|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فضائل البابا كيرلس السادس: كان البابا كيرلس رجلًا تتمثل فيه فضائل عديدة. فقد كان إنسانًا بسيطًا هادئًا وديعًا. وكان حكيمًا عميقًا في التفكير، وكان يتميز أيضًا بالبكاء في صلاته وفي قداساته بل أنني أذكر أنه عندما وقعت القرعة الهيكلية على قداسته ليكون بطريركًا جاء لزيارة وادي النطرون، وعندما أتى إلى دير السريان طُلِبَ مني إلقاء كلمة تحية للأب المختار للبابوية، فتكلمت قليلًا وإذ به يمسك منديله ويمسح عينيه من الدموع، وتأثرت كثيرًا ببكائه أمام جميع الناس. كان طيب القلب، وإذا غضب وتضايق وظَنَّ الناس أنه في ثورة كبيرة، تجده للوقت يبتسم. . أقل كلمة تُرضيه وتُرجع الابتسامة إلى وجهه. كان الناس يعجبون من صَفْحَهُ وهدوئه وطيبة قلبه، وكانت له ابتسامة رقيقة يشرق معها وجهه كله، ويشعر الناظر إلى عينه أنه أمام إنسان بسيط، وليس أمام شيخ في نحو العقد السابع من عمره. لذلك كان محبوبًا من الكل وله شعبية كبيرة جدًا.. حتى أن آلاف الطلبة كانوا يأتون إليه في أيام الامتحانات يلتمسون بركته وصلواته . استطاع في فترة بسيطة أن تكون له شعبية فوق العادة ، فعندما تذهب إلى البطريركية تجدها مزدحمة بالناس.. الكل يأتون إليه طالبين الصلوات أو البركات أو حل المشكلات. كثيرون لم يأتوا إليه لكي يعطيهم آراء عميقة أو صلاة طويلة، وإنما يكفيهم أن يقول لهم كلمة "إن شاء الله ربنا يحلها" وهذا يقنعهم أكثر من آلاف الآراء المُقْنِعَة. لذلك عندما رحل البابا، تعطلت الشوارع المحيطة بالبطريركية من كثرة الناس الذين أتوا لإلقاء النظرة الأخيرة عليه. عشرات الألوف سدوا كل الطرق، حتى أن رجال البوليس وبذلوا مجهودًا كبيرًا يُشْكَرون عليه من السادسة صباحًا حتى الحادية عشر مساء والوفود لا تنقطع.. الكل يريد أن يأخذ بركة البابا الراحل. وكان يوم الصلاة على جثمانه يومًا عجيبًا في ازدحام الناس. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|