مزمور 33 - ترنيمة نصرة وفرح
ارتباطه بالمزمور السابق:
من الواضح أن هذا المزمور كُتب كتكملة للفكر الوارد في المزمور السابق، حيث يكشف عن أسباب إضافية لتهليل الأبرار وفرحهم في الرب.
في المزمور السابق يعلن المرتل التطويب لمن نال المغفرة عن خطاياه خلال المعمودية كما بالتوبة المستمرة والاعتراف، وقد خُتم المزمور بدعوة شعب الله المتكل عليه أن يفرحوا بالرب ويبتهجوا ويهتفوا؛ الآن يقدم لنا مزمور تسبحة يتحدث فيه عن حال المؤمن التائب وقد تفجرت في داخله ينابيع التسبيح والفرح الداخلي كعطية إلهية. يقول السيد المسيح: "الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية" (يو 4: 14). وكأننا لا نستطيع أن نختبر عذوبة التسبيح ما لم نسلك طريق التوبة ونعيشها.
إن كان المزمور السابق هو مزمور التوبة فأنه ينتهي بالدعوة إلى الفرح والبهجة والهتاف، أي إلى حياة التسبيح؛ بينما هذا المزمور وهو مزمور تسبيح ينتهي بالطلبة: "فلتكن رحمتك يا رب علينا" [19]، أي طلب رحمة الله غافر الخطايا. وكأنه لا انفصال بين حياة التوبة وحياة التسبيح؛ هما حياة واحدة متكاملة، طريق الله الملوكي الواحد!