|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رعايته للفقراء لم يكن القديس يوحنا كارزًا بالإنجيل من على المنبر فحسب، لكنه يشهد لحق الإنجيل في سلوكه وتصرفاته. فقد تسلم القصر الأسقفي الذي أقامه سلفه الأسقف نكتاريوس، وقد تبقى به بعض قطع من المرمر لم تكن قد استخدمت بعد، فباعها وقام بتوزيع ثمنها على الفقراء. كما ألغى النفقات الباهظة في الولائم والاستقبالات الكبرى. عاش في دار الأسقفية ناسكًا متعبدًا، قليل النوم، كثير الصلاة، لا يحضر الولائم، ولا يتألق في ملبسه، غير محبٍ للبذخ، كل ما يتوفر لديه من أموال يقوم بتوزيعه على الفقراء أو الإنفاق به على المستشفى إلخ. نستطيع أن نلمس مدى عشقه للعطاء وحبه للفقراء من تقديسه هذا العمل، حيث يتصور نفسه وهو يمد يده للعطاء أنه يكسب ذبيحة حب على مذبح مقدس، يتقبلها الله رائحة رضا. يرى في الفقراء مذبح الله المقدس، لا بل يرى فيهم السيد المسيح نفسه يمد يده ليتقبل عطية الحب من الإنسان، إذ يقول(5): [إنها تقيم من البشر كهنة! نعم إنه كهنوت يجلب مكافأة عظيمة! الإنسان الرحوم (الكاهن) لا يرتدي ثوبًا إلى الرجلين، ولا يحمل أجراسًا ولا يلبس تاجًا، لكنه يتقمط بثوب الحنو المملوء ترفقًا، الذي هو أقدس من الثوب المقدس! إنه ممسوح بزيتٍ لا يتكون من عناصر مادية بل هو نتاج الروح...! يحمل أكاليل المراحم، إذ قيل: "يتوجك بالمراحم والرأفات" (مز 103: 4). عوض الصدرية الحاملة اسم الله يصير هو نفسه مثل الله. كيف يكون هذا؟ إنه يقول: "لكي تكونوا مثل أبيكم الذي في السماوات". أتريد أن ترى المذبح؟ أنه ليس من عمل بصلئيل(6) ولا غيره من الناس. إنه من عمل الله نفسه، ليس مصنوعًا من حجارة، بل من مادة أكثر لمعانًا من السماء، إنها نفوس متقفلة...! أعضاء المسيح نفسه. أعضاء المسيح تكون مذبحًا لك...! على جسد المسيح تقيم الذبيحة...! ما هي رائحة البخور الطيبة التي تصعد على هذا المذبح؟ إنه الحمد والشكر! تصعد (صدقتك) كما إلى السماء، لا بل تجتاز ما وراء السماء عينها، إلى سماءٍ السماوات، حتى تبلغ عرش الملك! إذ يقول: "صلواتك وصدقاتك قد صعدتا أمام الله(7)".] "وأنت بالحقيقة صامت أعمالك تتكلم!" هذه إحدى عشرات الألوف من القطع التي سجلها القديس يوحنا في عظاته وكتاباته، فقد دعي بـ"Almsgiver"... |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس يوحنا ذهبي الفم ورعايته لشعبه |
القديس يوحنا ذهبى الفم |
القديس يوحنا ذهبي الفم |
القديس يوحنا ذهبى الفم |
القديس يوحنا ذهبي الفم |