فقالَ لهم: اِجتَهِدوا أَن تدخُلوا مِنَ البابِ الضَّيِّق.
أَقولُ لَكم إِنَّ كَثيراً مِنَ النَّاسِ سَيُحاوِلونَ الدُّخولَ فلا يَستَطيعون.
"البابِ الضَّيِّق" فتشير إلى إجابة تتعلق بالباب. والباب قول مستعار من العُرف الذي كان متبعًا في الأعراس في ذلك الوقت، فقد كانت الأعراس تقام ليلًا، وكانت البيوت تُزَّين بالمصابيح، ويدخلها المدعوون من باب صغير يُغلق عقب دخولهم جميعًا. ثم يتمتعون بالأفراح والأنوار، أما الذين يتأخرون فكان لا يفتح لهم الباب مهما قرعوا وكان يبقون في الظلمة الخارجية. وتذكرنا صورة الباب أيضا بالبيت حيث نجد الأمان والمحبة والدفء. يقول لنا يسوع بأنه يوجد باب يُدخلنا إلى عائلة الله، إلى دفء بيت الله وإلى الشراكة معه (متى 7: 13-14). هذا الباب هو يسوع نفسه كما صرّح "أَنا الباب فمَن دَخَلَ مِنِّي يَخلُص" (يوحنا 10، 9)، وهو السبيل الوحيد إلى الخلاص الذي يقودنا إلى الآب. فالمسيح هو الباب، من يدخل منه ينال الخلاص. ومن خلاله يدخل الإنسان إلى الحياة. هو باب السماء النازل على الأرض "الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: ستَرونَ السَّماءَ مُنفَتِحَة، وملائِكَةَ اللهِ صاعِدينَ نازِلينَ فَوقَ ابنِ الإِنْسان" (يوحنا 1: 51)، الباب الذي يقود إلى المراعي التي فيها تُقدم الخيرات الإلهية " أَنا الباب فمَن دَخَلَ مِنِّي يَخلُص يَدخُلُ ويَخرُجُ ويَجِدُ مَرْعًى "(يوحنا 10: 9). فالمسيح هو الوسيط الوحيد الذي عن طريقه يقدِّم الله ذاته للناس، وبه يجد الناس سبيلهم إلى الآب" لأَنَّ لَنا بِه جَميعًا سَبيلاً إلى الآبِ في رُوحٍ واحِد" (أفسس 2: 18)، فهو باب الحياة والخلاص. ويتكلم الرب في إنجيل متى عن ضرورة الدخول من الباب الضيق في العظة على الجبل (متى 7: 13)، وذلك من خلال الابتعاد عن شهوات العالم وملذاته والأنانية واللامبالاة من ناحية، وقبول الاضطهاد لأجل اسم المسيح من ناحية أخرى
. ويُعلق البابا فرنسيس "أنه من خلال دخول باب يسوع، باب الإيمان والإنجيل، نستطيع الخروج من الأنانية والانغلاق".