«إنما إذا ذكرتني عندك حينما يصيرُ لكَ خيرٌ،
تصنع إليَّ إحسانًا وتذكـرني لفرعون،
وتخرجُني من هذا البيت»
( تكوين 40: 14 )
في تكوين 40 نقرأ أنَّ يوسف، بعد أن فسَّر الحُلم لرئيس السقاة، طلب منه أن يذكـرَهُ أمام فرعون، ويُمكننا أن نرى في هذا الأمر نقطة الضعف الوحيدة في حياة يوسف، التي كانت كلها ناصعة وجميلة، فلقد أراد أن يتدخَّـل رئيس السُقـاة لصالحه عند فرعون ليُخرجه من بيت السجن الذي دخله ظلمًا، ويذكر لنا آخر الأصحاح أنَّ رئيس السُقاة خيَّب ظن يوسف، إذ لم يذكرَهُ بل نسيه. ولقد كان على يوسف أن يتعلَّـم أن الأزمنة والأوقات ليست في يد رئيس السقاة، ولا في يد يوسف، ولا هي حتى في يد فرعون، بل هي في يد الله. يقول المرنِّم: «إلى وقت مجيء كلمَته. قول الرَّب امتحَنَهُ» ( مز 105: 19 ). أمَّا بالنسبة للمسيح فإنَّه لم يكن محتاجًا لأن يتعلَّم هذا الدرس، ولا أن يُذكِّـره به أحد، فهو الذي قال لتلاميذه، بعد قيامته من الأموات، عن موعد المُلكْ: «ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التي جعلها الآب في سُلطانه» ( أع 1: 7 ).