نينوى
← اللغة الإنجليزية: Nineveh - اللغة العبرية: נינוה - اللغة اليونانية: Νινευη - اللغة الأمهرية: ነነዌ - اللغة السريانية: ܢܸܢܘܵܐ.
عاصمة الإمبراطورية التي ازدهرت ازدهارًا عظيمًا في بعض القرون السابقة للميلاد. وقد شيدت على الضفة الشرقية من نهر دجلة، علة فم رائد صغير فيه، المعروف برافد الخسر، على بعد خمسة وعشرين ميلًا من التقاء دجلة مع الزاب، وقبالة الموصل وكان العبرانيون يعممون اسم نينوى حتى يشمل كل المنطقة حول التقاء الزاب بدجلة (تك 10: 11 و 12، يون 1: 2و 3: 3).
خريطة نينوى
بني نينوى شعب بابلي الأصل (تك 10: 11). وكانوا يعبدون الآلهة عشتار، أو عشتاروت، التي اشتركت في عبادتها معظم شعوب العالم القديم تحت اسماء مختلفة. ومن قاعدة عشتار في نينوى نقل الحوريون والحثيون عبادتها إلى جنوب آسيا. وكانت نينوى تدين بالولاء لأشور، التي كانت تبعد عنها حوالي ستين ميلًا، إلى ان بنى شلمناصر قصرًا له في نينوى، حوالي سنة 1270 ق.م. واعتبرها قاعدة ملكه. واستمر خلفاؤه يسكنونها إلى ايام اشور ناسربال وابن شلمناصر اللذين لم يكتفيا بنينوى، بل جعلا مدينة كالح عاصمة اخرى مثل نينوى، حوالي 880 ق.م. ولكن نينوى استعادت استئثارها بالرئاسة فيما بعد. وكان ملوك الاشوريين يعنون باحضار الغنائم والاسلاب معهم إلى نينوى وتركها هناك لتنمو المدينة وتزداد عظمة وغنى وجمالا. حتى انهم اعتبروا العالم القديم كله عبدًا لنينوى يمدها بما تحتاجه. والى جانب القصور الشاهقة والشوارع الواسعة والهياكل والاسوار والقلاع، التي عرفت نينوى بها، بنى اشور بانيبال (حوالي سنة 650 ق.م.) مكتبة عظيمة، ضم اليها جميع الوثائق الحكومية والادارية والرسائل الدبلوماسية والمعاملات الداخلية والاوامر الملكية ونسخًا من المعاملات والوثائق والمراسلات التي عثر عليها في بابل.
ومن الانبياء الذين تحدثوا مسبقًا عن دمار نينوى يونان (يون 1: 2 و 3: 2-5) وناحوم (1: 1-3).
وسمى النبي نينوى "مدينة الدمار" وكانت كلها ملآنة كذبًا وخطفًا. (نا 3: 1) وذلك بسبب الحروب الضارية التي خاضها شعب نينوى ضد الدول المجاورة وللمعاملة القاسية التي عاملوها بها المغلوبين. فقد كان ملوكها يتسلون بجذع انوف الاسرى وسمل عيونهم وقطع أيديهم وآذانهم، وحملها إلى العاصمة وعرضها أمام الشعب.
ولكن الامبراطورية الاشورية اخذت في التقهقر والانحلال في اواسط القرن السابع قبل الميلاد وفي سنة 625 ق.م. اعلن نابوبلاسر، حاكم بابل، استقلاله عن نينوى. ثم في سنة 612 ق.م. تحالف مع جيرانه اهل مادي وهاجم نينوى نفسها ودمرها وساعده على ذلك فيضان دجلة وطغيان مياهه على الشوارع والساحات. وتحولت المدينة العظيمة إلى مجرد اسطورة، وتحول عمرانها إلى آثار عفى عنها الزمن، فنسبها اليونان الرومان، ولم يكتشف بقاياها الا بعض الاثريين والمؤرخين في منتصف القرن الماضي. ومن اشهر الملوك الذين وجدت آثارهم في نينوى شلمناصر وتغلث فلاسر وسنحاريب وآسرحدون واشور بانيبال. وقد أدت هذه الاكتشافات إلى قيام جدل طويل على حجم المدينة، فقيل ان طولها يبلغ عشرين ميلًا، وعرضها اربعة عشر ميلًا، وانها تضم كوبونجل ونمرود وخرسباد وكرملس، والحقيقة ان هذه المدن كانت في منطقة نينوى وليس في المدينة نفسها، وان المساحة الكبيرة هي للاقليم كله.