|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كتاب الأنبا شنوده المعلم - المقدس يوسف حبيب مقدمة عن البابا شنوده الثالث في بدء عام جديد سعيد وإشراقة نور باهر لامع سطع علي المسكونة كلها باختيار السماء لبطريركنا المعظم أقدم إهداء هذا الكتاب لغبطته راجيًا من الرب يسوع أن يديمه للكنيسة ذخرًا سنين كثيرة وأزمنة سالمة مديدة. من هو الأنبا شنودة رئيس رؤساء الكهنة؟1) أنه عالم لاهوتي فذ جليل القدر، يشرح القضايا اللاهوتية العميقة بطريقته الفريدة التي تمتاز بالسهولة واليسر والوضوح والدقة البالغة في التعبير، شرحًا يفهمه مختلف الطبقات من المتعلمين وعامة الشعب، الأمر الذي اتسمت به أقواله وكتاباته حتى صار له علامة مميزة. كثيرون قد تبحروا في اللاهوت علي ممر القرون في معاقل الأرثوذكسية العريقة لكن أنوار تعاليمهم كانت تنعكس بالأكثر علي أنفسهم، لا يستطيعون أن يوصلوا المعلومات اللاهوتية إلى قلوب السامعين وعقولهم ولم تكن الأغلبية حتى من صفوة المتعلمين بقادرة علي استيعاب العلوم والمعارف اللاهوتية استيعابًا تستريح له الخواطر ويستقر في الجوانح وهي من أصعبها مراسًا ومراجعهًا من أكثرها تعقيدا يخشي معه لشتي المذاهب والنحل من المعاثر والزلل، وتحتاج لدراسات مقارنة ودراسة الفلسفة وتاريخ الهرطقة والانشقاق والبدع ودحض الافتراءات ومجابهة شتي الاعتراضات. وليس أقدر من الأنبا شنوده فيمن يعرفهم العالم المسيحي من الشخصيات العالمية علي الخوض غي هذه المواضيع. 2) مؤرخ متعمق في النواحي التاريخية المتشعبة وبالأكثر في سير القديسين وأقوالهم، لا تسأله عن سيرة أي من القديسين إلا ويجيبك علي الفور عن كل ما تحتاج إليه حتى ليخيل إليك أنه لم يلبث أن يكون قد فرغ من دراستها درسا وافيا مستفيضا، ويفتح لك مغاليق فقط كثيرة تكون غامضة لدي مؤلف السيرة نفسه الذي يكون قد أمضي في دراسته لها زمنا طويلا وأجهد نفسه في البحث والتنقيب وربما كرس لها وحدها معظم جهده وأهم وقته. 3) متبحر في دراسات الكتاب المقدس العهدين الجديد والقديم، يفسر الأشياء عسرة الفهم في بساطة ويسر. 4) في اللغة القبطية وفي طقوس الكنيسة وقوانينها علم من الأعلام البارزة تشهد بذلك مؤلفاته الكثيرة في هذه الفروع وعي صدره الكبير جميع أطراف المعرفة من علوم الأولين والآخرين، له مقدرة عجيبة ومثابرة نادرة وتركيز بأسلوبه البليغ السهل الممتنع، ولا عجب فهو الشاعر الصادق الحس والصحفي والكاتب الأديب. 5) أما عن الروحيات فحدث عنها ولا حرج، فهو ممتاز من صباه، مرشد روحي من الطراز الأول تجلي إليه وكأنك مع الآباء القديسين القدامى، إذا تكلم أوفي موضوعه واستوفي وقائعه وشد انتباه سامعيه. لكلامه أثر فعال في القلوب، لذلك أحبه الألوف من الشبان في الجامعات والمعاهد وأخذوا يتهافتون إلي سماع عظاته الروحية خصوصا ما يتعلق منها بالتوبة والرجوع عن الخطية، المشهد الذي لم يكن أحد يراه قبلًا، فعلي قدر عزوف الشباب عن الاجتماعات في كثير من الأزمنة الماضية علي قدر ما أصبحت هذه الاجتماعات محبوبة في القرن العشرين،وكلنا يعرف كيف تحضر الألوف قبل العظات بساعات حتى تستطيع أن تجد لها مكانًا، ورغم استمراره في الوعظ والتعليم علي مدي سنوات وشهور طويلة فإن الزحام يشتد وعدد الحاضرين ينمو ويتكاثر. 