|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بحسب تعليم كلمة الله كلها، أن ارتباطاً يقوم بين الجنسين البشري الساقط والأرض الساقطة. فكلاهما قد خُلِق منسجماً مع الآخر، وهما معاً أُخضعا للبُطل، وقد افتداهما المسيح كليهما من حيث المبدأ، ولسوف يقامان معاً ذات يوم ويمجدان. ومع أن العالم الحاضر ليس أفضل الممكن ولا أردأه، فإنه عالم صالح للإنسان الساقط. فلأن الأرض من تلقاء ذاتها تنبتُ فقط شوكاً وحسكاً، فهي تضطر الإنسان إلى العمل، وتصونه من الفساد، وتُنشئ في صميم قلبه رجاءً لا يُخمد بان سيكونُ بعدُ خيرٌ مقيم وسعادةٌ أبدية. رجاءٌ يجعل الإنسان يحيا، وإن تكن حياته قصيرة الأمد وملأى بعدم الاستقرار ليس إلا. فإن كل حياة ما تزال للإنسان بحسب الطبيعة هي عرضةٌ لفساد الموت. وإذا كان الإنسان قوياً، يستمر في الجهاد سبعين سنة أو ثمانين، غير أن الحياة عادة ما تنقصف في مرحلةٍ أبكر كثيراً، في عز الشباب أو ريعان الصبا، وبُعَيد الولادة أو قبلَها أحياناً. ويقول الكتاب المقدس إن هذا الموت هو دينونة من الله، غرامة عقوبة على الخطية؛ وهذه الحقيقة يشعر بها قلب البشرية كلِّها وقلب كل بشري بمفرده. حتى الشعوب المسماة بدائية تصدر عن الفكرة القائلة بأن الإنسان في جوهره فان، وأن ما يعوزنا البرهان عليه ليس هو الخلود بل الموت الذي يحتاج إلى تفسير. إلا أن كثيرين، في الأزمنة القديمة والحديثة، قد اعتقدوا أن الموت بجملته ظاهرةٌ طبيعية وحتمية، لا بوصفه أمراً خارجياً يأتي من الخارج بعنف بل عملية انحلالٍ تحدث داخلياً. وبحسب هذه النظرة فإن الموت، في ذاته ليس رهيباً، إنما يبدو هكذا للإنسان لأن غريزة الحياة تقاومه. وحينما يحقق العلم في تقدُّمه فتوحات جديدة، سيؤول ذلك أكثر فأكثر إلى الحد من الموت المبكر وغلى رفع مستوى الموت الطبيعي من جراء فراغ القوى. حينئذٍ يموت الناس بسلام وهدوء كما الأزاهير إذ تذوي أو البهائم إذ تنفق. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|