مَنْ لا يعرفُ عقيدتَه الأرثوذكسيَّة لا يكون فعليًّا عضوًا في كنيستِه، ولو كان أرثوذكسيًّا على هوّيته.
الصوم الأربعينيُّ المقدَّسُ يعيدُنا إلى البرِّيَّة، إلى الصحراء حيث نتعرَّى من ألبستِنا الجلديَّةِ (أي أهواء النفس والجسد واهتماماتنا الدنيويّة الكثيرة)، لكي نلبسَ مِن جديد لباسَ النعمةِ الإلهيَّةِ، هذا اللباس الّذي يليق بالإنسان الجديد المخلوق على صورة المسيح الإله، الذي خلق كلَّ شيءٍ حسنًا.
نعم، تقليدُنا الشرقيّ المسيحيّ الأرثوذكسيّ هو تقليدٌ نسكيّ تقشفيّ. نحن لا نخجل من ذلك بل نفتخر به. لأجل هذا واجب على الإنسان الأرثوذكسيّ أن يصوم عن ملذّاته الجسديّة حتى يشرِقَ من جديد، من قلبه المتطهّر بالأصوام وحتى من جسده، نورُ نعمةِ الله غيرِ المخلوق الذي لا يُشبِهُ بجماله الفائق أيّ شيء من المخلوقات.
أفرام، مطران طرابلس والكورة وتوابعهما