"سمع يثرون كاهن مديان حمو موسى كل ما صنع الله إلى موسى وإلى إسرائيل شعبه" [1]، ولعلَّه سمع من ابنته صفورة التي رافقت موسى كل الطريق وعبرت معه البحر الأحمر، وعندما اقتربت من سكن أبيها ذهبت إليه تكرز له بأعمال الله العجيبة، وتأتي بأبيها الكاهن الوثني ليسمع ويرى عمل الله فيقدم "محرقة وذبائح لله" [12].
إن كان يثرون قد جاء بقلبه يمجد الله على أعماله الخلاصية، فإن موسى أيضًا العظيم في الأنبياء، الذي وهبه كل هذه العجائب لاقى حماه بكل اتضاع... "خرج موسى لاستقبال حميه وسجد وقبله" [7]. النبوة لم تعلِّمه التشامخ على الآخرين بل الاتضاع أمام حميه الكاهن الوثني. ولعلَّه باتضاع كسبه أيضًا للتعرف على أعمال الله.