|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حجج على أولئك الذين يقدّمون التبريرات لعدم ذهابهم الى القداس
يسهل علينا في الكثير من الأحيان ايجاد حجة للتغيب عن القداس إلا أن القداس هو من أروع الهدايا التي أعطانا اياها الرب! يستعرض هذا المقال أكثر ذرائع التغيب شيوعاً ويقدم بعض الوسائل لصد كل منها. “أيها الأصدقاء، لا نشكر اللّه بما فيه الكفاية على الهدية التي قدمها لنا في الإفخارستيا! إنها هدية رائعة ولهذا السبب من الضروري المشاركة في القداس كل يوم أحد! اذهبوا الى القداس لا لمجرد الصلاة بل لتناول جسد المسيح الذي خلصنا وسامحنا وجمعنا بالآب. أنه أمرٌ رائع من الواجب القيام به! كما ونذهب الى القداس في كل يوم أحد لأن الرب قام يوم الأحد ولذلك يُعد الأحد يوماً مهماً جداً بالنسبة إلينا”. البابا فرنسيس 1- الكنيسة مليئة بالمنافقين الذين يصدرون الأحكام يقول القديس أوغسطينوس : “إن الكنيسة ليست فندق القديسين بل مشفى الخطأة” من المؤكد ان ليس كل من يذهب الى الكنيسة كامل! فعلى الرغم من بذلنا قصارى الجهود للتشبه بالمسيح إلا أننا لا نزال خطأة. وحده يسوع كامل وهو السبب الأساسي الذي يدفعنا للذهاب الى القداس. نحن نحج الى بيت الرب طالبين رحمته ونعمته ولأننا بحاجة الى المغفرة التي وحده يسوع قادر على اعطائنا اياها. فلا تسمحوا لأفعال الآخرين بأن تبعدكم عن اختبار الرحمة نفسها. وعلى الرغم من وجود عيوب في جسد المسيح، إلا ان الإيمان الكاثوليكي يعطي أيضاً ثماراً رائعة. خدمت الكنيسة الفقراء والأرامل والمرضى والمساجين وغيرهم على مدار التاريخ وهناك عدد كبير من الكاثوليك الذين يكافحون من أجل عيش حياة كريمة ومقدسة فلننظر الى أصحاب الأيادي البيضاء عوض التركيز على ضعيفي الإيمان. “لا تدينوا لكي لا تدانوا، لأنكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون، وبالكيل الذي به تكيلون يكال لكم. ولماذا تنظر القذى الذي في عين أخيك، وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها؟” (متى 7: 1) 2- إن اللّه في كل مكان فلماذا عليّ الذهاب الى الكنيسة لأكون معه؟ يقول القديس ماكسيميليان كولبي: “لو غارت الملائكة من الانسان فلسبب واحد ألا وهو تناول جسد المسيح.” فعلى الرغم من كون اللّه في كل مكان، إلا أنه يأتي مباشرةً من الجنة ليدخل أجسادنا من خلال الافخارستيا ولا يمكننا اختبار هذا القرب في أي مكان آخر في العالم. ويقول البابا بيوس العاشر: “إن القربان المقدس أقرب وأضمن طريق نحو السماء. هناك طرق أخرى ومنها البراءة لكن للأطفال الصغار فقط، التوبة إلا اننا نخاف منها، والمثابرة السخية في تجارب الحياة إلا اننا نبكي عندما تعترضنا. فالطريق الأكيد والأسهل والأقصر هو الإفخارستيا.” 3 – لا أحب المشاركة في القداس جملة كلاسيكية تخرج من أفواه الأطفال لرفضهم القيام كالعادة بما يُطلب منهم. لا يمكننا المضي قدماً في الحياة ان سمحنا لمشاعرنا وأحاسيسنا بأن تحدد أعمالنا كما يفعل الأطفال. تخيلوا عدد الأمور غير المنجزة، لو قررنا بكل بساطة عدم اتمامها لأننا لا نرغب بذلك: “لا أحب دفع الفواتير” ، “لا أحب الذهاب الى المدرسة”، “لا أحب الاستيقاظ في الصباح الباكر والذهاب الى العمل” إلخ. من الضروري اتمام ما لا نحب للبقاء على قيد الحياة وعلينا