6) معلم بارع في كل فروع المعارف وقادر علي التعليم، لا يقتصر منهجه علي تمجيد الماضي بل هو القديس المبتكر يخرج من كنوزه كل يوم وكل ساعة جددا وعتقاء في تنسيق بديع يستريح له رعاه ورعية العصر الذي نعيش فيه. آراؤه لها وزن في شتي المحافل الدولية والمؤتمرات العالمية، فضلا عن الأوساط العالمية المختلفة. إلي جانب كل ذلك فقد تحلي بفضائل كثيرة - المحبة للكل، محبته للصوم الانقطاعي والصلاة، العبادة والنسك هو علم بارز وصل إلى درجة التوحد التي لا يقوي علي احتمالها إلا الجبابرة في الروحيات وهو واحد منهم. إنه بحق قاضي المسكونة وعمود الفتوى والشريعة. أما عن اتضاعه الكثير فهو معروف للجميع، إذا تحدث إليك نسيت أنك تتحدث مع أسقف ورئيس كهنة، إنه متضع الاتضاع الحقيقي، ولذلك نظر الرب إلي اتضاعه فرفعه إلي كرسي مارمرقس الرسول وأصبح في عِداد البطاركة القديسين، إنه الأنبا شنوده الثالث البطريرك الـ117. ويكفي أن نذكر هنا ما كتبه عنه - منذ أن كان راهبًا وقبل أن يرسم أسقفا للتعليم - أحد العلماء الأجانب وهو دكتور مثاردس في كتابه: الرهبان والأديرة طبعة سنة 1960 من ص 278 - 280 وكان ما قاله: "أنه بين كل الرهبان الأقباط في منتصف القرن العشرين، علي ما يبدو أبونا أنطونيوس هو الأفضل في المعرفة والأغزر علمًا". وأختم هذا التعريف المتواضع بهذه الشهادة لأهميتها. وإذا كان العلماء الأجانب كتبوا عن غبطة الآب البطريرك لما كان راهبًا - وهو الراهب انطونيوس السرياني فخليق بنا أن نكتب عنه، وما أقل ما نعرفه. وإذ تجيء شهادة أحد الأجانب عنه وهو راهب فهي بلا شك لها وزن يختلف عن أية شهادة إذ صار بطريركا يبعث في الأرثوذكسية نهضتها ويقوي من شوكتها، وقد عرفته كنائس العالم وكبار لاهوتييه. لما عرفوا أن آراءه لها وزنها علي الصعيد العالمي. يدرس نفسية الشباب ويعرف متطلبات الجماهير وحاجة الوطن فيعالج أدواء المجتمع ويبني قدرات الشباب ويشكل مواهبهم لخير الكنيسة والأمة والأجيال. وفي غمرة أفراحنا وسرورنا براعي الرعاة وأب الآباء ورئيس رؤساء الكهنة البطريرك أنبا شنودة لا ينبغي أن نغفل أمر أبيه حضرة صاحب النيافة الحبر الجليل الأسقف أنبا تاوفيلس رئيس دير السريان العامر، قضي فيه الآب البطريرك أكثر أيام رهبنته وكان محبوبا جدا لديه، وقد انعكست علي الدير العامر محبة ووداعة أبينا المكرم الأسقف أنبا تاوفيلس الذي كان يفتح قلبه قبل أن يفتح باب الدير لاستقباله في أي وقت يريد، في كل أجازاته وفي الأعياد فقد كان ميالا للرهبنة منذ صباه. ولا غرابة فإن محبة نيافة الأسقف أنبا تاوفيلس لأولاده في الرهبنة أشاد بها كل الرهبان وأفاض في وصفها كل الزوار. وإن هذا الكلام صادر عن إحساسي بالحاجة الشديدة للكتابة عن