|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بولس الرسول و الرســـالة الأولـــي إلي أهــل تســـالونيكي في الأصحاح الأول، بدأ بتوجيه التحية الافتتاحية التي اشرك فيها رفيقيه سلوانس المدعو سيلا وتيموثاوس، معبرين عن فرحتهم بثبات المؤمنين الجدد في المسيح حيث أنهم أظهروا ثلاث فضائل مسيحية في حياتهم وهي “الايمان والرجاء والمحبة “(1تس 3:1) من خلال نشاطهم. فقد كان لانتشاربُشرى الخلاص تأثيره القوي علي التسالونيكيين لأن المسيحية تنتشر بقوة الروح القدس العامل في نفوس المؤمنين للخلاص. وعندما قبل التسالونيكيون رسالة الخلاص بفرح جازوا في اضطهادات كثيرة من اليهود ومن الأمم (أع5:17)، لذلك كتب لهم ليشجعهم على انتظار النجاة التي سيأتي بها السيد المسيح ، فإن رجاء المؤمنين المسيحيين هو في المجئ الثاني لربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح، فهو سيأتي ثانية ليأخذنا لنكون معه إلي الأبد. وسيحرم أولئك الذين رفضوه من رؤية وجه الرب ومن مجد قوته، وأن الرب سوف يتمجد في قديسيه(1تس 9:1-10). في الأصحاح الثاني دافع بولس عن نفسه وعن رفيقيه لأنهم لم يحاولوا أبداً استغلال أهل تسالونيكي أو العيش على نفقتهم، لأنهم كانوا بجانب كرازتهم باسم السيد المسيح لبنيان الجماعة المسيحية التي تكونت والعمل علي نموهم وثباتهم في الإيمان وتقديم رسالة الخلاص لهم، أيضا كانوا يعملون بأيديهم ليكسبوا تكاليف معيشتهم، متخلين عن حقهم المشروع في الحصول منهم علي حاجاتهم المادية كرسل للمسيح. وحثهم علي حياة القداسة طالباً منهم ” لكي تسلكوا كما يحق لله الذي دعاكم إلي ملكوت مجده”(1تس12:2). وأنهم قد نالوا الدخول إلي ملكوت السماوات بالإيمان، وان استعلان هذا الملكوت بكل ملئه سيكون في المجئ الثاني للمسيح لكي يخَّلِّصْ ويدين، في يوم عينه الله الآب وأنهم ورثة هذا الملكوت المعد منذ تأسيس العالم، ثم أمتدحهم ” فإنكم أيها الإخوة صرتم متمثلين بكنائس الله التي هي في اليهودية في المسيح يسوع لأنكم تألمتم أنتم أيضاً من أهل عشيرتكم تلك الآلام عينها كما هم أيضا من اليهود الذين قتلوا الرب يسوع وأنبياءهم واضطهدونا نحن.”(1تس 14:2-15). ثم أظهر لهم مقدار تطلعه إلى رؤيتهم “لذلك أردنا أن نأتي إليكم أنا بولس مرة ومرتين. وإنما عاقنا الشيطان” (1تس18:2). كما أوضح أنهم مجداً وفرحا لهم ” لأنكم أنتم مجدنا وفرحنا وإكليل افتخارنا”(1تس20:2). في الأصحاح الثالث أرسل رفيقه تيموثاوس إلي أهل تسالونيكي لكي يثبتهم ويعضدهم ويعظهم لأجل ايمانهم “كي لا يتزعزع أحد في هذه الضيقات فإنكم أنتم تعلمون أننا موضوعون لهذا”(1تس3:3)، موضحاً أن المتاعب والضيقات قد تكون جزءاً من خطة الله للمؤمنين فاجتياز التجارب يبني الشخصية المسيحية (يع2:1-4) وينمي الصبر(رو3:5-5) ويعمق الأحاسيس نحو الآخرين الذين يواجهون الضيقات(1كو3:1-7) لأنه لا يمكن لأناس أنقياء القلب تجنب المشاكل في هذا العالم الشرير. وقد عاد تيموثاوس إليه بأخبار سارة عن ثباتهم