عمل المستقيم في عيني الرب وسار
في طريق داود أبيه ولم يَحِد يميناً ولا شمالا
( 2أخ 34: 2 )
يوشيا وسفر الشريعة
فى أثناء ترميم الهيكل وجد حلقيا الكاهن سفر الشريعة (2أخ 14:34) ويقول د. أوترى فى كتابه “نهضات فى العهد القديم” أنه لو لم ينشغل يوشيا بترميم بيت الرب لما وجد سفر الشريعة الذى كان حدثاً أعظم من ترميم الهيكل نفسه، فكم من بركات مخبوءة للأمناء بالرب يختبرونها وهم فى طريق تحقيق هدف نبيل يسعون إليه، إذ أنهم قد ينجزوا أعمال أعظم من الهدف نفسه.
ولعل السؤال الذى لابد وأن نفكر فيه هو كيف يفقد سفر الشريعة من شعب الله؟؟ كيف يهمل شعب كتابه المقدس؟ وهل يوجد فى حياة الشعب كتاب أهم من هذا الكتاب؟ هل نسى الشعب كلمة الله؟ وهنا نجد صورة حقيقية للخراب الذى وصلت له المملكة، ومن هنا نستطيع أن ندرك أن الخراب الروحى كان سابقاً للخراب المدنى ودائماً ما يكون هذا هو الترتيب.
إن العثور على سفر الشريعة برهان على أن كلمة الله لا يمكن أن تزول مهما كان فساد الشعب وانحراف الكهنة، فهى تتحدى الزمن وتخزى استخفاف وعدم مبالاة من أرسلت لأجلهم.