أبينا القديس نيافة الأنبا تيؤفيلس. ومما دعا إلي تسطيره، وأثار فينا الرغبة لتحريره هو حسن استقباله وضيافته للزائرين من مختلف بلاد القطر. وإنك لتري عجبًا في أسبوع الآلام يؤم الدير خلق كثير -خاصة الشباب- حتى تمتلئ بهم الكنيسة يؤدون العبادة في خشوع وهدوء، وما أجمل وأروع التفاف الشباب حول أبيهم في هذه الأيام المقدسة. ومن معالم محبته لمنفعة أولاده بيت الخلوة وغرفه الكثيرة والراحة الكبيرة التي يوفرها لكل قاصد لديره. وكانت هذه السطور ليعجز عن الشكر لنيافته ويذكر بالعرفان فضله. أطال الله حياة الآب المعظم البطريرك أنبا شنوده والأسقف المكرم أنبا تاوفيلس. وتيمنا وتبركا أفتتح باكورة كتاباتي سنة 1972 عن غبطة أبينا المعظم أنبا شنوده لاستجلاء بعض النواحي في سيرته العطرة. سنون كثيرة يا سيدنا البابا المعظم أنبا شنوده. يوسف حبيب |
14 - 07 - 2014, 12:57 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الأنبا شنوده المعلم - المقدس يوسف حبيب
الشاب نظير جيد رافائيل البطريرك القديس أنبا شنودة الثالث اذكر خالقك في أيام شبابك: الشاب نظير جيد رافائيل ولد في 3 أغسطس سنة 1923 في قرية سلامه مركز أبنوب الحمام محافظة أسيوط. كان والده شيخ البلد وانتقلت أمه بعد مولده إلي السماء فاهتم بتربيته شقيقه الأكبر رافائيل. التحق بمدرسة دمنهور الابتدائية، وبعد إتمام دراسته الابتدائية التحق بمدرسة الإيمان الثانوية بالقاهرة، حيث حصل علي شهادة التوجيهية والتحق بعدئذ بجامعة عين شمس قسم التاريخ سنة 1943م. وأثناء دراسته الجامعية كان له أنشطة متفرقة - كان مدرسا بمدارس الأحد، وطالبا في دراسات الضباط الاحتياط، ومدرسا بمدرسة السلام بسراي القبة، وقد حقق نظير كل هذه الهداف بنجاح ليس له نظير. وبعد أن أتم دراسته الجامعية سنة 1947 أدى عمله ضابط احتياط بسلاح المشاة أحسن أداء، ثم اشتغل بالتدريس فترة من الزمن وقد التحق بالكلية الإكليريكية وتخرج فيها سنة 1949 وكان أول خريجيها ثم عمل مدرسًا بها. كان مدرسًا ناجحًا في عمله، أوتي موهبة فرض الشعر منذ صباه فأجاد الكثير منه وهو لم يزل بعد في المرحلة الثانوية وكان ضابطًا شجاعًا وخادمًا نشطًا جدًا في مدارس الأحد،خدم فصول الشباب في مدارس أحد أنبا أنطونيوس في أمانة وغيرة ومحبة مقدسة، وهكذا كان ناجحا في كل ما تمتد إليه يداه، كان كالشجرة المغروسة علي مجاري المياه التي تعطي ثمرها في حينه وورقة منها لا تنتثر. وهكذا شق الشاب نظير طريقة في العالم بنجاح تام منقطع النظير. |
||||
14 - 07 - 2014, 12:58 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الأنبا شنوده المعلم - المقدس يوسف حبيب
نظير جيد و حياة التكريس في العالم
