منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 01 - 2021, 01:39 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,330

عوبديا وسقوط أدوم



عوبديا وسقوط أدوم



ونتعرض أخيراً لسقوط أدوم البشع ، ولعل أول مظهر من مظاهر سقوطه ، كان فى الفرصة الضائعة ، لقد أصيب أخوه يعقوب بالنكبة التى كانت تقتضى منه المسارعة إلى المعونة ، لا الوقوف موقف المتفرج ، أو الإجهاز على بقايا المنفلتين . وما أكثر ما يقف الناس على الطريق فى موكب الحياة ، موقف أدوم القديم : « يوم وقفت مقابله يوم سبت الأعاجم قدرته ودخلت الغرباء أبوابه وألقوا قرعة على أورشليم كنت أنت أيضاً كواحد منهم . ويجب أن لا تنظر إلى يوم أخيك يوم مصيبته ولا تشمت ببنى يهوذا يوم هلاكهم ولا تغفر فمك يوم الضيق. ولا تدخل باب شعبى يوم بليهم . ولا تنظر أنت أيضاً إلى مصيبة يوم بليته ولا تمد يداً إلى قدرته يوم بليته . ولا تقف على المفرق لتقطع منفلتيه ولا تسلم بقاياه يوم الضيق » … ” عو 11 – 14 ” وما أكثر ما يفعل الناس هكذا وهم مشغولون بأنانيتهم وكبرياء قلوبهم .. فى أسطورة وثنية قديمة ، أن واحداً من الرؤساء القدامى حفر بئراً ، وأمر بألا يشرب منها أحد غيره وغير عائلته ، وكانت النتيجة أن البئر لم تعط ماء ، فطلب العرافين الذين قالوا له إن البئر لا يمكن أن تعطى ماء إلا إذا شارك الشعب فى الانتفاع بها ، فما كان منه ، مدفوعاً بأنانيته ، إلا أن يصدر قراراً بأن يشرب الشعب منها فى الليل ، وهو وبيته يشربون منها فى النهار ،… وحدث أن البئر فاضت بالماء عند غروب الشمس ، وظلت طوال الليل تعطى ماء ، وفى الصباح جفت ، وعندئذ علم أن المشاركة الصحيحة هى أن يشرب هو والشعب فى وقت واحد ، … وفاضت البئر عندئذ ليلا ونهاراً .. إن الحياة فى حقيقتها هى الإيثار لا الاستئثار وهى الخدمة الباذلة المضحية ، وليست الأنانية أو الوصولية أو النفعية التى يعيشها ملايين الناس على الأرض !! .. فى ساحة إحدى الكنائس عبارة مكتوبة : « ما أعطيه أملكه وما أحفظه أفقده » ، .. لقد زمجر عاموس – فيما ذكرنا عند التعرض لشخصيته – لحياة الأنانية التى تنسى آلام الآخرين : « ويل للمستريحين فى صهيون .. أنتم الذين تبعدون يوم البلية وتقربون مقعد الظلم ، المضطجعون على أسرة من العاج والمتمددون على فرشهم والآكلون خرافاً من الغنم وعجولا من وسط الصيرة ، الهاذرون مع صوت الرباب ، المخترعون لأنفسهم آلات الغناء كداود ، الشاربون من كؤوس الخمر والذين يدهنون بأفضل الأدهان ولا يغتمون على انسحاق يوسف » .. ” عا 6 : 1 – 6 ” إن الأنانية وحدها بشعة كل البشاعة ، ولكنها أكثر بشاعة عندما تكون فى مواجهة النفس والمنكوب والمتألم والمتضايق !! ..

