارِكه آلامه. لهذا يقول الرسول: "من يضعف وأنا لا أضعف؟! من يعثر وأنا لا ألتهب؟!" (2 كو 11: 29). وإن سقط إنسان في خطية نتحدَّث معه عن التوبة بروح التواضع، لئلا نسقط نحن في خطيته بسبب التعالي والتشامخ. * سبي إخوتنا يجب أن يُحسَب كأنه سبينا نحن. أحزان الذين في خطر هي أحزاننا. يلزمكم أن تتأكَّدوا بأنه يوجد جسم واحد لوحدتنا. ليست محبتنا وحدها بل وأيضًا تَدَيُّننا يدفعنا ويُشَجِّعنا أن ننقذ أعضاء أسرتنا . الشهيد كبريانوس |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|