استقال الشاب نظير من التدريس بالمدارس الأميرية وهو لم يزل بعد في ربيع حياته وفي غير تردد كرس نفسه للخدمة فعمل مديرًا لإحدى المؤسسات بمدارس الأحد، وكان رئيسا لتحرير مجلة مدارس الأحد، له فيها مقالات عديدة.. ونظرا لتعدد أنشطته الروحية والخدمات الدينية الكثيرة التي ألقيت علي عاتقه لم يجد بدا من التفرغ لها والتكريس للخدمة والاستقالة من عمله كمدرس. وهكذا أعطي الشاب نظير درسًا نافعًا لمن يريد أن يحيا حياة التكريس، كان قدوة صالحة وموجهًا مثاليًا لمن يرغب في ترك عمله للتكريس الكامل - لأن كثيرين سقطوا إذ بعد ما كرسوا نفوسهم وتركوا أعمالهم لم يستثمر التكريس كل وقتهم ومالوا للتراخي والكسل علي حساب السيد المسيح. وأول كتاب ظهر له وهو في حياة التكريس في العالم قبل أن يترهب هو كتاب انطلاق الروح، كتاب ممتع شيق يصف فيه أحاسيسه الروحية -التي تنساب خلال سطوره- وصفا صادقًا، وكما جاء في مقدمة الكتاب: "بدأت هذه التأملات في نفس تتجه إلي الانطلاق من هذا العالم لتتجه نحو البرية حيث حرية العابد، وانطلاق المتوحد. وحين وضع الكاتب قلمه عند آخر سطر فيها، كان قد انطلق ليبدأ بالفعل حياة انطلاق الروح وليتجه بعقله وقلبه وكل قدرته نحو السماء ليتعمق شيئا فشيئا في انطلاقه بالروح كالملائكة ومما قاله قبل انطلاقه من العالم إلي البرية: "لست أريد شيئا من العالم" فليس في العالم شيء أشتهيه أما هذه الرغبات والآمال العالية فقد تخلصت منها منذ زمان. "لست أريد شيئا من العالم" لأن العالم أفقر من أن يعطيني.. "لست أريد شيئا من العالم" لأن كل ما أريده هو التخلص من العالم، أريد أن أنطلق منه.. "لست أريد شيئا من العالم" لأني أبحث عن الباقيات الخالدات، وليس في العالم شيء يبقي إلي الأبد، كل ما فيه إلي فناء، والعالم نفسه سيفني ويبيد، وأنا لست أبحث عن فناء. "لست أريد شيئا من العالم" لأن هناك من أطلب منه، هناك الغني القوي الذي وجدت فيه كفايتي ولم يعوزني شيء أنه يعطيني قبل أن اطلب منه، يعطيني النافع الصالح لي. ومنذ وضعت نفسي في يده لم أعد أطلب من العالم شيئًا.. وهكذا استرسل الشاب نظير في روحانياته وتأملاته العميقة إلي أن قال. حدث في تلك الليلة والتي وضعناها من ضمن كتاب انطلاق الروح "أناس قد كرسوا كل حياتهم لله فكانت كل دقيقة من أعمارهم تنفق في الخدمة.. وهكذا كانوا يعتبرون الخدمة الروحية عملهم الرئيسي ويرون باقي أعمال العالم أمورًا ثانوية.. ومما قاله في ختام كتابه الذي ضم الكثير من ألوان الشعر: كسبت العمر لا جاهٍ.. وقد ختم كتابه هكذا: أنا في البيداء وحدي.. |
||||
14 - 07 - 2014, 12:59 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الأنبا شنوده المعلم - المقدس يوسف حبيب
الراهب الشاب أبونا أنطونيوس السرياني
الرهبنة الحقيقية: جاء في مجموع القوانين أن الرهبنة هي:
ذات يوم في أيام الصيف سنة 1954 ودَّع الشاب نظير كل شيء في العالم وخرج منه باختياره حاملًا القليل من كتبه وملابسه. كان معه اثنان تصادف ركوبهما معًا في أتوبيس الطريق الصحراوي إلى "الرست" Rest House. استراح الثلاثة قليلًا ثم انطلقوا سيرًا على الأقدام متجهين صوب دير السريان، ولم يعلما أن نظيرًا إنما كان قد عقد العزم على أن يستقر في الدير، وكانت زيارة الاثنين خاطفة لمدة يومين. كان