|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يقول المعترض أن كتبة الأناجيل والرسالة إلى العبرانيين مجهولين إذ جاءت هذه الكتب خلوا من أسماء كتابها الرد لسنا نريد أن نتعامل طويلاً مع تساؤلات المعترضين عمن كتبوا الأناجيل ورسائل العهد الجديد بصفة عامة والرسالة إلى العبرانيين بصفة خاصة لكونهم جميعا معروفين للكنائس بالتسليم الرسولى والآبائى حتى عصرنا الحاضر وهم على التوالى متى ومرقس ولوقا ويوحنا وبولس ويعقوب وبطرس ويهوذا. خمسة منهم من الإثنى عشر تلميذا. هم متى, ويوحنا, ويعقوب, وبطرس, ويهوذا, وإثنان من السبعين رسولا هما مرقس, ولوقا, والثامن هو بولس الإناء المختار رسول الأمم العظيم. وقد اشتهر كل من متى ومرقس ولوقا ويوحنا باسم الإنجيليين الأربعة لتقديمهم أربع بشائر شهدوا فيها بأن يسـوع هو المسـيح ابن الله مخلص العالم. وأما علة وجـود أربع بشـائر فلأنه على فم شـاهدين وثلاثة تقـوم كل كلمـة ( كورنثوس الثانية 13 : 1 ). كما وضع لوقا سفر أعمال الرسل الذى أرخ نشأة الكنيسة ونموها حتى عهد نيرون. أما بطرس وبولس ويعقوب ويهوذا فقد وضعوا رسائل تشرح المبادىء والتعاليم والعقائد والطقوس المسيحية كما تسلموها من الرب. وأخيرا وضع يوحنا سفرا نبويا حوى إشارات ورموز لنبوات العهد القديم التى لم تتحقق والمتعلقة بالأزمنة الأخيرة. وفيما يلى نبذة مختصرة عن كتبة العهد الجديد وهم على التوالى : أولا : متى الرسول كان يسمى باسم متى ومعناه المختار ( متى 9 : 9 ) وكان عشارا أى جابيا للضرائب وكان يسمى أيضا باسم لاوى وهو الذى صنع وليمة عظيمة للرب فى بيته دعا إليها جمع كبير من العشارين وغيرهم ( لوقا 5 : 27 ). كتب متى إنجيله للعبرانيين فى أورشليم سنة 39 ميلادية مثبتا لليهود أن يسوع هو المسيح الذى تحققت فيه جميع نبوات العهد القديم. ونظرا لأن إنجيل متى كان موجها للعبرانيين فقد التبس الأمر على بابياس أسقف هيرابوليس ( 116 ميلادية ) إذ اعتقد خطأ أن متى كتب إنجيلـه بالعبرانية. إلا أن المحقق أن متى كتب إنجيله باليونانية بدليل ترجمته لبعض الكلمات التى كتبها بحسب منطوقها العبرى موضحا تفسيرهـا باليونانية مثل قولـه " ويدعون اسمه عمانوئيل الذى تفسيره الله معنـا " ( متى 1 :22 ) ( إشعياء 7 : 14 ). وقد بشر متى بالإنجيل فى فلسطين والحبشة وفارس واستشهد فى قيصرية. ثانيا : مرقس الرسول مرقس الرسول هو كاروز الديار المصرية وكان يسمى باسم يوحنا ويلقب باسم مرقس ( أعمال 12 : 12 ) ( أعمال 15 : 37 ) وكان أحد السبعين رسولا الذين عينهم الرب وأرسلهم أمامه إلى كل موضع كان مزمعا أن يذهب إليه. لهذا اشتهر مرقس باسم ناظر الإله لأنه كان شاهد عيان للرب, وبرهان ذلك إنفراده بذكر معجزتين لم يذكرهـم غيره من الإنجيليين وهى شـفاء الأصم الأخرس ( مرقس 7 : 31 ) وفتح عينى الأعمى الذى فى بيت صيدا ( مرقس 8 : 22 – 24 ) كما انفرد مرقس بذكر مثل نمو البذار ( مرقس 4 : 26 - 29 ). وأيضا انفرد بذكر حادثة هربه من ضيعة جثسيمانى. إلا أنه كعادة الإنجيليين لم يذكر اسمه وإنما ذكر ضعفاتـه فأشار إلى نفسه بأنه الشاب الذى تبع الرب وكان يلبس إزارا على عريه فلما أمسكه الحرس ترك الإزار وهرب منهم عريانا ( مـرقس 