|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا إستخدم المسيح الأمثال في تعليمه؟ الجواب: لقد قيل أن الأمثال هي قصص أرضية ذات مغزى سماوي. وقد إستخدم الرب يسوع الأمثال في كثير من الأحيان كوسيلة لتوضيح حقائق إلهية سامية. قصص كهذه يسهل تذكرها، فالشخصيات قوية والرموز غنية في معناها. كما كان التعليم بإستخدام الأمثال أسلوباً مألوفاً لدى اليهود في ذلك الوقت. لهذا إستخدم يسوع صور وتشبيهات لأشياء مألوفة للجميع (مثل الملح والخبز والخراف..الخ) في التعليم حتى وقت معين من خدمته، وكانت معانيها واضحة في إطار تعاليمه. أما الأمثال فكانت تتطلب إيضاح أكثر وقد بدأ يسوع في وقت معين من الخدمة بإستخدام الأمثال حصرياً في تعليمه. السؤال هنا هو: لماذا جعل المسيح الناس يتساءلون عن معاني أمثاله؟ حدث هذا لأول مرة عندما حكى يسوع مثل البذار التي وقعت على أنواع مختلفة من الأرض. وقبل أن يفسر هذا المثل أخذ تلاميذه جانباً بعيداً عن الجماهير. فقالوا له: «لِمَاذَا تُكَلِّمُهُمْ بِأَمْثَالٍ؟» فَأَجَابَ: «لأَنَّهُ قَدْ أُعْطِيَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا أَسْرَارَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَأَمَّا لِأُولَئِكَ فَلَمْ يُعْطَ. فَإِنَّ مَنْ لَهُ سَيُعْطَى وَيُزَادُ وَأَمَّا مَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ سَيُؤْخَذُ مِنْهُ. مِنْ أَجْلِ هَذَا أُكَلِّمُهُمْ بِأَمْثَالٍ لأَنَّهُمْ مُبْصِرِينَ لاَ يُبْصِرُونَ وَسَامِعِينَ لاَ يَسْمَعُونَ وَلاَ يَفْهَمُونَ. فَقَدْ تَمَّتْ فِيهِمْ نُبُوَّةُ إِشَعْيَاءَ: تَسْمَعُونَ سَمْعاً وَلاَ تَفْهَمُونَ وَمُبْصِرِينَ تُبْصِرُونَ وَلاَ تَنْظُرُونَ. لأَنَّ قَلْبَ هَذَا الشَّعْبِ قَدْ غَلُظَ وَآذَانَهُمْ قَدْ ثَقُلَ سَمَاعُهَا. وَغَمَّضُوا عُيُونَهُمْ لِئَلَّا يُبْصِرُوا بِعُيُونِهِمْ وَيَسْمَعُوا بِآذَانِهِمْ وَيَفْهَمُوا بِقُلُوبِهِمْ وَيَرْجِعُوا فَأَشْفِيَهُمْ. وَلَكِنْ طُوبَى لِعُيُونِكُمْ لأَنَّهَا تُبْصِرُ وَلِآذَانِكُمْ لأَنَّهَا تَسْمَعُ. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَنْبِيَاءَ وَأَبْرَاراً كَثِيرِينَ اشْتَهَوْا أَنْ يَرَوْا مَا أَنْتُمْ تَرَوْنَ وَلَمْ يَرَوْا وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلَمْ يَسْمَعُوا." (متى 13: 10-17) من هذا الوقت في خدمة المسيح كان عندما يتكلم بأمثال يفسرها لتلاميذه فقط. ولكن أولئك الذين إستمروا في رفض رسالته تركوا في عماهم الروحي يتساءلون عما يقصده بكلامه. لقد حدد فرقاً واضحاً بين أولئك الذين أعطوا "آذان للسمع" والذين ظلوا في عدم إيمان – يسمعون دائماً ولكن دون فهم، " يَتَعَلَّمْونَ فِي كُلِّ حِينٍ، وَلاَ يَسْتَطِعْونَ أَنْ يُقْبِلْوا إِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ أَبَداً." (تيموثاوس الثانية 3: 7) لقد أعطي التلاميذ عطية التمييز الروحي التي بها تتضح لهم الأمور الروحية. ولأنهم قبلوا الحق من المسيح فقد أعطي لهم المزيد من الحق. وهذا ينطبق اليوم أيضاً على المؤمنين الذين أعطوا عطية الروح القدس الذي يرشدنا إلى كل الحق (يوحنا 16: 13). لقد فتح أعيننا لنور الحق وآذاننا لكلام الحياة الأبدية. لقد أدرك الرب يسوع أن كلام الحق لا يطرب جميع الآذان. فببساطة يوجد أناس لا يهتمون بأمور الله الجادة والعميقة ولا يقدرونها. لماذا إذاً تكلم المسيح بأمثال؟ بالنسبة للذين لديهم جوع حقيقي لله فإن الأمثال هي وسيلة فعالة ولا تنسى لتوصيل الحق الإلهي. إن أمثال الرب تحتوي مقدار كبير من الحق في كلمات قليلة – وأمثاله الغنية بالصور والتشبيهات لا تنسى بسهولة. لهذا فالأمثال هي بركة للذين لديهم آذان صاغية. أما بالنسبة لأصحاب القلوب الغليظة والآذان التي لا تسمع فإن الأمثال هي إعلان عن الدينونة. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|