منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 11 - 2021, 03:33 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 363,650

أبونا الجليل في القدّيسين غريغوريوس بالاماس العجائبي


أبونا الجليل في القدّيسين غريغوريوس بالاماس العجائبي

ولد القديس غريغوريوس بالاماس في القسطنطينية عام 1296 من عائلة نبيلة. كان أبوه عضواً في مجلس الشيوخ ومقرَّباً من الإمبراطور أندرونيكوس. ويروى أن أباه كان يمارس الصلاة القلبية ويغيب عما حوله حتى في محضر الإمبراطور. وكان يحدث أن يطرح عليه أندرونيكوس سؤالاً فلا يجيبه لأنه يكون غارقاً في صلاته. ويبدو أنه ترهَّب فيما بعد لمّا أحس بقرب موته. أما أمّ غريغوريوس فكانت هي الأخرى تقية، حادة الذكاء، تتمتع بمواهب جمة. وقد كان لها على ابنها أطيب الأثر. كما اقتبلت هي أيضاً الحياة الرهبانية. وكان لغريغوريوس أختين وأخوين.

إثر وفاة والد غريغوريوس تعهّد الإمبراطور أندرونيكوس العائلة. وهكذا تيّسر لغريغوريوس أن يُحصّل قدراً وافراً من العلم الدنيوي، درس البيان والخطابة والطبيعيات والمنطق. وقد تفوَّق في الفكر الفلسفي، لاسيما في منطق أرسطو. وأمضى سنواته حتى سن الـ20 أو الـ22 في القصر الملكي.

ولم تغرّ غريغوريوس نجاحاته بل حوّل نظره ناحية الرهبنة. وقد اعتاد أن يلتقي رهباناً منحدرين من جبل آثوس. فكانوا يرشدونه إلى الابتعاد عن العالم ويشجعونه على الترهّب. وهكذا بدأ بالسلوك بالفقر إلى حد أن بدأ من حوله يظنون أنه فقد عقله.

أخيراً عزم غريغوريوس على ترك العالم والانصراف إلى الحياة الرهبانية الملائكية. ولما كان بِكر أخوته وصاحب الكلمة الأولى في العائلة محل أبيه، فقد رأى أن الحل الأوفق هو أن يترك جميع أهل البيت والخَدَم العالم ويقتبلوا الحياة الديرية. وهكذا كان، ففي العام 1316 توزعت الأم والأختان والخدام على أديرة في القسطنطينية، وارتحل غريغوريوس وأخواه: مكاريوس وثيودوسيوس، إلى جبل آثوس.

نزل غريغوريوس وأخواه في مكان قريب من دير فاتوبيذي ووضعوا أنفسهم في عهدة أب هدوئي يدعى نيقوديموس. والهدوئية طريقة رهبانية نسكية تتمثل في حياة نصف مشتركة يتحلق فيها الرهبان حول شيخ روحيّ فيسلكون في النسك والصلاة ويذهبون في السبوت والآحاد إلى الدير ليشتركوا في الخدم الليتورجية والقداس الإلهي. فأمضى غريغوريوس في ذلك الموضع 3 سنوات في الصلاة والصوم والسهر. وكان ذكر والدة الإله لديه دائماً.

توفي ثيودوسيوس أخو غريغوريوس الأصغر وكذا نيقوديموس الشيخ، فانتقل غريغوريوس وأخوه الثاني، مكاريوس، إلى دير اللافرا الكبير في جبل آثوس. فبقي غريغوريوس في دير آثوس مدة 3 سنوات ساد خلالها بنعمة الله والجهاد المرير والنسك الشديد لا على أهوائه وحسب بل حتى على ضرورات الطبيعة. فقد حارب النعاس وتغلب عليه إلى حد أنه بقي 3 أشهر بلا نوم إلا قليلاً من الراحة بعد الطعام حتى لا يفقد صوابه.

بعد ذلك خرج غريغوريوس إلى الصحراء طالباً المزيد من الخلوة والهدوء، فاستقر حيناً في اسقيط يدعى "غلوسيّا" فاكتسب خلال إقامته هناك تواضعاً عميقاً اقترن بمحبة لا توصف لله والقريب. وأضحى كله صلاة وصارت الدموع العذبة تتدفق من عينيه كمن معين ماء لا ينضب.

لم تطل إقامة غريغوريوس في ذلك الاسقيط أكثر من سنتين أو ثلاث رحل بعدها إلى تسالونيكي بسبب غارات القراصنة الأتراك (1325)، وكان بصحبته 12 راهباً من الأخوة.

سيم غريغوريوس كاهناً وهو في سن الـ30 (1362). ثم تنسك في مغارة جبلية نظير النساك القدامى حيث قسى، فيما يبدو، على نفسه أشد القسوة، فكان لا يخرج من قلايته إلا السبت والأحد ليشترك في خدمة الأسرار الإلهية وينفع إخوته بكلام روحي. فأصيب بنتيجة ذلك بمرض في الأمعاء.

ثم اضطر بعد 5 سنوات إلى العودة إلى جبل آثوس بسبب غارات الصربيين، فأقام في منسك القديس سابا التابع لدير اللافرا الكبير حيث انصرف إلى تواصل أعمق مع ربه فبلغ معاينة الله في نور الروح القدس.

