|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
-على الصليب لم يتدخل اللاهوت ليرفع ثقل خطايا العالم كله عن ناسوت إبن الله فصرخ المسيح إلهى إلهى لماذا تركتنى. كان هذا الترك لصالحنا.فقبل الإبن كل أوجاع الترك قبلنا.الترك لا يعنى الإنفصال أبداً.فالناسوت بعدما إتحد فى بطن العذراء باللاهوت لم ينفصل عنه و لا حتى بالموت. - يخاطبنا الروح قائلاً :لحيظة تركتك و بمراحم أبدية أجمعك إش 54: 7.هذا إخطار إلهى بتدبيره معنا.حين يرى أنه يحسن أن يتركنا لحيظة( تصغير لحظة) و هذه اللحيظة مثل غمضة عين.لكنها تبدو لنا كالدهر لا ينتهى و كما عند الله ألف سنة كيوم فعندنا العكس نرى اللحيظة كألف سنة و تطول بنا و نتأوه . - لكن كما أن في تدبير الله أن يعتني بنا فمن تدبير الله أن يدعنا لحيظة.كان يونان في بطن الحوت لحيظة لكن مراحم الله الأبدية جمعته من جديد و جعلته صورة لدفن المسيح.حين وقف بطرس بعيداً يبكي بكاءاً مراً كان يشعر أن الله تركه.لكنه قام و دعاه إلى مراحم أبدية من جديد.ظنت مريم و مرثا أن المسيح له المجد ترك لعازر مريضاً لكنه تركه لحيظة فلما إنتهت أقامه و تمتع بمراحم أبدية.فلو سألت هؤلاء و غيرهم هل كانت لحيظة الترك ذات فائدة لكم لأجابوا بالتأكيد نعم.لولا هذه اللحيظة ما عرفنا المسيح حق المعرفة و لا عرفنا أنفسنا كما ينبغى, - لأن الإنسان حين يعتاد المراحم تصغر قيمتها فى عينيه لذلك يتركه الله لحيظة حتي إذا ما عادت إليه المراحم علم فى أية نعمة يقيم.إتضع لأنه عرف أنه بدون عناية الله لا يقدر حتى على أن يتذكر إسمه.لا يقدر على فعل شيء بالمرة فيتضع و يكون ترك الله له لحيظة لأجل صيده لملكوت السموات.يعيش حياة شكر و رضى و زهد. - حين يفتر الإنسان و تبرد محبته يتركه الله لحيظة. وقتها يشعرالإنسان بالخطر الجسيم يقوم و يصرخ بكل قلبه قائلاً أما يهمك يا رب أننا نهلك.لكن الرب ينتهر الريح و تنتهي اللحيظة تاركة بصمة في القلب لا تنمح و خبرة محبة لا تتضاءل. - فى دوام العناية الإلهية نحن في تدبير الله و في لحيظة الترك أيضاَ نحن في تدبير الله.لأنه يجعل كل الأشياء تعمل معاً للخير.فإن رأيت لحيظة الترك طويلة إعلم أنه يتبعها مراحم لا آخر لها.فى لحيظة الترك عش صلاة من القلب ملتهبة. لتكن لحيظة الترك وقتاً مناسباً لمحاسبة النفس و الجرأة على الإعتراف بالخطية.لتكن زمن الحب من طرفنا كما أن دوام عناية الله هي زمن الحب من جهته. - لحيظة الترك ليست وقت التجربة.لأن الله في التجارب يقترب منا جداً و يعيننا و يمنحنا بركات إجتياز التجارب.أما الترك فليس هكذا.هو غياب للنعمة عن الإنسان.يعود إلى التراب و هو حى.وقت لا تعزيات فيه.لا يشعر بلذة الحياة مع الله.كأن الله أدار ظهره و مضى .فتصبح الأرض قدامنا بحراً هائجاً بلا شطآن,يشعر الإنسان نفسه رخيصاً للغاية.كفريسة ملقاة بلا حماية وسط الوحوش.كأن الدنيا بأكملها ضده.يشعر أنه لا طعم لأى شيء روحي أو جسدى.يشعر بأنه ضاع و تاه لا يعرف طريقه و لا هدفه و لا يعرف لماذا يعيش.لا يختلف النهار عن الليل .يغيب طعم الراحة و يتغرب عنا الفرح.يبدو الطعام كريهاً و الجوع أيضاَ.لا نعرف إلى متى نبق هكذا حتى نظن أن الموت قادم لا محالة.يهمس القلب تحت حر الشمس موتى أفضل من حياتى.يسكن مغارته المجهولة حاسباً أنه بقي وحده بعدما قتلوا الجميع.في لحظات الترك ينسج إبليس شبكة من الشكوك و اليأس فلا نعرف كيف صرنا هكذا. يحجب الله وجهه فيصيبنا فزع .هذه و غيرها مشاعرلحيظة الترك و ليست مشاعر التجارب, - الترك أغلبه حالة عدم رضا إلهى عنا و في القليل منه جداً هو إختبار محبة. - كما أن الترك هو تصرف إلهي هكذا عودة النعمة إلى الإنسان فعل إلهي .لا يوجد شيئ إذا عملناه صارت النعمة لنا سوى أن ينعم علينا روح الله بالنعمة.في لحظات الترك يصلح التذلل لكن التذلل ليس سبب النعمة.تعود النعمة لأن اللحيظة إنتهت.أدت دورها كما يراه لنا الله.عودة النعمة لا تعنى أننا صرنا قديسين بلا لوم لكن الله فقط أذاقنا خطورة غياب النعمة.علمنا بالترك ما لم نتعلمه بالنعمة.كانت اللحيظة درساً سريعاً من الله بطيئاً طويلاً مملوء مرارة من جهتنا. - أما أنا فإن تركتني لحيظة يا رب فإرفق بى لتكن سريعة كالسهم و لا تكن لحيظة للشيطان كى ينفرد بى بدونك بل يكفني ألم أنك تحجب وجهك .ثبت فى الرجاء وقت لحيظة الترك فأقول لنفسي أنك تعود و تهدينى.أقول لنفسي أعود أنظر هيكلك.أقول لنفسي أنك ستعود و تبني المنهدمة و تسترد المنفية و تدعو التي ليست شعبك شعبك و التي ليست مختارة مختارة .تجعل الأشياء التي كنا نظن أنها قبيحة فإذا بها لها جمال أفضل.أرنى كيف يتحول ظل الموت صبحاً.كيف يشق نورك عتمة الكون.أخرجنى قائلاً لماذا أنت ههنا.أرنى لحظة خلقى من جديد .كل الأشياء كلا شيء الآن.أنا أطلبك أنت.كن لى كشروق الفجر.لا تحجب وجهك عنى .نعم أستحق أن تتركني ليس لحيظة فحسب بل إلى الأبد لكن لماذا فديتنى أليس لكي أكون معك إلى الأبد ؟تعال إذن و رد نعمتك التى بدونها لا حياة.لحيظة تركتني و أنا أستحق و الآن أنتظر مراحمك الأبدية و أنا غير مستحق. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
(مز 40: 13) وقلبي قد تركني |
لأن ديماس قد تركني |
يا رب و إن تركني كل شيء |
...فأن تركنى أبى وأمى فهو يضمنى |
تركنى حبيبى |