|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الذبائح السبعة _ أوريجانوس ذبائح الغفران السبعة العلامة أوريجانوس لكن ربما يقول المستمعين في الكنيسة: أن وسائل المغفرة كانت عند القدماء أفضل بشكل عام مما عليه الآن بالنسبة لنا نحن المسيحيين، عندما كانت المغفرة للخطاة يتم الحصول عليها من خلال تقديم الذبائح بطقوس مختلفة، أما فيما بيننا فهناك مغفرة واحدة فقط عن الخطايا تعطى في البداية بواسطة نعمة المعمودية. وبعد ذلك، لا رحمة ولا أي غفران يُمنح للخاطي. بلا شك، من اللائق للشخص المسيحي الذي مات المسيح لأجله (رو 14) أن يحيا حياة أكثر إنضباطاً. بالنسبة للقدماء، كانت تذبح الأغنام والتيوس والبقر والطيور، ويُقدَّم دقيق القمح النقي. من أجلك أنت، ذبح ابن الله، فكيف يمكنك أن تخطئ ثانية؟ ولكن لئلا لا يبني هذا الكلام نفوسكم بالفضائل بقدر ما يلقيها في اليأس، لذا كما سمعتم كم الذبائح التي كانت موجودة في الناموس القديم لمغفرة الخطايا، لتسمعوا الآن كم الوسائل الموجودة في الإنجيل لمغفرة الخطايا. أولاً تلك التي بواسطتها تعمدنا "لمغفرة الخطايا" (مر 4:1). الثانية في تحمل الإستشهاد. الثالثة تلك التي تعطى من خلال الصدقة. لأن المخلص يقول: "بل أعطوا ما عندكم صدقة فهوذا كل شيء يكون نقيَّا لكم" (لو 11: 41). وهناك مغفرة خطايا رابعة تعطى لنا من خلال مغفرتنا نحن أيضاً لخطايا أخوتنا، لذا يقول الرب والمخلص ذاته: "فإنه إن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أيضاً أبوكم السمواي وإن لم تغفروا للناس زلاتهم لا يغفر لكم أبوكم أيضاً زلاتكم" (مت 6)، وهكذا علمنا أن نقول في الصلاة: "وأغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً للمذنبين إلينا" (مت 6). خامس مغفرة للخطايا نحصل عليها عندما يرد أحد خاطئاً عن ضلال طريقه، إذ أن الكتاب المقدس يقول:"من يرد خاطئاً عن ضلال طريقه يُخلص نفساً من الموت ويستُر كثرة من الخطايا" (يع 5). هناك أيضاً مغفرة سادسة تتم بواسطة غزارة المحبة، إذ يقول الرب ذاته: "أقول لك قد غُقرت خطاياها الكثيرة لأنها أحبت كثيراً" (لو 7)، والرسول يقول: "لأن المحبة تستر كثرة من الخطايا" (1 بط 4). وهناك أيضاً وسيلة سابعة لمغفرة للخطايا نحصل عليها من خلال أعمال التوبة والإماتة - التي بالفعل صعبة وشاقة - وذلك عندما يغسل الخاطئ سريره بدموعه (مز 6)، عندما تصير دموعه خبزاً نهاراً وليلاً (مز 42)، عندما لا يخجل بالإعتراف بخطاياه لكاهن الرب، ويلتمس الشفاء، وفقاً لمن قال :"أعترف للرب بذنبي وأنت رفعت أثام خطيتي" (مز 32). هنا يتحقق ما قاله الرسول يعقوب: "أمريض أحد بينكم فليدع شيوخ الكنيسة فيصلوا عليه ويدهنوه بزيت باسم الرب وصلاة الإيمان تشفي المريض والرب يقيمه وإن كان قد فعل خطية تُغفَر له" (يع 5) أنتم إذاً، عندما تأتون لنعمة المعمودية تقدمون عجلاً، إذ أنكم أعتمدتم لموت المسيح (رو 6)، وعندما تنقادون للإستشهاد تقدمون تيساً، لأنكم تقتلون الشيطان مُنشئ الخطايا. وعندما تقدمون الصدقات وتمنحون المحبة والعطف بدافع الشفقة تجاه المحتاجين تزودون المذبح المقدس بأغنام سمينة. وعندما "تتركوا من قلوبكم كل واحد لأخيه زلاته" (مت 18) وتطرحون عنكم تهيج غضبكم، وتجمعون في داخلكم روح لطيفة وبسيطة، تأكدوا أنكم بذلك تكونوا قد ذبحتم خروفكم أو قدمتم كبشكم ذبيحة. علاوة على ذلك، إذا أمكنكم - بتتلمذتم على القراءات الإلهية، "بالتأمل كحمامة" (إش 38: 14)، ساهرين تلهجون في ناموس الرب نهاراً وليلاً (مز 1) - إرجاع الخاطئ عن خطأه، وإسترداده من حياة الشر عديمة الفائدة نحو براءة الحمامة، وجعله يحاكي - من خلال إلتصاقه بالقديسين - رفقة الحمام، تكونون قد قدمتم للرب "زوج يمام أو فرخي حمام" (لو 2). وعندما تسود المحبة – التي هي أعظم من الرجاء والإيمان ( 1 كو 13) – في قلوبكم، ليس فقط بحيث تحب قريبك كنفسك (مت 19)، بل كما أظهر ذاك الذي قال: "ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه" (يو 15)، فأعلموا انكم قد قدمتم فطيراً مخبوزاً بدقيق قمح نقي، ملتوت بزيت المحبة (لا 4:2) "ليس بخميرة الشر والخبث بل بفطير الإخلاص والحق" (1 كو 5). لكن إذا في مرارة البكاء، أستنفزتم أنفسكم في الحزن والدموع والرثاء، وإذا أقمعتم جسدكم حتى جفَّ من الصوم وضبط النفس الشديد، فقلتم "عظامي مثل وقيد قد يبست" (مز 102)، تكونون قد قربتم قربان تقدمة مخبوزة في تنور (لا 4:2). هكذا بهذه الطريقة، تكونوا قد أكتشفتم أنكم تقدمون ذبائح أكثر لياقة وأكثر كمالاً، مقارنة بذبائح لم تعد إسرائيل تستطيع تقديمها بحسب الناموس. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الذبائح الشهريّة |
الذبائح المقبولة |
الخطوات السبعة لاتضاع المسيح والخطوات السبعة لارتفاعه |
الذبائح |
الأسرار السبعة (الأسرار الكنسيَّة السبعة) - القس أنطونيوس فكري |