14 : 51 - 52 ) وهو حامل الجرة ورب البيت الذى أشار إليه الرب بقوله لاثنين من تلاميذه أن يذهبا إلى المدينة وهناك يلاقيهم إنسان حامل جرة ماء فيتبعاه وحيثما يدخل يقولا له أن المعلم يقول أين المنزل حيث أكل الفصح مع تلاميذى فهو يريكم علية كبيرة مفروشة معدة. هناك أعدا لنا ( مرقس 14 : 13 - 15 ) . وفى بيت يوحنا الملقب مرقس الذى صار أول كنيسة مسيحية فى العالم. صنع السيد المسيح الفصح مع تلاميذه, وفيه اجتمع التلاميذ بعد دفن السيد المسيح, وفيه أيضا دخل السيد المسيح على تلاميذه بعد قيامته والأبواب مغلقة وأظهر نفسه لهم. وفى هذا البيت أيضا حل الروح القدس على المجتمعين فيه فى يوم الخمسين, وإليه جاء بطرس بعد أن أخرجه ملاك الرب من السجن حيث كان كثيرون مجتمعين به للصلاة ( أعمـال 12 : 12 ) وفيه إلتقى بولـس وبرنابـا مع مرقس الرسـول ( أعمال 11 : 30 + أعمال 12 : 25 ). وعندما خرج برنابا وبولس من أورشليم متوجهين إلى أنطاكية نحو سنة 45 للميلاد أخذا معهما يوحنا الملقب مرقس ( أعمال 12 : 25 ) ومن هناك غادراها إلى سلوكية ثم إلى قبرص ولما اجتازا الجزيرة ذهبوا إلى بعض جهات أسيا الصغرى ولما بلغوا " برجة بمفيلية " غادرهما مرقس هناك عائدا إلى أورشليم ( أعمال 13 : 13 ) ومن هناك انطلق إلى مصر حيث كتب إنجيله بها سنة 46 ميلادية حسب التقليد. إفتتح مرقس إنجيله لليهود والأمم بقوله " بدء بشارة يسوع المسيح ابن الله كما هو مكتوب فى الأنبياء " ( مرقس 1 : 1 - 2 ). ولد مرقس الرسول فى ترنا بوليس من أعمال الخمس المدن الغربية وقد نزح أبوه أرسطو بولوس بن أغاثون وأمه مريم إلى مصر ومنها إلى أرض إسرائيل, وكانت مريم أمه شقيقة لبرنابا الذى صار واحدا من السبعين رسولا. وفى عام 52 ميلادية بشر مرقس الخمس مدن الغربية بشمال أفريقية ثم عاد إلى مصـر وأقام فى بابليون ( مصـر القديمة ) وغادرها إلى الإسـكندرية فى نفس السنة ورسم عليها حنانياس بطريركا على مصر وسائر أفريقيا وأقام بها أساقفة وقسوس وشمامسة وأسس مدرسة الإسكندرية اللاهوتية. وجاء بطرس الرسول إلى مصر وكتب رسالته الأولى منها إذ جاء فيها قوله : " تسلم عليكم التى فى بابل المختارة معكم, ومرقس ابنى ". ومما يثبت أن بابل المذكورة هى بابل مصر ذكر بطرس لاسم مرقس حيث كان معلوما حينئذ أن مصر كانت مركزا لمارمرقس الرسول أما سبب تسميته لمرقس بابنه فلأنه كان يكبره سنا. إلا أنهما متساويان فى كرامة الرسولية. وأخيرا نال القديس مرقس إكليل الشهادة بالإسكندرية فى ثلاثين برمودة سنة 68 ميلادية. وتوجد رفات القديس مرقس حاليا فى مصر بمزار داخل الكاتدرائية المرقسية الجديدة بدير الأنبا رويس بالعباسية بالقاهرة. ثالثا : لوقـا الرسول كان طبيبا وكان من السبعين رسولا. وهو أحد تلميذى عمواس لهذا لم يذكر اسمه, وذكر اسم التلميذ الآخر وكان يدعى كليوباس ( لوقا 24 : 13 , 18 ). وكليوباس أو كلوبا هو الاسم اليونانى لحلفى زوج أخت مريم العذراء وكانت تدعى أيضا مريم وقد أشار إليها لوقا بأنها مريم أم يعقوب ( لوقا 24 : 10 ). كتب لوقا إنجيله فى مدينة أنطاكية سنة 58 للميلاد مقدما للعالم مسيح التاريخ الذى ولد فى ملء الزمان فى عهد أوغسطس قيصر كما أرخ أعمال الرسل