المَنّ
manna اسم عبري معناه "ما هو هذا؟" أو "هبة" وهي مادة انزلها الله على بني اسرائيل على سبيل أعجوبة مدة إقامتهم في البرية قامت عندهم مقام الخبز وقد سميت "خبزًا من السماء" (خر 16: 4). ومن الأمور التي تستحق الذكر في المن:
(1) إن المقدار الذي كان ينزل في بقية الأيام،
(2) أنه لم ينزل يوم السبت،
(3) إن ما كان يحفظ منه من اليوم السادس إلى اليوم السابع كان يبقى جيدًا صالحًا للأكل بخلاف ما كان يحفظ من يوم إلى آخر من أيام الأسبوع فإنه كان يفسد ويتولد فيه الدود وكان كل ذلك دليلًا على قداسة يوم السبت.
وكان المن كبزرة الكزبرة ابيض وطعمه "كطعم قطائف بزيت" و"منظره كمنظر المقل" (عد 11: 7 و 8) وكان ينزل يومًا فيومًا مدة أربعين سنة ما عدا أيام السبت. وتذكارًا لهذه العجيبة أمر موسى بأن يعمل قسط من ذهب يسع عمرا ومقداره لتران وثلاثة أعشار اللتر ويحفظ فيه شيء من المن (خر 16: وعب 9: 4) وكان هذا العمر محفوظًا في التابوت أو بقربه لكي يرى أولادهم القوت الذي انزله الله عليهم مدة رحلاتهم الطويلة في البرية.
ويشبه المن بعض الشبه المن الطبي الذي هو عصير منعقد من شجرة الدردار Eraxinus Ornus L. وكذلك يشبه المن الذي يتكون من شجرة الطرفاء بعض الشبه أيضًا. ولكن يظهر قوة الله وعنايته في أن المن المذكور في الكتاب المقدس يختلف عن المن العربي في الامور الآتية:
(1) كان المن الكتابي كافيًا لألوف من الناس أما المن العربي فيوجد بمقادير قليلة.
(2) لا يوجد المن العربي إلا تحت الطرفاء وفي أول الصيف فقط.
(3) يمكن حفظه مدة طويلة ولا يدود.
(4) لا يمكن طحنه أو دقه دقيقًا (عد 11: 8).
(5) يتكزن المن كل يوم من أيام الأسبوع مدة الفصل.
وحسب المسيح المن رمزًا إلى ذاته لأنه هو الخبز الحي النازل من السماء وبذلك أثبت كونه طعامًا عجيبًا (يو 6: 29 - 51). وسمي المن "برُ السماء" "وخبز الملائكة" (مز 78: 24 و 25). إشارة إلى أنه أعطي على سبيل أعجوبة. أما "المن المخفى" (رؤ 2: 17) فيشير إلى القوت السري الذي يعطيه المسيح للمؤمن ولا يعطي إلا له.