تقوم التوبة على الصعيد الماضي على فحص الضمير والندامة حيث أنَّ الله لا يغفر خطايانا قبل أن نأتي إليه بفحص الضمير والندامة. ويقوم فحص الضمير عن طريق العودة إلى الذات وبحث الإنسان عن خطاياه الشخصية التي يكون قد ارتكبها سواء أكان بالفكر أو القول أو بالفعل أو بالإهمال ضد وصايا الله ووصايا الكنيسة ووجباته الشخصية.
وتقوم الندامة على ملاقاة الإنسان من أخطأ إليه، والذي هو الله والقريب والذات والتأسف على ما ارتكب من الخطايا. لولا الندامة لما حصلت المرأة الخاطئة على المغفرة من يسوع (لوقا 7: 27) ولا ابن الشاطر (لوقا 15: 12) ولا العشار (لوقا 18: 10). ولكي تكون الندامة مقبولة لدى الرب يجب أن تكون باطنية أي أن تكون صادرة من قلبٍ مستحقٍ متواضعٍ كما يقول الرب "إِرجعوا إِلَيَّ بكُلِّ قُلوبِكم" (يوئيل 2: 12). ويردّ الله على هذه الندامة بمنح غفران الخطايا كما جاء في عظة بطرس الرسول الأولى " فقالَ لَهم بُطرُس: ((توبوا، وَلْيَعتَمِدْ كُلٌّ مِنكُم بِاسمِ يسوعَ المَسيح، لِغُفْرانِ خَطاياكم، فتَنالوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ القُدُس." (أعمال الرسل 2: 38، 3).
إنَّ فضيلة التوبة التي يحضُّ عليها العهد القديم والجديد (حزقيال 18: 30 11) والعهد الجديد (متى 3: 2)، كانت في كل وقت شرطا أساسيا لمغفرة الخطايا (لوقا 24: 47). إن الخطايا سيتم غفرانها تماماً على صورة "وادٍ يُردَم وجَبَلٍ وتَلٍّ يُخفَض وطريق مُنعَرِجَةُ تُقَوَّم والوَعْرَةُ تُسَهَّل" (لوقا 6: 6).