حتى سنة 62 للميلاد المجيد. استهل لوقا إنجيله بالقول " أنـه إذ كان كثيرون قد أخـذوا فى تدويـن قصـة ( يؤرخوا ) فى الأحداث المتيقنة عندنا كما سلمها إلينا الذين كانوا من البدء معاينين وخداما للكلمة ( أى للمسيح كلمة الله ). وهـذه التصريحات لا تنفى الوحى الذى يعصم الكاتب أو المؤرخ من الخطـأ ويذكره بكل ما قاله الرب ( يوحنا 14 : 26 ) ويرشده إلى جميع الحق ( يوحنا 16 : 13 ). رابعا : يوحنا الرسول هو يوحنا بن زبدى وكان يعرف مع يعقوب بن زبدى أخيه بابنى الرعد, واسم أمه سالومة, وكانت بين النساء اللواتى تبعن يسوع لينظرن أين وضع ( لوقا 23 : 55 - 56 ) وذكرها متى بوصفها أم ابني زبدي ( متى 56:27 ) أما مرقس فذكرها باسمها سالومة بقوله " وبعدما مضى السبت، اشترت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب, وسالومة حنوطا ليأتين ويدهنه " ( مرقس 16 : 1 ). كتب يوحنا إنجيله بأفسس سنة 64 ميلادية, شهد فيه بأن يسوع هو المسيح كلمة الله ( يوحنا 1 : 1 ) وصورته الذى نزل من السماء وهـو لم يزل فى السـماء ( يوحنا 3 : 13 ) ( يوحنا 6 : 62 ) وقد أشار يوحنا إلى نفسه فى أنجيله بأنه التلميذ الذى كان يسوع يحبه, والذى عهد إليه بأمه ليرعاها ( يوحنا 19 : 26 ). كما وضع ثلاث رسائل نحو سنة 70 ميلادية بمدينة أفسس وكتب سفر الرؤيا بأفسس نحو سنة 96 ميلادية بعد موت دومتيان قيصر . خامسا : بولس الرسول كان يسمى شاول وقد ولد فى طرسوس بكليكية وكان من سبط بنيامين وقد تتلمذ على يد غمالائيل ( أعمال 5 : 34 - 39 ). وفى السنة الثانية من صعود ربنا يسوع المسيح إلى السماء سنة 35 للميلاد المجيد ظهر الرب لشاول فى الطريق إلى دمشق عندما أبرق حوله نورا من السماء وسمع صوتا يقول له شاول شاول لماذا تضهدنى؟ فقال من أنت يا سيد .. وأما الرجال المسافرون معه فوقفوا صامتين يسمعون الصوت ( صوت بولس ) ولا ينظرون أحد ( أعمال 9 : 7 ). وقد أوضح بولس ذلك فى موضع آخر بقوله " والذين كانوا معى نظروا النور وارتعبوا ولكنهم لم يسمعوا صوت الذى كلمنى " ( أعمال 22 : 9 ). وقد كتب بولس أربعة عشر رسالة ذكر فيها اسمه عدا الرسالة إلى العبرانيين التى اكتفى بكتابة اسمه عليها من خارج دون أن يستهلها باسمه تأدبا منه باعتباره رسولا للأمم وليس للعبرانيين. وقد كتب إليهم ليوضح لهم أنه بمجىء المسيح كرئيس كهنة على طقس ملكى صادق وتقديمه عن الخطايا ذبيحة واحدة أكمل إلى الأبد المقدسين ( العبرانيين 10 : 12 , 14 ) فأبطل بذلك الكهنوت اللاوى بسبب منعه بالموت عن البقاء للأبد كما بطلت ذبيحتهم لعجزهـا أيضا عن أن تخلص إلى التمـام ( العبرانيين 7 : 11 - 28 ). كانت الرسالة إلى العبرانيين متداولة ضمن نسخ الكتاب المقدس شرقا وغربا وفي النسخ السريانية القديمة التي ترجمت في أواخر القرن الأول وأوائل القرن الثاني، كما وجدت فى التراجم اللاتينية التى ترجمت في أوائل القرن الثاني, وكانت هذه التراجم متداولة بين الكنائس الشرقية والغربية. وأثبت الآباء الأولون أن بولس الرسول هو كاتب الرسالة إلى العبرانيين فاستشهد بها أغناطيوس الأنطاكى في رسائله ( 107 ميلادية ) وتكلم عنها بوليكاربوس أسقف إزمير في رسالته إلى أهل فيلبي ( 108 ميلادية ) واستشهد بها جستن الشهيد في محاورته مع تريفو اليهودي ( 140 ميلادية ) وكثيرا ما استشهد بها أكلمندس الإسكندري على أنها رسالة بولس الرسول ( 194 ميلادية ) وشهد أوريجانوس ( 230 ميلادية ) بأنها رسالة بولس الرسول، وكذلك ديونسيوس أسقف الإسكندرية ( 247 ميلادية ) وغيرهم الكثير[5]. وقد نال بولس الرسول إكليل الشهادة فى روما بقطع رأسه فى الخامس من أبيب الموافق 12 يوليو سنة 68 ميلادية فى عهد نيرون قيصر. سادسا : يعقوب الرسول هو يعقوب بن حلفى ( كلوبا ) أخا الرب, وكان من الإثنى عشر تلميذا وكان يعرف بيعقوب الصغير أو الثانى تمييزا له عن يعقوب بن زبدى. صار أول أسقف على أورشليم. كما كان رئيسـا لأول مجمع مسيحى, ولقب بالبار بسبب تقشفه وبره الزائد, وهو صاحب الرسالة المعروفة باسمه فى العهد الجديد. نال إكليل الشهادة فى عيد الفصح عام 62 للميلاد عندمـا وقف على جناح الهيكل ونادى بأن يسوع ابن الإنسان جالس فى السماء فى مجد قوته وأنه سيأتى ثانيا على سحاب السماء. فقام جماعة من متطرفى الكتبة والفريسيين بطرحه من أعلى. لكنه لم يمت بل جثى على ركبتيه وصار يصلى من أجلهم. فشرعوا فى رجمه بالحجارة فتصدى لهم أحد كهنة اللاويين قائلا كفوا إن البار يصلى من أجلكم. فتقدم قصارا وضرب البار على رأسه بالعصا التى كان يضرب بها الثياب فنال إكليل الشهادة. سابعا : بطرس الرسول هو سمعان بن يونا وكان يلقب صفا أى بطرس, وعندما سأل الرب تلاميذه عن معتقدهم فيه قال بطرس أنت هو المسيح ابن الله الحى. فقال له الرب. أنت بطرس وعلى هذه الصخرة ( أى صخرة هذا الإيمان ) أبنى كنيستى ( متى 16 : 8 ). وضع بطرس رسالتين إبان وجوده فى بابليون بمصر نحو سنة 64 للميلاد المجيد, وكانت موطنًا لجماعة من اليهود, وقد أجمع مؤرخو الكنيسة وقديسوها أن كاتب الرسالتين هو بطرس الرسول. وجه بطرس رسالته الأولى إلى المتغربين فى شتات بعض مدن أسيا الصغرى وبعث لهم تحيات كنيسة بابل المختارة معهم وتحيات مرقس ابنه ( بطرس الأولى 5 : 13 ) كما وجه رسالته الثانية إليهم أيضا بقوله " هذه أكتبها الآن إليكم رسالة ثانية أيها الأحباء " ( بطرس الثانية 3 : 1 ) وأشار فيها إلى رسائل بولس الرسول التى فيها أشياء عثرة الفهم يحرفها غير العلماء وغير الثابتين كباقى الكتب أيضا لهلاك أنفسهم ( بطرس الثانية 3 : 16 ). وقد كتبت الرسالتان أثناء اضطهاد نيرون للكنيسة. فقد ورد في نهاية الرسالة الأولى ما يكشف عن ضيقة مرة حلت بالكنيسة إذ يقول أيها الأحباء لا تستغربوا البلوى المحرقة التي بينكم حادثة لأجل امتحانكم كأنه أصابكم أمر غريب. وقد نال بطرس إكليل الشهادة فى روما على يد نيرون قيصر سنة 67 للميلاد. ثامنا : يهوذا الرسول يهوذا بن حلفى هو أخو يعقوب ( لوقا 6 : 16 ) ( أعمال 1 : 13 ) واشتهر باسم لباوس ويلقب تداوس ( متى 10 : 3 ) وصار أسقفا على أورشليم بعد استشهاد أخاه يعقوب الصغير سنة 62 للميلاد. وجاء فى التقليد أن يهوذا جال يبشر فى بلاد كثيرة ثم مضى إلى سـورية ومنها إلى مملكة إديسا وكانت تقع شمال غرب بلاد ما بين النهرين. وجاء فى تاريخ الأرمن أن يهوذا هو أول من غرس بذرة الإيمان فى بلادهم. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|