منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 02 - 2022, 10:36 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

مقدار ما تحبنا به هذه الأم الصالحة


يلزمنا أن نبحث عن علل هذا الحب وبراهينه، لأننا بذلك نفهم بأفضل نوعٍ مقدار ما تحبنا به هذه الأم الصالحة. فالسبب الأول الذي من أجله تحب مريم البشر محبة هكذا مضطرمةً، فأنما هو الحب العظيم الذيِ به تحب هي الله، لأن وصية المحبة لله ووصية المحبة للقريب، فأنما هما وصيةٌ واحدةٌ هي هي نفسها. حسبما يعلمنا القديس يوحنا الرسول بقوله: فهذه الوصية لنا منه، أن من يحب الله، يحب أخاه أيضاً(يوحنا أولى ص4ع21) بنوع أنه بمقدار ما يزداد الحب لله، فبمقدار ذلك ينمو الحب للقريب متزايداً. ولهذا نحن نعلم أن القديسين لأجل أنهم كانوا يحبون الله حباً وافراً، فمارسوا نحو القريب الأعمال التي نحن ننذهل منها عند تأملنا إياها، لأنهم قد توصلوا ليس فقط الى أن يفقدوا حريتهم واضعين ذواتهم تحت الأسر، بل لأن يبيحوا حياتهم أيضاً من اجل خلاص القريب. فليقرأ ما صنعه القديس فرنسيس سافاريوس في بلاد الهند، حيث أنه لرغبته في أن يسعف أنفس أولئك الشعوب البرابرة، كان يجتاز صاعداً الى الجبال الغير المسلوكة، مطوحاً ذاته في أخطارٍ ختلفة الأنواع، ليمكنه أن يجد أولئك المساكين، الذين كانوا يقطنون في المغاير والكهوف نظير الوحوش الفاقدة الأستيناس، ويكتسبهم الى معرفة الله والى الإيمان به تعالى. والقديس فرنسيس سالس لكي يجتذب الأراتقة سكان أقليم كامبلاي الى الإيمان الكاثوليكي، قد أستمر مدة سنةٍ يلقي ذاته يومياً في خطر الموت، بأجتيازه ماشياً على يديه ورجليه من فوق سارية خشبٍ، كانت ممتدةً على النهر، مجلدةً مع المياه من شدة البرد، لكي يكرز على الشعوب القاطنين في عبر النهر. المصرين على ضلالهم، والقديس باولينوس قد باع ذاته أسيراً لكي يستفك من السبي أحد الشبان ويرده لأمه الأرملة، والقديس فيداله قد أرتضى بأن يموت من أجل أكتسابه الى الرب أولئك لأراتقة الذين كان ينذرهم بالإيمان المستقيم. فاذاً من حيث أن القديسين كانوا يحبون الله حباً شديداً، فقد أتصلوا الى أن يصنعوا أشياء مثل هذه حباً بالقريب، ولكن ترى من هو الذي أحب الله نظير ما أحبته مريم العذراء، فهذه الطوباوية قد أحبته تعالى منذ البرهة الأولى من حياتها، محبةً أعظم مما أحبه به القديسون أجمع، والملائكة قاطبةً في أزمنة حياتهم كلها، كما نحن عتيدون أن نتكلم عن ذلك بأكثر أتساعٍ في تكلمنا عن فضائل هذه الأم الإلهية. التي هي نفسها قد أوحت الى الأخت البارة ماريا كروجيفيسا (حسبما يوجد مدوناً في الرأس5 من كتاب2 من سيرة حياتها) بأن الحب الذي كان يتقد لهيبه في قلبها نحو الله، كانت ناره بهذا المقدار ملتهبةً، حتى أنه لو وضعت الأرض والسماوات في ذاك الأتون، لفنيت مستحيلةً الى رمادٍ، ومن ثم بالنسبة والمقابلة لحرارة هذا الحب لم تكن حرارة قلوب السيرافيم سوى كنسيم صبحٍ باردٍ، فاذاً من حيث أنه لم يكن يوجد فيما بين الأرواح الطوباويين بأسرهم، من يماثل حبها لله، فهكذا نحن لا نستطيع أن نجد بعد الله من يحبنا نظير هذه الأم الكلية الحب، حتى أنه اذا أجتمع معاً حب جميع الأمهات الذي به يحببن أولادهن، جملةً مع حب كل العرسان لعروساتهم. والقديسين والملائكة للمتعبدين لهم فلا يبلغ مقدار هذا المجموع العظيم، لأن يوازي حب مريم البتول لنفسٍ واحدةٍ فقط من أنفسنا، بل أن الأب نيارامبارك يقول، أن المحبة الكائنة في قلوب جميع الأمهات نحو بنبنهن، اذا أجتمعت معاً، فلا تصور ولا ظل المحبة التي في قلب هذه البتول نحو أحدٍ فقط منا، حتى أنها هي وحدها تحبنا أشد حباً، مما يحب بعضهم بعضاً الملائكة كافةً والقديسون أجمعون*
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يا لحسن أستعداد هذه الأم الصالحة لأسعاف من يستدعيها لمعونته
هم أولئك المهملون الذين يستغيثون بمريم الأم الصالحة
فلنتقدم اذاً أمام هذه الأم الصالحة جاثين لدى قدميها المقدسين
أن أمنا هذه الصالحة أنما تحبنا هكذا حباً شديداً
في كم هو عظيمٌ الحب الذي به تحبنا هذه الأم والدة الإله


الساعة الآن 09:40 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024