وأَخَرجَه الرُّوحُ عِندَئِذٍ إِلى البرِّيَّة:
"عِندَئِذٍ " في الأصل اليوناني εὐθὺς (معناها في الحال او للوقت) فتشير الى تعبير ممّيز في إنجيل مرقس الذي تكرَّر 41 مرة. وتدل هذه اللفظة هنا على فورية حدث التجربة بعد اعتماد يسوع. فهناك علاقة وثيقة بين المعمودية والتجربة.
بالمعمودية كرّس يسوع نفسه لطريق الصليب، وفي التجربة، عرض الشيطان لعقله طرقا لإنجاز خدمته دون ان يتعرَّض للصليب. ان يسوع كان في المعمودية عاملا مُسلما ذاته لأبيه السماوي؛ أمَّا في التجربة فكان مُنقادا من الروح؛ في المعمودية أكمل البِر، وفي التجربة كان برَّه تحت التجربة؛ وامَّا متى الإنجيلي فقد ربط التجربة بعماد يسوع ليدل على ان المؤمن هو ابن الله الذي انتصر على ابليس منذ عماده فلا يبقى له الاَّ ان يجعل هذا الانتصار واقعا محسوسا.
لذلك بعد العماد مباشرة، يحقد الشيطان على المؤمن ويحسده عقب كل بركة ينالها.