الشاب نظير سبق أن تدرب على أمور كثيرة للترهب عن محبة متدفقة لا تستطيع سيول كثيرة أن تطفئها -لا عن اضطرار وهروب من العالم- كان يتردد كما قلنا على الدير في الإجازات وفي أوقات كثيرة حتى في الأعياد، وكان يمارس في العالم عبادات كثيرة، ولذلك لم تكن الحياة داخل أسوار الدير مستغربة لديه. دخل الدير وكانت فرحته بالرهبنة كبيرة وأخذ يجهد نفسه في عبادات حارة، وفي أصوام وصلوات واطلاع متصل في الكتب المقدسة.. وفاح عبير نسكه وتقشفه فلم تنقض إلا فترة قصيرة حتى سيم راهبًا باسم الراهب أنطونيوس وكان ذلك في 18/7/1954. وكان إنجيل القداس الذي تلي هو إنجيل القداس الذي سمعه القديس الأنبا أنطونيوس، (إن أردت أن تكون كاملا اذهب بع كل مالك وتعال اتبعني حاملًا الصليب، ويبدو أنه من هنا جاءت تسمية الشاب نظير بالراهب أنطونيوس. وهكذا كما كان ناجحًا في العالم كان ناجحًا في الرهبنة. وكما قلنا مرارًا كثيرة في كتاباتنا أن أديرة الرهبان كانت معاهد ممتازة للتدريب على القداسة يتخرج فيها فطاحل القديسين الممتازين والمتبحرون في العلوم الدينية فقد انخرط في سلك الرهبنة الجزيل الشريف القديس أرسانيوس معلم أولاد الملوك،والقديس كيرلس الكبير عمود الدين الذي تتلمذ سبع سنوات لدى القديس سيرابيون الحكيم ببرية القديس مكاريوس. وقلنا إنها لم تكن فرارًا من ضيق الحياة أو الاضطهادات والشدائد والأتعاب أو لمتعطل يتخذها ملجأ وملاذًا أو لراغب في رتبة كهنوتية يشتاق إليها وهو في العالم ولا يستطيع الوصول إليها.. لكن هي على النقيض من كل ذلك، هي محبة متدفقة غامرة كالسيل الجارف لا يستطيع أي كائن منعها - هي محبة كل القلب ومن كل الفكر ومن كل القوة لا تستطيع أن تجد لها مكانًا إلا بالجلوس كل حين مع الرب يسوع. الرهبان الحقيقيون يموتون عن العالم فلا يكون للعالم مكان عندهم. ولذلك فإن طقس إقامة الراهب لا يؤدى عبثًا إذ ينطرح أرضًا ويصلون عليه صلاة الموتى نفسها -هم قوم أماتوا أهواء القلب والفكر، كما تموت حبة الحنطة المدفونة في أعماق الأرض لنأخذ حياة جديدة مثمرة- إن في ذلك محبة حقيقية للمسيح، باذلة مضحية تعلو بالنفس إلى أسمى مقدار وتسمو بها عن المادة وتربأ بها عن الضلال. استمر في الرهبنة في دير السريان من سنة 1954 إلى سنة 1962 من هذه المدة بعض الوقت في دير أنبا صموئيل وبعضه في المقر البطريركي - وفي هذه الثماني سنوات كان يزداد استمرارًا في النسك وإمعانًا في العمق وانطلاقًا في العبادة وتفتيشًا في المخطوطات والكتب المقدسة وتعمقًا في دراستها. ساعده في ذلك صفاء ذهنه وتوقده، وعمق تفكيره وبعده عن السطحية وتذويبه المشاغل والمعوقات في بوتقة البرية المقدسة ليتوفر على الدراسات الرفيعة في كل فروع المعرفة. ولما تبلورت أعماله الفذة في هذه الثماني سنوات أظهرت ما كمن من مواهبه وأبرزت ما خفي من فضائله لتعد الطريق أمامه للمنصب الكبير والعمل الخطير الذي ينتظره. عندما عمل أمينًا للدير بعض الوقت كان مثاليًا فتقدم رهبان البرية بقدوته المثلى وبمشورته النافعة، فضلًا عن ذلك فإنه لم يكتف بأن يحيا حياة الرهبنة العادية فحسب بل مارس حياة التوحد. |
