هذا الحديث تم إجراؤه في دير القديس أنبا مقار (المضيفة) على مدى خمس ساعات، تخلَّلتها فترات استراحة قصيرة. وكان ذلك يوم الجمعة الموافق 25 يوليو 1980 من الساعة الخامسة بعد الظهر، وقد أجرى الحديث (المرحوم) الدكتور فايق متى إسحق أستاذ الأدب الإنجليزي في كلية الآداب - جامعة القاهرة خلال الخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن الماضي. وبعد أن هاجر إلى كندا سنة 1966، عَمِلَ رئيس قسم الأدب الإنجليزي في جامعة ليكهيد Lakehead بكندا. وقد انتقل إلى الأمجاد السماوية يوم 30 أكتوبر عام 2006 عن عمر يُناهز الرابعة والثمانين
يُرمز إلى آخذ الحديث الدكتور فايق بالحرف ”ف“، وإلى الأب متى المسكين بالحرف ”م“).
العلاقة بين التقدُّم الشخصي للراهب،
والمسئولية العامة عن العالم الخارجي:
13 - ف: ذكرتَ في كتاباتك أن التقدُّم الرهباني هو شخصي. أَلاَ ترى بأن هناك أيضاً مسئولية تجاه العالم الكائن خارج الرهبنة؟ هل توافق على أن توقُّف الراهب عن هدف الخلاص الشخصي له يمكن أن يؤدِّي إلى طغيان المسئولية تجاه العالم على الحياة الرهبانية؟
م: الحقيقة أن الراهب الذي ينجح، هو الذي يكون ذا نفع خاص للعالم. والنفع هنا هو استعداد العطاء. فإذا نظرتَ إلى الجانب الشخصي في جهاد الراهب، فأقول إن هذه ضرورة. الشخص لا يمكنه أن يُعطي قبل أن يكتسب الاختبار الروحي الضروري. إلاَّ أنه، من الوجهة العملية، مستحيل لإنسان أن يقتني المواهب الروحية ثم يبقى وحيداً وحده. ولكن من الخطورة الشديدة أن يظن شخص أنه قادر على العطاء للعالم بينما يكون ذلك بعيداً عن مناله وقدرته.