حدث مرة أن أرسل شيوخ جبل البرنوج (أي نتريا) إلى أنبا مقار يقولون له: ”سر إلينا لنشاهدك قبل أن تنصرف إلى الرب، ولا تضطر الشعب كله (أي الرهبان) إلى المجيء إليك“. فلما سار إلى الجبل اجتمع إليه الشعب كله (أي الرهبان) وطلب إليه الشيوخ قائلين: ”قُل للشعب كلمة، أيها الأب.“ فقال:
+ [ يا أولادي الأحباء، كثيرة هي أمجاد القديسين، وينبغي أن نَغِير من أجلها، ونطلب معرفة تدبيرهم وعملهم، ونفتش لنعرف كيف استحقوا الملكوت ونالوا النعيم في تلك الرتبة.]
وبعد أن دعمهم بالتعاليم الصحيحة والوصايا الأبوية، قال لهم: ”أيها الإخوة لِنَبْكِ ولتَسِلْ دموعنا من أعيننا الآن، قبل أن نمضي إلى حيث تحرق دموعنا أجسادنا بدون نفع“. ثم بكى أنبا مقار، فبكى الكل معه، وخروا على وجوههم قائلين: ”أيها الأب، صلِّ لأجلنا“.