||||
14 - 07 - 2014, 01:01 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الأنبا شنوده المعلم - المقدس يوسف حبيب
ممارسة الراهب أنطونيوس: حياة التوحد في قلب الصحراء
ذكر القديس ماراسحق المتوحد أنه توجد رتب في عبادة الله تبارك اسمه وهذه الرتب هى: الأولى - العلمانيون الأتقياء الأبرار. الثانية - الرهبان. الثالثة - المتوحدون داخل الدير ويحفظون سكون الأسابيع ويخرجون إلى المجمع في يوم الأحد الرابعة - المتوحدون المنفردون بالكلية في الجبال والبراري. الخامسة - السواح. يقول القديس مكاريوس الكبير عن الوحدة: "مجد الوحدة غير محدود وفرحها هو الله.. غذاؤها الصبر وخدمتها الكاملة هي الطهارة، وفرحتها هو الاتضاع، هي التي لا يفسدها سوس ولا يتدنس لها ثوب لأنها ساكنة في الطهارة.. (كتاب حياة الصلاة). ويقول القديس مار اسحق المتوحد: "السكون يصلح جدًا لعمل الله ولأجل هذا القديسون قبضوا حواسهم أولا عن العالم وبعد ذلك اهتموا باستعداد القلب لعمل الله الخفي لأنه إن لم يرتبط الجسد أولًا بعمل الفضيلة لا يتفاوض الفكر بفلاحة الفضيلة لأن منه يقتنى ذهنًا مجموعًا وضميرًا هادئًا وأفكارًا غير مضطربة بمناظر العالم". إن حياة الوحدة حياة عنيفة وشاقة لأنها بعيدة عن مجمع الرهبان - فالمتوحد معرض للمرض والتعب وليس من يعتني به. كما يحتاج إلى التنقل في قلب الصحراء إلى الدير لجلب ما يلزمه من مأكل ومشرب فضلًا عن ذلك فهو عرضة لمواجهة الوحوش المؤذية والحشرات السامة التي لا تخلو منها الصحراء فإذا لم يكن المتوحد جبارًا في محبته لله وإيمانه فكيف يستطيع أن يثبت في مغارته أو يستقر في خلوته إذا رأى ذئبًا يرعبه أو حشرات سامة تهدده. من أجل هذا قليلون هم الذين يثبتون في الوحدة لأنه لا يستطيع أن يثبت فيها كما قلنا إلا كل جبار قوى في إيمانه لأن الله هو الذي يحيى ويميت وهو الذي به نحيا ونتحرك ونوجد. وحدث مرة أن كان أبونا أنطونيوس (غبطة البطريرك الحالي) سائرًا في البرية رافعًا نظره إلى السماء في تأملات طويلة ثم وقف وقفة قصيرة في قلب الصحراء، وما أن نظر إلى أسفل حتى وجد حية كبيرة قريبة منه، فابتعد عنها وكان هذا بأمر من الله الذي بيده نفس كل حي. مرة أخرى كان قد ترك مغارته في الصحراء فترة من الزمن وعاد إليها ليفتح الباب وكانت صعوبة بالغة في فتحه، وما أن أراح يده قليلًا وترك الباب حتى رأى عقربًا كبيرًا بجوار الباب.. إن هذه الأمور تبين لنا أن المتوحد لابد أن يتعرض كثيرًا لمثلها، لذلك قلت أن الرهبان كثيرون أما المتوحدون فقليلون - وعدد المتوحدين أربعة هم: (1) الراهب عبد المسيح الحبشي قضى أكثر من ثلاثين عامًا في قلب الصحراء متوحدًا، هو أبو المتوحدين ومعلمهم ورائدهم الأكبر، أحب التوحد والتأنس بالوحوش - الوحوش لا تضره بل تأتى فتأنس إليه، كما كانت تزور القديسين القدامى وتطلب هي أيضًا شفاءها من أمراضها، كما