ثم حدثت المواجهة التاريخية الشهيرة بين القديس غريغوريوس بالاماس والراهب برلعام.

كان برلعام راهباً من كالابريا، في جنوبي إيطاليا، جاء إلى القسطنطينية عام 1338 وذاع صيته في أوساط المفكرين فيها كعالم وفيلسوف مميز. كان برلعام أرثوذكسياً في الظاهر. ولكنه قال بعدم إمكان معرفة الله في ذاته، مستنداً إلى تحليلاته الذهنية والفلسفية دون خبرة الصلاة. فاصطدم بما كان يؤمن به الهدوئيون من إمكان معرفة الله ومعاينة النور غير المخلوق عن طريق صلاة الذهن في القلب والتركيز. فشنّ برلعام على الهدوئيين حملة شعواء وكفّرهم بحجة الخروج على عقائد أساسية مسلّم بها في الكنيسة.

إذ ذاك انبرى القديس غريغوريوس بالاماس للدفاع عن تراثٍ طالما عاش فيه الرهبان وخبروه على مدى الأجيال. وطبعاً كان لكل من غريغوريوس وبرلعام، مناصروه في كافة الأوساط: القصر والجيش والأساقفة والمفكرين والرهبان وحتى العامة. في هذه الفترة بالذات كتب القديس غريغوريوس ثلاثيته المشهورة في الدفاع عن القديسين الهدوئيين. ثم عُقد مجمعان خلال حزيران وآب عام 1341، في كنيسة آجيا صوفيا، وأدانا برلعام الذي تحوّل إلى الغرب وصار أسقفاً في إيطاليا.

غير أن رحيل برلعام لم يكفِ لوضع حد للصراع، إذ تابع أكندينوس الحملة ضد القديس غريغوريوس والرهبان وناصرَه في رأيه بطريركُ القسطنطينية، يوحنا كاليكاس، لأسباب سياسية. ثم أقيل البطريرك عام 1347 وأخذ مكانه ايسيدوروس الذي زكّى غريغوريوس وجعله أسقفاً على تسالونيكي. وكان أهم المجامع المنعقدة في هذا الشأن ذاك الذي التأم في تموز عام 1351 وأعلى شأن بالاماس والكتابات التي وضعها من حيث تعبيرها الصادق والصافي عن إيمان الكنيسة الأرثوذكسية، كما أدان آخر أعدائه.

وفي سنة 1353 وبينما كان القديس غريغوريوس ينتقل بطريق البحر من تسالونيكي إلى القسطنطينية وقع في أيدي قراصنة أتراك فاستاقوه إلى آسيا الصغرى حيث بقي أسيراً ما يقرب من سنة. ويبدو أن قديسنا عاش في هدوء خلال القسم الأكبر من هذه الفترة في دير من أديار نيقيا إلى أن افتداه بالمال بعض الأتقياء الصرب.

أما رقاد القديس غريغوريوس فكان في تسالونيكي في 14 تشرين الثاني عام 1359، بعد أشهر من المرض الشديد. ويذكر مترجمه أنه "عندما فارقت روحه الطاهرة جسده ملأ نورٌ ساطعٌ القلاية التي كانت فيها رفاته. فاستضاء وجهه فيما كان جسده لم يزل بعد جاثياً يابساً قبل الدفن... وقد لازمت نعمة الروح القدس رفاته الشريفة واستبان مسكناً للنور الإلهي ومنبعاً للعجائب والمواهب ومستشفى عاماً مجانياً، لذلك لقب بالعجائبي...".

وفي العام 1368، وبعد مرور 9 سنوات على رقاد القديس غريغوريوس، أُعلنت قداسته في مجمع عُقد في القسطنطينية برئاسة تلميذه وصديقه البطريرك المسكوني فيلوثاوس، وهو الذي كتب سيرته. وقد وصفه المجمع بأنه "الأعظم بين آباء الكنيسة".

شفاعته تكون معنا، آمين
رد مع اقتباس
قديم 14 - 11 - 2021, 03:50 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: أبونا الجليل في القدّيسين غريغوريوس بالاماس العجائبي

سيره عطره جدا
ربنا يفرح قلبك وينفعنا بصلواته
  رد مع اقتباس
قديم 17 - 11 - 2021, 08:59 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

الصورة الرمزية walaa farouk

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 363,650

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

walaa farouk غير متواجد حالياً

افتراضي رد: أبونا الجليل في القدّيسين غريغوريوس بالاماس العجائبي

ميرسى على مرورك الغالى أبونا الجليل في القدّيسين غريغوريوس بالاماس العجائبي
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أبونا الجليل في القدّيسين نيقولاوس العجائبي
ايقونةالقديس غريغوريوس بالاماس العجائبي
القديس غريغوريوس بالاماس العجائبي رئيس أساقفة سالونيك
أبينا الجليل في القدّيسين تيموثاوس العجائبي اسقف بروكونيسوس (القرن 6 م )‏
أبونا الجليل في القدّيسين غريغوريوس بالاماس…


الساعة الآن 02:40 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024