|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تاريخ الهيكل مرّ بناء الهيكل في ثلاث مراحل: الهيكل الأول في زمن سليمان والهيكل الثاني في زمن زرُبَّابَلُ ثم توسيع الهيكل الثاني في زمن هيرودس. الهيكل الأول، هيكل سليمان الحكيم بدا بناء الهيكل مع احتلال داود الملك (1010–970ق.م.) لمدينة اورشليم الذي اتخذها عاصمة سياسية ودينية. حيث ان داود ابتاع بيدر ارنان (ارونا) اليبوسي، وبنى هناك مذبحاً للرب (1 اخبار21:25-26)، ثم نقل إليه تابوت العهد بناء على رؤية (2 صموئيل 6: 12-17)، واراد ان يُشيد لله هيكلا يقيم الله فيه (2 صموئيل 7: 1-3). ولمَّا تُوفي الملك داود خلفه ابنه سليمان الملك (970 -931). وما أن اعتلى العرش حتى شرع ببناء الهيكل عام 959ق.م. كما ورد في الكتاب المقدس "بَنَيتُ البَيتَ لآسمِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرائيل. وجَعَلتُ هُناكَ مَكأَنا لِلتَّابوتِ الَّذي فيه عَهدُ الرَّبِّ الَّذي قَطَعَه لِاَبائِنا، حينَ أَخرَجَهم مِن أَرضَ مِصْر" (1 ملوك 8: 20-21)، وأكمله في سبع سنين (1ملوك 6:38). وهكذا أصبح هيكل اورشليم امتدادا لخيمة الشهادة حتى يسمح الله لشعبه بملاقاته بصورة أكيدة، فقد اختار الله الهيكل باعتباره "بَيت يَكونُ آسْمي فيه" (1 ملوك 8: 16). وهكذا أصبح هيكل أورشليم المركز الأساسي لعبادة الله، يكنّ له المؤمنون أروع حب كما يترنم صاحب المزامير "أسجُدُ نَحوَ هَيكَلِ قُدسِكَ. وأَحمَدُ اْسمَكَ لأجْلِ رَحمَتِكَ وحَقِّكَ لأَنَّكَ عَظَّمتَ قَولَكَ فَوقَ كُلِّ اسمٍ لَكَ" (مزمور 138: 2)؛ وهم يعرفون أن مسكن الله "في السماوات " (مزمور 2: 4)، إلاّ أن الهيكل هو بمثابة المقابل الأرضي لقصره السماوي (خروج 25: 40)، الذي به يصير بنوع ما حاضرا على الأرض. وكان يُعد الهيكل قلب الأمة اليهودية ومركز الحياة الدينية، يأتي إليه الجميع من كل أنحاء البلاد "ليحضروا أمام الله" (مزمور 42: 3) طلبا لغفران الخطايا، إمَّا بتقديم الذبائح أو بإقامة الشعائر الطقسية. فهو بيت صلاة (أشعيا 56: 7)، والمكان الشرعي الوحيد الذي يحق للكهنة اليهود أن يقدِّموا فيه الذبائح. وفيه تجد أركان الدين اليهودي الثلاثة: النبوءة والعبادة والملوكية، جذورها بحسب لاهوت أشعيا النبي. الهيكل الثاني، هيكل زرُبَّابَلُ لم يتوانَ النبي أشعيا، (1: 11-17، والنبي إرميا، (6: 20) وحزقيال النبي عن التنديد بالصورة السطحيّة التي عليها تُقدّم العبادةّ في الهيكل، بل بالممارسات الوثنية التي تتسرّب إليه (حزقيال 8: 7-18) وأخيراً، فإنهم توقعوا تخلّي الله عن هذا البيت الذي كان قد اختاره، وأنذروا بخرابه، عقاباً على خطيئة الأمة (إرميا 7: 12 -15، حزقيال 9: 10). حاصر نبوخذنصر، أحد الملوك الكلدان الذين حكموا بابل، أورشليم مرتين الأولى في سنة 597 ق م والثانية في سنة 587 ق م، وأحرق الهيكل وجميع بيوت أورشليم وأجلى سكانها (2 ملوك 8:25-23). وفي عام 538 أصدر قورُش، مَلِكِ فارِس، منشورا يسمح بعودة اليهود إلى أورشليم وإعادة بناء الهيكل، فأسرع زرُبَّابَلُ بنُ شألْتيئيلَ (عزرا 2:5) حاكم اليهودية إلى بناء الهيكل عام 514، بتشجيع من النبيين: حجاي وزكريا (عزرا 3إلى 6). وفي عام 169 احتل انطيوخس ابيفإنيوس السلوقي أورشليم، وغزا الهيكل في سنة 167، وحوّله معبدا للأوثان والأصنام. إذ دشَّنه على اسم زوس الاولمبي (مكابى 21:1 -51). وفي عام 146 تمكّن يهوذا المكَّابي من استرداد الهيكل لتطهيره وإعادة عبادة الآباء فيه (1 مكابى 36:4-43)، فبنى مذبحا جديدا للتقادم (1مكَّابي 59:4). وذكرى لهذا الانتصار يحتفل اليهود بعيد الحانوكا أو الأنوار. توسيع هيرودس الهيكل الثاني وفي السنة 20 ق.