في الإيمان وقوة محبتهم له واشتياقهم لرؤيته، وقد تمني الرسول بولس أن ” الله نفسه وأبونا وربنا يسوع المسيح يهدي طريقنا إليكم. والرب ينميكم ويزيدكم في المحبة بعضكم لبعض وللجميع كما نحن أيضا إليكم لكي يثبت قلوبكم بلا لوم في القداسة أمام الله أبينا في مجئ ربنا يسوع المسيح مع جميع قديسيه.” (1تس11:3-13). في الأصحاح الرابع يحث القديس بولس التسالونيكيين على إرضاء الله بالسلوكْ بقداسةٍ وطهارةْ ولا سيما في مجال العلاقات الزوجية والمحبة الأخوية:”لأن الله لم يدعنا للنجاسة بل في القداسة . إذا من يرذل لا يرذل إنساناً بل الله الذي أعطانا أيضاً روحه القدوس” (1تس7:4-8). كما حذرهم من المبالغة في توقع حلول نهاية العالم، وشجعهم على العمل بأيديهم وعدم إهمال أعمالهم العادية (1تس 11:4-12)، وهدأ القديس بولس التسالونيكيين من جهة الراقدين بأن أكد لهم أن ” الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس الملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء والأموات في المسيح سيقومون أولاً. ثم نحن الأحياء الباقين نُخطف جميعا معهم في السحب لنلاقي الرب في الهواء. وهكذا نكون مع الرب دائماً لذلك عزوا بعضكم بعضاً بهذا الكلام”(تس16:4-18). وأحداث المجئ الثاني للرب يسوع ستكون علنية وبشكل منظور وبصوت هتاف قوي، وسيصدر أحد الملائكة صوت واضح لا يمكن أن يخطئه أحد، وسوف يسمع صوت بوق عال لم يسمع مثله من قبل، وبمجرد سماع الصوت سيقوم الأموات في المسيح من قبورهم، والمؤمنون الأحياء سيخطفون في السحب لملاقاة الرب يسوع. في الاصحاح الخامس اوضح أن يوم المجئ الثاني للرب يسوع لا يعلمه أحد وسوف يكون” يوم الرب كلص في الليل هكذا يجئ. لأنه حينما يقولون سلام وأمان حينئذ يفاجئهم هلاك بغتة كالمخاض للحبلى فلا ينجون. وأما أنتم أيها الإخوة فلستم في ظلمة حتي يدرككم ذلك اليوم كلص.”(1تس2:5-4). لذلك يجب أن لا ننام إذا كنا ” أبناء النور وأبناء النهار” وعلينا أن نكون مستعدين لملاقاة الرب يسوع حاملين سلاح الله الكامل ” لابسين درع الإيمان والمحبة وخوذة هي رجاء الخلاص. لأن الله لم يجعلنا للغضب بل لإقتناء الخلاص بربنا يسوع المسيح .” (1تس 8:5-9). ثم يطلب من المؤمنين “أنذروا الذين بلا ترتيب، شجعوا صغار النفوس، أسندوا الضعفاء، تأنوا علي الجميع، أنظروا أن لا يجازي أحد أحداً عن شر بشرٍ بل كل حين اتبعوا الخير بعضكم لبعض وللجميع، افرحوا كل حين، صلوا بلا انقطاع، اشكروا في كل شئ، لأن هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم،لا تطفئوا الروح، لا تحتقروا النبؤات، امتحنوا كل شئ، تمسكوا بالحسن، امتنعوا عن كل شبه شر .”( 1تس14:5-22). وأخيرا يعطيهم البركة الرسولية “وإله السلام نفسه يقدسكم بالتمام لتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجئ ربنا يسوع المسيح” (1تس 23:5)، مناشدا إياهم أن تُقرأ هذه الرسالة علي جميع الإخوة القديسين. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|