يشرح لنا القديس اوغسطينوس هذا المثل قائلاً: "هكذا يحثنا السيد المسيح على الصلاة الدائمة بلا ملل، النابعة عن الإيمان بالله مستجيب الصلوات والطلبات، لذا يعلن أنه في أواخر الدهور إذ يجحد الكثيرون الإيمان وتبرد المحبة تتوقف أيضا الصلاة، فيفقد الإنسان صلته وصداقته مع الله وحتى مع القريب. هذا هو ما عناه بقوله: "ألعله يجد الإيمان على الأرض؟!"، معلنًا حزنه على البشرية المحرومة من الصداقة الإلهية.
هذا الفصل من الإنجيل المقدس يعلّمنا الإلتزام بالصلاة والإيمان، وبعدم اتكالنا على ذواتنا بل على الرب. أي تشجيع على الصلاة أكثر من مثل القاضي الظالم المُقدم لنا؟ فإن القاضي الظالم وهو لا يخاف الله ولا يهاب الناس، إلا أنه يصغي إلى الأرملة التي تسأله، مغلوبًا بلجاجتها وليس باللطف. إنّ كان قد سمع طلبتها ذاك الذي يكره أن يسأله أحد، فكم يسمع لنا نحن ذاك الذي يحثنا أن نسأله!