بالنضوج من أجل اكتشاف ان هذه التضحيات جزءٌ أساسي من حياتنا. عندما نثابر في هذه الأنشطة غير المرضية، نكتشف جمال وقيمة العمل الجاد والانضباط. ان توقفنا عن حضور القداس، اصبحت حياتنا فوضى وضياع. يعمق حضور القداس – حتى ولو لم نستمتع بذلك – ايماننا ويعطينا السلام في عيشنا على هذه الأرض لأننا في القداس نحصل على جسد المسيح من خلال الإفخارستيا. فمهما كان الأمر الذي يزعجكم في القداس، من الممكن تخطيه بمحبة المسيح الموجود في الإفخارستيا. ويقول القديس بيو: “تحدث المشاركة في كل قداس بتفاني آثار رائعة في نفوسنا ونعم مادية وروحية غفيرة لا نعرفها. انه من الأسهل على الأرض ان تعيش من دون شمس على ان تحرم الذبيحة المقدسة خلال القداس.” 4 – لا يمكنني الحصول على جسد المسيح فما جدوى القداس علماً ان الإفخارستيا هي محور القداس إلا أنها ليست المنفعة الوحيدة التي نجنيها من المشاركة كل أحد. يسوع هو الكلمة وعندما نحضر القداس، نسمع الكلمة أي المسيح. تتغذى نفوسنا بالكلمة كما بالإفخارستيا. نذهب الى القداس وتمتلكنا رغبة لا فقط في الحصول على النعم بل تقديم ذواتنا أيضاً هدية للرب. نشكر اللّه بذهابنا الى القداس على جميع النعم التي أغدقها علينا. ونصلي مع القديس الفونسوس يغوري: “يا مسيحي، أؤمن أنك موجود في أقدس الأسرار. أحبك فوق كل شيء وأريد ان أحملك في روحي. وإذ لا يمكنني الحصول عليك عن طريق سر الإفخارستيا، املك اقله روحياً على قلبي. فأنا استقبلك واتحد بالكامل معك. فلا تسمح بأن أنفصل عنك أبداً. آمين.” 5- يوم الأحد هو يوم عطلتي الوحيد من منا لا يحب الاسترخاء يوم الأحد والابتعاد عن ضوضاء حياتنا اليومية؟ نعتقد اننا سنجد راحتنا في التمدد على الأريكة ومشاهدة الأفلام أو التبضع في المراكز التجارية أو تعقب مواقع التواصل الاجتماعي. إلا ان يسوع أوصانا قائلاً: ” تعالوا إلي يا جميع المتعبين والمُثقلين، وأنا أريحكم.” (متى 11:28). إن الطريقة الوحيدة لاستعادة السلام الذي نفقده خلال الأسبوع هو بقضاء ساعة واحدة مع الرب فهو سيُعيد انعاشنا ويشجعنا ويقوينا للأسبوع المقبل. “لقد خلقتنا لك، أيها الرب، وقلبنا لن يرتاح قبل أن يرتاح فيك.” القديس أوغسطين من فرس النهر 6- دائماً ما أذهب الى القداس ولا ألحظ أي تغيّر فيّ علينا بتوخي الحذر عندما نخرج في فصل الربيع. لا نشعر بالحرارة فلا نضع واقي الشمس على الرغم من أن الشمس ساطعة! وإن بقينا في الخارج فترة طويلة، قد نصاب بحروق. لا نشعر بقوة الشمس إلا أنها تأثر فينا. تغيرنا الشمس إلا أننا لا نلحظ التغيير إلا بعد فترة. والأمر سيان بالنسبة للقداس. فقد لا نلحظ تأثيره في حياتنا فتبقى المشاكل وتبقى الخطايا صراعات يومية. إلا اننا نتغير بحضور الابن وعلينا ان نؤمن ان اللّه يعمل في قلوبنا حتى عندما لا نستطيع ان نرى ما يفعله. ويقول القديس فرنسيس دو سال: “عندما تحصل عليه، اضرب له التحية وتحدث معه عن حياتك الروحية وحدق إليه في أعماق قلبك حيث هو موجود لسعادتك واستقبله بحرارة ولتكن أعمالك خير دليل على وجوده.” 7- إن القداس ممل هل سبق ان ألتقيت بشخص شغوف لموضوع ما لا يهمك أبداً؟ فقد يتحدث لساعات عن الكيمياء أو الرياضة أو الموسيقى الكلاسيكية إلخ. قد نجد هذه الأمور مملة لأننا لا نفهم مكنوناتها المعقدة. لن نخصص وقتاً لفهم كرة القدم إن كنا غير مهتمين بها إلا أنه علينا تخصيص الوقت لفهم القداس إذ ان خلاصنا منوط به. فكلما تعمقنا وفهمنا عظمة وفرح القداس، اهتممنا لجمال إيماننا وتقاليدنا. ويمكننا تفادي الضجر والملل من خلال المشاركة في القراءات أو الجوقة مثلاً. تساعدنا خدمة القداس على تقدير أهمية القداس اكثر. ويقول القديس خوسيماريا اسكريفا: “تقول” “القداس طويل” فأضيف: “لأن حبك قصير”. 8 – الذهاب الى القداس مع أولادي كمباراة مصارعة. فهم يحدثون الضجة ويقفزون ولا يهدون، فما الجدوى؟ ” دعوا الأولاد يأتون إلي ولا تمنعوهم، لأن لمثل هؤلاء ملكوت الله” (لوقا 18، 16) لا يجب لمخاوفنا أن تمنعنا وأسرتنا من حضور القداس. لا ننكر انه من الصعب اصطحاب الأطفال الصغار الى القداس إلا اننا نقدم لهم أكبر هدية بأخذهم عند الرب. فمن واجبنا كأهل تثقيف أولادنا على الإيمان وتعليمهم الصلاة وادراك انهم أبناء اللّه. هدفنا الأساسي هو قيادة أولادنا نحو الملكوت ومن غير الممكن القيام بذلك دون المشاركة في القداس. علينا بإيجاد أساليب لاجتذاب انتباه الأطفال كالصلاة معهم مثلاً قبل التوجه الى القداس والطلب من الروح القدس مساعدتهم ومدهم بالهدوء خلال القداس. وقد يساعد الجلوس في المقدمة الاولاد على المحافظة على تركيزهم خاصةً وانهم سيتمكنون من مشاهدة ما يحصل تماماً على المذبح. كما وقد يساهم تنظيم اختبار بينهم حول القراءات والعظة في تحفيزهم على المتابعة. هذه هي التضحية التي ستجني الثمار فستلحظون ان أولادكم يكبرون في علاقتهم مع المسيح وذلك إثر بذلكم الجهود اللازمة للمشاركة في القداس. ويقول القديس أمبروز عن الأهل: “رعاة الشباب الصغار، الموجهون بالمحبة والحقيقة من خلال يسوع، ملكنا الظافر، الذي نرنم اسمه ونقدم له أولادنا ليصلوا ويمدحوا.” 9- لا أفهم ما يقوله الكاهن يتخطى عدد الكهنة في العالم الـ412 ألف كاهن وكل واحد منهم فريد على المستوى الفكري والبلاغي والتواصلي. قد يكون البعض منا محظوظ لكونه ينتمي الى رعية حيث الكاهن يلقي عظات ملهمة تقوي المؤمنين في الإيمان. وقد يعاني بعضنا الآخر صعوبات خاصةً إن كان الكاهن يتحدث بلغة لا نفهمها أو بكلمات غير معبرة. لكن علينا ان نتذكر ان الكاهن ليس سبب ذهابنا الى القداس. ان الصبر ضروري في تعاملنا مع الكاهن كما وعلينا ايجاد وسائل تسمح له بتعزيز دعوته فهو شخص اختار ان يقدم حياته لمجد اللّه فلنصلي الى الروح القدس لكي ينير الكهنة ويلهمهم. 10 – لا يمكنني أن أبقى جاداً فترة طويلة من الصعب المحافظة على تركيزنا فترة طويلة. ولهذا السبب نحب التلفزيون وانترنيت إذ يمكننا تغيير ما لم يعد يجتذب انتباهنا بكبسة زر. نحن مدعوون في القداس الى القيام بالعكس تماماً: فإن لم يعد القداس يهمنا، علينا أن نتغير نحن. قد يكون في ذلك الكثير من التحدي إلا أننا لن نشبع غليل رغباتنا إلا في ذلك! 11- أذهب عندما اشعر بالحاجة الى ذلك لا بالقوة! من قد يقول انه يجوع فقط من وقت الى آخر ويأكل فقط عندما يشعر بضرورة ذلك؟ لا أحد! فلأجسامنا حقٌ علينا. انها مسألة حياة أو موت ولا مفر من ذلك! والأمر سيان بالنسبة لجوعنا الروحي الصارخ من أعماق نفوسنا. فمن غير الممكن عدم الشعور بضرورة المسيح ومن المستحيل عدم الشعور بالرغبة في اشباع الروح. فإن لم نغذيها باللّه، سنحاول عبثاً اشباعها بوسائل أخرى. فتصبح بالتالي مسألة حياة أو موت. ويقول يوحنا بولس الثاني: “للإنسان حاجة أعمق بعد وجوع أكبر من ذلك الذي قد يُشبعه الخبز . انه جوع لا أحد يُشبعه سوى القائل: ” إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه، فليس لكم حياة فيكم. من يأكل جسدي ويشرب دمي فله الحياة الأبدية، وأنا أقيمه في اليوم الأخير” (يوحنا 6: 53 – 55) 12 – لا يقول الانجيل انه عليّ المشاركة في القداس “فقط في الكتابات” مفهوم بروتستانتي. نحن ككاثوليك نؤمن بأن ايماننا وممارساتنا نتاجٌ عن الكتابات المقدسة وتقاليد الكنيسة أيضاً. إن الاستخفاف بأهمية تقاليدنا خطأ جسيم. يُشير عدد كبير من شهادات الآباء الأولين والوثائق الى ان الجماعات المسيحية الأولى كانت تلتقي للاحتفال بالإفخارستيا. كما وتدعم الكتابات المقدسة أهمية القداس: ” هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم. اصنعوا هذا لذكري” (لوقا 22، 19) 13 – جراثيم، مصافحة، لا أستطيع تحمل الاحتكاك الجسدي مع الآخرين إن القداس رمزٌ للاتحاد فهنا يُجمع كل شيء: الجسد والنفس والروح. نسعى عند التواصل مع الآخرين جسدياً الى رؤية وجه المسيح فيهم. وقال الأب هورتادو في هذا المجال: “بتضحية المسيح، ولدت سلالة جديدة، سلالة تجسد المسيح على الأرض. وبقيامنا بذلك نعيش حياته ونتمم رسالته”. قد لا يساعد اللاهوت إن كان المرء يخاف الجراثيم إذ قد يكون الحل الوحيد في هذه الحالة استخدام المعقم بعد المصافحة. من الواجب مقاربة الموضوع على انه تضحية من البد منها للتقرب من الرب والحصول عليه في سر القربان. وتقول الأم تيريزا: “أرى يسوع في كل شخص. وأقول لنفسي هذا يسوع جوعان، فعليّ بإطعامه وهذا يسوع مريض أو مصاب بمرض الجذام أو الغرغرينا، فعليّ بمساعدته والاعتناء به. أخدم لأنني أحب يسوع.” 14 – وحدهم العجزة يذهبون الى القداس قد ترى من حولك عند الذهاب الى القداس عدد كبير من أجداد أصدقائك. إلا ان فكرة ملئ النساء المتقدمات في السن مقاعد كنائس فكرة منمطة الى حدّ كبير فالشباب فعالين في الكنيسة. عندما تشعر بالسوء أو الوحدة، تصفح موقع “اليوم العالمي للشباب” فترى أعداد الشباب الكاثوليكي الغفيرة المشاركة في هذا الحدث. إن كنت تعيش في منطقة حيث أغلب أبناء الرعية متقدمين في السن، خذ بنصيحة البابا فرنسيس :”ليسوا بالثقل إذ هم منبع الحكمة. فلطالما قبلت الكنيسة العجزة ورافقتهم بمحبة وعرفان جميل ليشعروا انهم جزء لا يتجزأ من الجماعة.” فقد نتعلم منهم الكثير الكثير. 15- جلوس، وقوف، سجود: أنا لا أعرف ما أفعل! من المخجل بعض الشيء أن تنظر من حولك لتكتشف انك الشخص الوحيد الذي لا يزال واقفاً! لا تعتبر هذه الحركات مجرد خطوات عبثية خلال القداس إذ ان كل حركة مقصودة. لا نصلي فقط في عقولنا بل بكل كياننا الروحي. تعتبر هذه الحركات اشارات طقسية وجسدية تعبر رمزياً عن ما نريد قوله من خلال الصلاة. نظهر احترامنا للّه بالوقوف والسجود له كعربون طاعة وتواضع. نسجد خلال الكلام الجوهري لتمجيد أبرز حدث في التاريخ – لحظة أصبح اللّه انساناً. تعبر هذه الحركات عن ما نؤمن به والطريقة الوحيدة للتآلف معها هي المشاركة في القداس فكما يُقال: التمرين يوّلد المثالية! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|