وسقط أدوم أيضاً عندما لم يدرك أن الزمن دوار ، وطوبى للرحماء لأنهم يرحمون…. فى أساطير عيسوب أن الحمار الضعيف المسكين توسل إلى زميله الحصان أن يحمل عنه بعض حمله ، وقال له إنه إن لم يفعل فالنتيجة ستكون أنه سيموت ، وسيحمل الحصان الكل ، … ولم يبال الحصان بالكلام ، فسقط الحمار تحت ثقله ومات ، ونقل صاحبهما كل حمل الحمار ووضعه على الحصان ، بل أكثر من ذلك أنه وضع عليه جثة الحمار الميت ، وقال الحصان : يا لى من أحمق ! لقد رفضت أن آخذ شيئاً من حمل الحمار ، وها أنا لا آخذ حمله فحسب ، بل أحمل جثته أيضاً !! .. لعل من أطرف ما قيل ، أن أحد المرسلين – وكان جراحاً فى مدارس بالهند رأى ذات يوم عند بابه كلباً صغيراً مكسور القدم ، فما كان منه إلا أن جبر ساقه ، وقال المرسل إن الشئ الغريب الذى حدث أنه أحس بخربشة فى اليوم التالى عند الباب وعندما فتح الباب وجد الكلب ، وقد صحب كلباً آخر صغيراً مكسور الساق ، وقد جاء به ليعالج،.. لئن صحت الرواية ، فإن الإنسان مرات كثيرة يكون أحط من الحيوان ، وأكثر أنانية،… ولعل هذا ما حد برئيس الأساقفة هو يتلى أن يقول : إذا سألتنى أن أخبرك عما يسبب الاضطراب الأكبر ، والذى يهدد بأقسى الأخطار ، فإنى أستطيع أن أقول لك إنك إذا تطلعت إلى المرآة ، هناك سترى أصدق صورة لذلك ! .. ومن المؤسف حقاً أن الناس فى كثير من أدوار الحياة تنسى أن الدنيا لا تبقى إنساناً على حال فهى ترفع المنخفض ، وتخفض المرتفع ، وهى تغنى الفقير وتفقر الغنى ، وهى تقوى الضعيف ، وتضعف القوى .. إنها الساقية التى تدور بسرعة أو ببطء ، لكنها على أية حال تدور!!… وقديماً قال أحدهم للنعمان :

إن كنت تعلم يا نعمان أن يــــدى قصيرة عنك ، فالأيام تنقلـــــب

وقال آخر :

أحسنت ظنك بالأيام إذ حسنت ولم تخف سوء ما يأتى به الغيـر

وسالمتك الليالى فاغتررت بهــــــا وعند صفو الليالى يحدث الكدر

والمثير فى الأمر على الدوام ، أن الجزاء من جنس العمل : « كما فعلت يفعل بك ، عملك يرتد على رأسك . لأنه كما شربتم على جبل قدسى يشرب جميع الأمم دائماً يشربون ويجرعون ويكونون كأنهم لم يكونوا » ” عو 15 و 16 ” .. عندما قبض الإسرائيليون على أدونى بازق وقطعوا أباهم يديه ورجليه ، قال الرجل : « سبعون ملكاً مقطوعة أباهم أيديهم وأرجلهم كانو يلتقطون تحت مائدتى . كما فعلت كذلك جازانى اللّه » … ” قض 1 : 7 ” وقال جدعون ، « لزبح وصلمناع : كيف الرجال الذين قتلتماهم فى تابور ؟ فقالا مثلهم مثلك . كل واحد كصورة أولاد ملك . فقال هم اخوتى بنو أمى . حى هو الرب لو استحييتماهم لما قتلتكما » .. ” قض 8 : 18 و 19 ” ولم يدر هامان وهو يجهز الصليب المرتفع ليصلب عليه مردخاى ، أنه يجهز لنفسه المصير التعس الذى سيصل إليه !! ..

كان أدوم يرى نفسه ، كما لاحظنا ، القوة والمنعة ، وهو « القائل فى قلبه من يحدرنى إلى الأرض » ( عو 3 ) لقد وضع عشه بين النجوم أو أعلى من أن تصل إليه يد بشرية ، ولكن المثل الشائع يلحقه :


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عوبديا وخداع أدوم
عوبديا وشر أدوم
عوبديا وسقوط أدوم
عوبديا وخداع أدوم
عوبديا وشر أدوم


الساعة الآن 08:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024