أول وصية أمر الله بها موسى بعد الخروج مباشرة هي: "قدِّس ليّ كل بكر، كل فاتح رحم من بني إسرائيل من الناس ومن البهائم إنه ليّ" [2].
إنها ليست أمرًا أو وصية بقدر ما هي عطية ووعد، فبخروج الشعب من دائرة العبودية والانطلاق نحو أورشليم العليا يدخل المؤمن في دائرة ملكية الله، ويصير عضوًا حيًا في هذا الملكوت الإلهي، إذ يقول: "إنه ليّ". المسيح بكرنا: طلب الله البكر من الإنسان والحيوان، وفيما بعد يطلب أيضًا أبكار الحصاد والكروم والزيت، واهتم الرب بهذا الأمر في أسفار الخروج (13) واللاويين (23: 10-14، 27: 26-29)، والعدد (15: 19-21؛ 18: 13-20؛ 19: 23)، بتقديم البكر للرب يتقدس الكل، وبهذا يُحسب أن الكل قد قدم للرب. كان هذا رمزًا للسيِّد المسيح بكرنا، وبكر كل الخليقة ورأسها (كو 1: 15، 18؛ رو 8: 29). تقدم نيابة عنا نحن إخوته الأصاغر مقدمًا حياته للآب ذبيحة طاعة وحب بلا عيب، فاشتمه أبوه الصالح رائحة رضا وسرور، فصارت البشرية المتحدة فيه موضوع سرور الآب ورضاه.