|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
" فتواضعوا تحت يد الله القوية لكي يرفعكم في حينه " (1بط 5 : 6) لا تخلو حياة الإنسان من الظروف الصعبة والعصيبة بل أن ما يميز حياة البشر عموماً هو الألم والمعاناة والتعب " حيث تخبرنا كلمة الرب ان " مولود المرآة قليل الأيام و شبعان تعبا .، كل الخليقة تئن و تتمخض معا إلى الآن (اي 14 : 1 ، رو 8 : 22) ويحتاج الإنسان للنجاة والانتصار أبان كل ما يجتاز به ظروف إلى رحمة الرب وعنايته وخلاصه .. بيد أن رحمة الرب وعنايته وخلاصه أمور لا تقرر إلا للإنسان الذى يخضع لإرادة الرب ويقبل عمله وتدبيره فى الحياة فمتى قبل الإنسان مشيئة الرب فى حياته حتماً سيؤهل لنوال رحمة الرب ونعمته وما لا فلا وهذا ما يستلزم من الإنسان الإتضاع تحت يد الرب القوية والقادرة على فدائه وخلاصه وإنجاز كل أمر عسير فى الحياة. و جدير بالإشارة والتوضيح حقيقة أن مذلة وإتضاع الإنسان أمام الله لست هدفاً فى حد ذاتها وإنما وسيلة يلجأ بها الإنسان إلى الله تحت إرشاد الروح القدس وتدبيره طالباً بها نوال المغفرة واستمطار مراحم الرب الفائقة والتى لا غنى عنها فى الحياة والضيقات .. وأرغب هنا فى ذكر بعض الملاحظات والتى أرجو أخذها بعين الاعتبار وهى كالتالى : + الإنسان الذى يتضع أمام الله يزكية الروح دائماً لكل نمو وإرتقاء وموهبة حسب إرادته وتدبيره وما أحوج الكنيسة فى هذه الأيام لأناس قد إرتضى الروح القدس باعمالهم وأفكارهم وطرقهم فى الحياة لكى يصيروا سبباً فى بنيان الكنيسة وخلاص النفوس وإرجاع الخروف الضال . + أن يتضع الإنسان تحت يد الله القوية يعنى أن يتيقن الإنسان من عناية الرب وتدبيره ويقبل بكل فرح ورضا مشيئة الرب وإرادته عالماً فى نفسه أن الله قادر أن ينجز الأمر ويرغب فى ذلك أيضاً فالأمر إذا يحتاج من الإنسان ان يحمل فى داخله روح المكتوب " ملقين كل همكم عليه لانه هو يعتني بكم .. لا تهتموا بشيء بل في كل شيء بالصلاة و الدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدى الله " (1بط 5 : 7 ، في 4 : 6). + يؤهل الإنسان الذى يتضع تحت يد الله القوية للنعمة والسلام والفرح لان مسرة الرب أن يخضع له الإنسان فينال منه كل إكتفاء وشبع ومقدرة على القيام بكل عمل ناجح وكل هذه العطايا تعطى للإنسان مكنة النمو فى النعمة والإمتلاء من الفرح والسلام السماوى بيد أن هذا سوف لا يتحقق فى حياة الإنسان إلا بعد رجوعه إلى الله وإنتظار رحمته وقبوله . + غنى عن التذكير بقبول عمل إتضاع الإنسان لدى الله فتخبرنا كلمة الرب عن العديد من الأشخاص الذين حظوا برحمة الرب ورضاه بعد ممارستهم لعمل الإتضاع والمذلة امثال حزقيا الملك (2 ملوك 19: 1 - و قبوله توبة أهل نينوى ( يو 3 : 10 ) وقبوله صوم أستير وشعبها (أس 3:4،16). وأيضاً صوم بني إسرائيل أيام عزرا الكاهن (عز21:8،23). وصوم الشعب أيام يوئيل ( يؤ 2 : 19 ) و صوم الكنيسة في أنطاكية (أع2:13). + خضوع الإنسان لعمل الله فى الحياة يقتضى منه القيام بعدة أمور والتى منها : عدم التسرع فى إبداء الراى وعدم رفض المشورة التيقن من اهتمام الرب بأمور كل إنسان على حده ورغبة الرب الدائمة والحاضرة فى كل حين فى جعل قلب الإنسان دائماً ملىء بالفرح والسلام ومسرته أيضاً فى إنقضاء ما يجتاز به هذا الإنسان من اوقات عصيبة وضيقات التيقن من حقيقة أن إنجاز بعض أمور الحياة يرتبط بتطبيق الوصية المقدسة وإرشاد الروح القدس أن يقبل الإنسان كل انتظار وتأديب وتوبيخ من الرب مع الإيمان بان كل هذا هو الصالح والنافع لنفسه وحياته أن يعلم الإنسان كل حين أن مشيئة الرب صالحة ومرضية وكاملة رغم كل الظروف والاحوال أن يجتهد الإنسان دائماً فى إفرز صوت الرب وتدبيره عن عمل عمل الشيطان ومعوقاته ويسلك على ضوء التفسير الصحيح للأمور أن لا يرفض الإنسان ما يحمله الأمر من ضيقات وظلم وإضطهاد من الاخرين بل يتيقن تماماً من أن كل الأشياء تعمل معاً للخير وان ما يواجهه من أمور صعبة وأوقات عصيبة لابد وأن يؤول لخلاصه و نمو إيمانه وذلك لأن مسرة الله ان يهب الإنسان كل بركة و نعمة و مجد حسب غنى مجده ورحمته أن يقاوم الإنسان كل فكر يدعوه للتذمر والشكوى من قسوة ما يجتاز به من ضيقات وأحزان وتجارب .. ومتى خضع الإنسان وبحق ليد الله القوية سيأتى اليوم الذى يسقول فيه للرب مع بطرس الرسول " اخرج من سفينتي يا رب، لأني رجلٌ خاطئ! ( لو 5: 6 ) لأنه متى رأى الإنسان المكابر والعنيد عمل الرب العظيم فى حياته رغم عدم إستحقاقة لهذا العمل العظيم حتما سيتيقن من عدم إستحقاقة وسيزداد إيمانة برحمة الرب التى لا غنى عنها فى الحياة و محبته التى لا توصف . صديقي العديد من أمور الحياة تسلزم من الإنسان الإتضاع تحت يد الله المباركة و القادرة على إنجاز كل أمر فى الحياة والروح القدس يرشد الإنسان دائما إلى ما ينبغى فعلة فلا تسلك بكبرياء قلبك وترفض إرشاده وتتكل على خبراتك وأفكارك لان كل من يرفع نفسه يتضع (مت 23 : 12) أما الذى يمجده الروح فيرتفع ويسمو ويتعالى وينمو فى القامةوالحكمة والنعمةعند الله والناس .، لك القرار والمصير . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|