|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
+++++++++++++++++ لاحظت مؤخراً أن بعض الصفحات والمواقع المسيحية، لدى تناقلها موضوع "ميلاد العذراء" تذكر أن مكان ولادة مريم العذراء كان في مدينة "الناصرة" في الجليل! ولكن بكل أسف فإن هذه المعلومة خاطئة تماماً، وقد إستمد هؤلاء معلوماتهم من باحثين غربيين في العصور المتأخرة، الذين بنوا رأيهم على تخمينات مفادها أنه ما دامت بشارة العذراء قد تمت في الناصرة، فيتوجب أن تكون الناصرة هي مكان ولادة السيدة العذراء!! ولكن هذا منافي للواقع ومغاير للحقيقة التاريخية. أما الكنيسة الأرثوذكسية فهي تعتمد على التقليد الكنسي، وتستند إلى شهادات بعض الآباء القديسين القدامى، الذين ذكروا أن مكان ولادة السيدة العذراء كان في "أورشليم" وليس في مكان آخر! ولنأخذ الآن أبرز وأهم تلك الشهادات: ١. شهادة المسيحيين الأوائل: حفظت ذاكرة أجدادنا المسيحيين الأوائل، في فلسطين، مكان ولادة العذراء مريم، الذي هو في الأساس بيت والديها يواكيم وحنة، حيث كانا يسكنان في هذا الموضع، الذي فيه نفسه ولدت حنة طفلتها مريم، التي سبق وأن بشرهما ملاك الرب بولادتها، بعدما كان عقيمين ومتقدمين في السن! وعليه، بنى أجدادنا الروم في القرن الخامس الميلادي، كنيسة فوق بيت يواكيم وحنة، تكريماً لميلاد السيدة والدة الإله العذراء. وبعد أن تهدمت هذه الكنيسة إثر غزوة الفرس لفلسطين عام 614م ونكبات أخرى، حروب، زلازل... إلخ أعاد الصليبيون في القرن الثاني عشر بناءها من جديد، على أنقاض الكنيسة البيزنطية الأولى، غير أنهم بدلوا إسمها لتصبح "كنيسة القديسة حنة" وهي ما تزال إلى يومنا هذا في القدس، وتسمى أيضاً "كنيسة الصلاحية"، وهي ومجاورة لكنيسة ميلاد العذراء للروم الأرثوذكس. ٢. شهادة الإمبراطور ثاودوسيوس: يذكر لنا التاريخ أن الإمبراطور البيزنطي ثاودوسيوس، زار الأماكن المقدسة سنة 530م وأدلى بأنه زار كنيسة لسيدتنا مريم العذراء في "بركة الغنم". ٣. شهادة القديس صفرونيوس الدمشقي: وهو الذي إعتلى السدة البطريركية الأورشليمية فيما بعد، حيث جاء في قصيدته الشهيرة التي أنشدها نحو سنة 603 أو 604 م يقول: "أدخل إلى بركة الغنم المقدسة، حيث أنجبت حنة الشريفة مريم، وأنزل إلى هيكل العذراء الكلية الطهر، وأغطي بقبلاتي الجدران العزيزة علي". ٤. شهادة القديس يوحنا الدمشقي المتوفي سنة 749م: ورد في عظته الأولى في مولد العذراء، والتي ألقاها في أورشليم، في كنيسة ميلادها عينها يقول: "إفرحي يا بركة الغنم، هيكل العذراء مريم الكلي القداسة، إفرحي يا بركة الغنم مقام أجداد الملكة، حظيرة غنم يواكيم قديماً، التي أصبحت اليوم كنيسة قطيع المسيح الروحي ورمز السماء. ما كنت تحتفين قديماً إلا مرة واحدة في السنة بملاك الله الآتي لتحريك الماء، وإعادة البرء إلى عليل واحد، مخلصاً إياه من المرض الذي أقعده. أما الآن، فلديك جمهور من الأرواح السماوية يحتفي معنا بوالدة الإله، غور العجائب وينبوع الشفاء للجميع. لقد قبلت، لا ملاكاً خادماً، بل ملاك "المشورة العظيمة" الذي انحدر بدون جلبة على الجزة، وانهمر كمطر حنان، ذاك الذي أعاد للطبيعة السقيمة كلها، والمائلة إلى الهلاك، الصحة الكاملة والحياة التي لا تعتريها الشيخوخة، وهو الذي جعل المريض المقعد الملقى في رواقك يقفز كالأيل، إفرحي يا بركة الغنم الكريمة! فلتتكاثر نعمتك!" ٥. شهادة القديس رومانوس الحمصي المرنم (+530م): فالقديس رومانوس المرنم يشير ضمنياً إلى مكان ولادة العذراء مريم عند "بركة بيت الغنم"، حيث جرت فيما بعد معجزة شفاء الرب يسوع المسيح للرجل المخلع، حيث ترمز بركة بيت حسدا (أو بركة الغنم) إلى جرن المعمودية التي بمياهها تشفى طبيعة الإنسان الفاسدة بدنس الخطيئة، فهي تمثل العذراء التي إحتوت بداخلها الكلمة (الإبن) الشافي والمخلص والمقدس نفوسنا. وهكذا، أرجو عبر هذا المقال المبسط أن أكون قد سلطت أضواء شهادة التقليد الكنسي، وبعض آباء وقديسي كنيستنا الأرثوذكسية، على المكان الحقيقي لميلاد السيدة والدة الإله الكلية القداسة، والدائمة البتولية مريم، خلافاً لما يتناقله البعض حول هذا الموضوع! بركة السيدة والدة الإله فلتكن لنا عوناً وتقديساً وحماية. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مريم العذراء والسكن في الناصرة |
مريم العذراء هى أم أطاعها يسوع فى الناصرة |
مريم العذراء هى عذراء من الناصرة |
كيف انتقل بيت العذراء مريم من الناصرة إلى لوريتو؟ |
مريم العذراء هى عذراء من الناصرة |