|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كانت العذراء مريم والسماوات لما حلً فيها بالنسبة إليه متساويتين، ولكن لا لم يكونا، فإن الناظر يستطيع أن يرى أن العذراء مريم فاقت السماوات في العظمة. فإن السماء هي فقط العرش الذي يجلس عليه، أما العذراء مريم فهي أمه، نعم انظروا إنهما غير متساويين، فلا يمكن للعرش أن يتساوى بالأم، فالأم أعظم. لقد اختار المسيح كلا من السماوات ومريم على حدة، جعل أحداهما عرشًا له، وجعل الأخرى أمًا له. حاشا لي أن أدعو السماء باسم "مريم". فإني إن فعلت هذا يغضب مني يسوع لإهانتي من قدر أمه. والآن يا حكماء الأرض انظروا واحكموا بالعدل على ما تكلمت به، اسمعوا وحاولوا أن تحكموا من هو الأعظم: السماوات عرش الله أم العذراء مريم أم الله؟ أيهما أقرب إلى الله؟ أيهما أعز عليه؟ أيهما ذو قيمة أكبر؟ وأيهما أكثر اتحادًا به؟ السماوات لم ترضعه، ولم تضمه إلى صدرها، إنما مريم العذراء التي رضع لبنها وصارت له أمًا. السماوات لم تحبل به ولم تلده، إنما مريم حبلت به وقبلته وأخذت بركة تربيته وهو طفل. أيتها العذراء مريم، مباركة أنتِ في النساء، ومملوءة بركة. فأنتِ لستِ في حاجة إلى كلماتي المتواضعة لتُفصح عن السرّ الذي احتويتيه. أيتها العذراء الأم الطاهرة، سموتِ فوق الزواج، أنتِ مملوءة تطويبات، لا تكفي ربوات الأفواه لوصفكِ. حُبلَى بالرحم، عذراء طاهرة، اللبن ملأ ثدييك، ورحمكِ مختوم عن الزواج. مكث في رحمكِ الثمرة الصالحة القادرة على إسعاد أية أمٍ، وعن عذابات التزاوج التي تعاني منها سائر النساء تعففتِ. جسدكِ خالٍ من معاشرة الرجال، وفي رحمك سكن الثمرة الذي يبهج جميع الأمهات. الرجال لا يقتربون إليكِ، أما الميلاد بغير دنس أو زواج فهو القريب منكِ، لذا احتار فيك الحكماء، وعجزوا عن فهمكِ. القديس مار يعقوب السروجي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|