م. شرع هيرودس الكبير بتوسيع الهيكل ليس بدافع ديني، بل بغية العظمة ونيل رضى اليهود كما جاء في كتابات يوسيفوس فلافيوس والأناجيل المقدسة حيث قال اليَهود ليسوع: " بُنِيَ هذا الهَيكَلُ في سِتٍّ وأَربَعينَ سَنَة، أوَ أَنتَ تُقيمُه في ثَلاَثةِ أيَّام؟"(يوحنا 20:2). ولقد استغرق بناء المنشآت الأساسية فيه (10) سنوات إلاَّ أن العمل في التوسيع لم ينتهَ الاَّ عام 64م. في عهد هيرودس أغريبا الثاني. فجاء في غاية الفخامة والعظمة، فوصفه التلمود بقوله: "من لم يشاهد بناء الهيكل الذي أقامه هيرودس، فهو إنسان لم يشاهد قط الأبنية الجميلة". وفي الواقع أثار بناء الهيكل إعجاب الرسل أيضا حتى صرخ أحدهم قائلا ليسوع: "يا مُعَلِّمُ انظُر! يا لَها مِن حِجارَة ويا لَها مِن أَبنِيَة" (مرقس 1:13) إلا أن المسيح تنبَّأ بخرابه بقوله " أَتَرونَ هذا كُلَّه؟ الحَقَّ أَقولُ لكم: لن يُترَكَ هُنا حَجَرٌ على حَجَر، مِن غَيرِ أَن يُنقَض" (متى 24: 2). لقد أتي يسوع ليُطهِّر الهيكل، ولمَّا رفض اليهود التطهير تركه لهم خرابًا كما تنبَّأ عنه "هُوَذا بَيتُكم يُترَكُ لَكم قَفْراً" (متى 23: 38)، وهكذا يعمل الله على تطهير أجسادنا وحياتنا، وإذا رفضنا نفسد، لانَّ من يُفسد هيكل الله يُفسده الله " مَن هَدَمَ هَيكَلَ اللهِ هَدَمَه الله، لأَنَّ هَيكَلَ اللهِ مُقدَّس، وهذا الهَيكَلُ هو أَنتُم" (1 قورنتس 3: 17). قاطع أعضاء الجماعة الاسيينية الموجودة في قمران قرب البحر الميت الهيكل الذي تدنّس بسبب عدم شرعية الكهنوت في نظرهم، مُعِدَّة ذاتها هيكلاً روحانياً يتقبّل فيه الرب العبادة اللائقة به باعتبار أن العبادة الروحانية التي يطلبها الرب، تمشيا مع قول الأنبياء هي "عبادة المساكين والقلوب المُنسحقة" (أشعيا 66: 1-2)، وهذا العابدة تستقيم أكثر مع حضور الرب الروحي المجرّد من العلامات المحسوسة. فالله يقيم في السماء ومنها يستمع إلى صلوات مؤمنيه المرفوعة له من كل جهة (طوبيا 3: 16). وعلى أثر اندلاع الثورة اليهودية الأولى سنة 66م، جاء القائد الروماني طيطس عام 70م، وحاصر المدينة وهدمها، وأحرق الهيكل ولم يبقَ منه إلا حائط المبكى، فتمَّت الآية التي تفوه بها السيد المسيح "الحَقَّ أَقولُ لكم: لن يُترَكَ هُنا حَجَرٌ على حَجَر، مِن غَيرِ أَن يُنقَض" (متى 24: 2). ومن أجل ذلك ترك المسيحيون موضع الهيكل خرابا. ولم يبنوا عليه كنيسة كما فعلوا في أماكن أخرى حيث مرّ يسوع او صنع معجزة. أمَّا اليهود فحاولوا التعويض عن الهيكل ببناء المجامع لإقامة ليتورجيا الكلمة، لانَّ الذبائح لا تُقدّم الاَّ في هيكل اورشليم. |
27 - 12 - 2023, 05:29 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: تاريخ الهيكل في الكاب المقدس
معلومات مفيده عن الهيكل
ربنا يبارك خدمتك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|