|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات في سفر الرؤيا(26) .. قيثارات وتسبحة2 بقلم مثلث الرحمات طيب الذكر المتنيح : البابا شنودة الثالث ٤ أكتوبر ٢٠١٤ ولكن في السماء :أية كلمة يقولها للرب إنسان روحي هي أجمل عنده من أية موسيقي.. إنها موسيقي الروح كما يقول القديس بولس الرسولأرتل بالروح وأرتل بالذهن أيضا1كو14:15 تصوروا أما لها طفل رضيع يناديها بكلمات ربما لاتكون مفهومة ولكنها في أذن أمه أجمل من أي لحن في الدنيا وأجمل عندها من أية أغنية لأحد مشاهير المغنين. كذلك الإنسان الذي من عمق قلبه يصلي إلي الله تكون صلاته عبارة عن نغمة موسيقية جميلة لايهم فيها الصوت الطبيعي وإنما هي تخرج من فمه كلحن. لحنها ليس مثل السولوفيج الموسيقي-إنما هزة منها فيها خشوع وأخري هزة حب وثالثة هزة تأمل ورابعة هزة تواضع وهكذا….وكل هذه الهزات تكون سلما موسيقيا يصعد إلي الله. ++ يقول القديس الرائي أن الأربعة والعشرين قسيسا كانت لهم قيثارات من ذهب وهم يترنمون بترنيمة جديدة. وكأن السماء كلها فرقة موسيقية كل فريق منها له دوره في لحن سماوي وبعضهم يقول آمين,والجو كله يموج بالتسبيح والترتيل بينما الذين في الجحيم يكونون في حزن شديد وهم يرون أولئك المفديين يسبحون وينشدون ويغنون ويرتلون وفي أيديهم القيثارات وفي قلوبهم الفرح… بينما أهم ما يحزن سكان الجحيم إنهم محرومون من فرح ذلك الجو الروحي الذي في مجمع القديسين إنهم يذكروننا بالذين كانوا في سبي بابل: قالوا:علي الصفصاف علقنا قيثاراتهم لأنه هناك سألنا الذين سبقونا أن نسبح لهم إحدي تسابيح صهيون !كيف نسبح تسبحة الرب في أرض غريبة؟!مز137 +++ النفس الخاطئة هي نفس حزينة كئيبة لا تستطيع أن تغني أو تسبح أو ترتل بعكس ما يظنه البعض من كثرة الغناء عند الخطاة! إن غناءهم يشغل الحواس من الخارج ولكنهم إذا ما خلوا إلي أنفسهم يجدون في القلب فراغا لايغنيه غناه حتي إن غني علي ليلاه..أو غني علي بلواه. بعكس ذلك الإنسان الروحي الذي يغني للرب أغنية جديدة ويفرح بالرب فرحا حقيقيافي4:4ومن فرحه يغني… لقد انهمك أوغسطينوس بالعالم وشهواته ولم يجد في ذلك سعادته إلي أن تاب ومن جهة حياته الأولي الطائشة قال في صلاته للرب:سيظل قلبي قلقا إلي أن يجد راحته فيك.. +++ يا إخوتي حاولوا أن تصنعوا لكم قيثارات ذهبية أعني قيثارات روحية تغنون بها أغنيات محبة للرب. وتتغنون فيها بصفات الله الجميلة التي تشبع قلوبكم وبأعمال الله العجيبة التي تشعرون فيها بقوته وذراعه الحصينة بل تتغنون أيضا بعمل الله في حياتكم وتقولون مع المرتل في المزمورباركي يا نفس الرب وكل ما في باطني فليبارك اسمه القدوس باركي يا نفسي الرب ولاتنسي كل إحساناته..مز103:2,1 إن الفرح العالمي المادي الجسداني لايفرح القلب ولا الروح ولا العقل فرحا حقيقيا بل الفرح الحقيقي هو الفرح بالرب الذي يبدأ معنا هنا ويستمر في الأبدية أيضا. +++ إن الشيوخ عندما سبحوا الرب علي قيثاراتهم تذكروا عمل الخلاص والفداء الذي قام به من أجل العالم. فقالوا له:مستحق أنت أن تأخذ السفر وتفتح ختومه,لأنك ذبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة وجعلتنا ملوكا وكهنة… نحن لا ننسي مطلقا الدم الذي سفك من أجلنا نيابة عنا لكي يفدينا من حكم الموت ويهبنا الحياة الأبدية ولذلك فإننا نذكر هذا الخلاص وهذا النداء كل يوم في صلاة الساعة السادسة. وبهذا الدم المسفوك نذكر محبة الله لنا ونذكر قيمة الإنسان عند الله حتي افتداه ونظل نلهج بالشكر لهذا الفداء الشامل الذي خلص به الرب كل قبيلة ولسان وشعب وأمة..أي العالم كله… +++ أما عبارة وجعلنا ملوكا وكهنةفقد تكررت في الإصحاح الأول. إذ قال القديس يوحنا أيضاالذي أحبنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه وجعلنا ملوكا وكهنة لله أبيه له المجد والسلطان إلي أبد الابدين آمينرؤ1:6,5إنما عبارة يقولها المفديون من البشر. وهي تدل علي أن الشيوخ الأربعة والعشرين هم أيضا بشر استحقوا الوجود في السماء وهم هناك يذكرون خلاصهم وفداءهم ويذكرون أن الله جعلهم ملوكا وكهنة:ملوكا بمعني أنهم يملكون مع الله في ملكوته وليس بالمعني الأرضي الحرفي كذلك جعلهم كهنة بالمعني الروحي أيضا وإن كان أعضاء منهم كهنة فعلا غير أن الكهنوت في السماء لايقدم ذبائح لأنه لايوجد مذبح هناك ولا هيكل رؤ21:22ولا ذبائح لمغفرة الخطايا. +++ وفي السماء يشترك الكل في التسبيح والتمجيد. فما إن قال الشيوخ تسبحتهم هذه وتمجيدهم حتي نظر يوحنا وسمع صوت ملائكة كثيرين حول العرش والحيوانات والشيوخ وكان عددهم ربوات ربوات وألوف وألوف قائلين بصوت عظيم مستحق هو الخروف المذبوح أن يأخذ القدرة والغني والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركةرؤ5:13,11 ولاشك أن هذه الصفات السبع من صفات الرب تحتاج وحدها إلي كتاب خاص للتأمل فيها وليس هذا وقته. ولم يقتصر الأمر في التمجيد علي القوات الملائكية بل يقول القديس الرائي:وكل خليقة مما في السماء وعلي الأرض وتحت الأرض:وما علي البحر كل ما فيها سمعتها قائلة..وذكر تمجيدها أيضاوكانت الحيوانات الأربعة تقول:آمين. |
04 - 10 - 2014, 04:51 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تأملات في سفر الرؤيا(26) .. قيثارات وتسبحة2
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|