قدم إلى القديس مكاريوس الإسكندري الضبع - وإذا نام في الصحراء فأنه يضع دائرة على الرمل ويصلب عند أركانها الأربعة على الرمل - فتأتى الوحوش إلى علامة الصليب وتقف، لأنه غير مأذون لها أن تقترب من أحباء الله المختارين. حقًا ما قاله الكتاب المقدس: تدوس الحيات والعقارب وتسحق الأسد والتنين، وفي صلاة الشكر يقولون ".. لأنك أنت الذي أعطيتنا السلطان أن ندوس الحيات والعقارب". (2) المتنيح البابا كيرلس السادس، الرب ينيح نفسه في أحضان آبائنا القديسين إبراهيم وإسحق ويعقوب. (3) القمص متى المسكين رئيس دير القديس مكاريوس وهو جبار عظيم في الروحيات وفي قداسة السيرة وطهارة الحياة وغزارة العلم والتقوى وتمتاز كتبه الكثيرة بالعمق في كل فروع المعرفة. (4) بطريركنا المعظم الأنبا شنودة. مارس حياة التوحد وكان يحمل إلى مغارته مجموعات الكتب المقدسة حيث يعكف على الدراسة إذ يقضى في خلوته أوقاتًا طويلة ولاسيما أوقات الصوم كعادة الآباء القديسين العظام وقد شابه في ذلك القديس أرسانيوس الكبير معلم أولاد الملوك فإنه لما خرج من العالم إلى البرية سمع نداءين: الأول "فر واهرب من الناس وأنت تحيا". الثاني "اهرب، احفظ السكون، عش حياة التأمل في السكون لأن هذه هي الأمور التي تحفظ الإنسان من الخطية". وقد فسر أحد الشيوخ القدماء هذين النداءين فقال: (أنظر كتابنا القديس أرسانيوس ص 42). أن النداء "فر واهرب من الناس وأنت تحيا" وراءه هذا المعنى وهو أنه إن أردت أن تخلص من الموت الكامن في الخطية وأن تحيا الحياة الكاملة في الصلاح اترك ممتلكاتك وعائلتك ووطنك وارحل إلى البرية، إلى الصحارى والجبال، إلى الرجال القديسين واتبع معهم وصاياي وأنت تحيا حياة النعمة والمقصود من النداء الثاني: "اهرب، الزم السكون، عش حياة التأمل في السكون "أنك لما كنت في العالم مسوقًا بمشاغل الأمور التي تجرى فيه أخرجتك منه وأرسلتك للسكنى مع الرهبان، حتى بعد فترة من السكنى في مجمعهم تستطيع أن تسمو باتباع وصاياي بانطلاق وتأمل في السكون. والآن إذ قد تدربت التدريب الكافي فيما يتعلق بالنداء الأول تستطيع أن تنأى عن الدير (مجمع الإخوة) وتدخل إلى الوحدة في قلايتك، تمامًا كما انطلقت من العالم ودخلت إلى الدير. احفظ السكون، إذ قد دخلت إلى الوحدة فلا تعطى فرصة للزائرين أن يأتوا إليك وبذلك تجنى ثمار السكون والتأمل، كما انه بالنظر والسمع والحديث مع الزائرين الذين يأتون إليك تطيش الأفكار فيك فتنقلك بعيدًا أو تشتت تأملاتك وسكوتك.. ولقد كتبنا الكثير عن آباء الكنيسة القديسين من القدماء الذين تركوا العالم وصاروا أعمدة في الكنيسة الواحدة الجامعة، وخُيِّل للبعض أن الكنيسة بدأت تقفر من أمثالهم من الحديثين فتطغى السلبية، أو أنه قد أصابها ما يشبه العقم فإذا هي عاقر لا تنجب من لهم القدرة على خلق المواهب وبعث النشاط وتدعيم الشخصية الإيجابية في الأفراد والجماعات ورعاية الشعب الرعاية المثلى. نعم كان يخيل للبعض أن هذا الزمان شرير، لن نرى فيه من له هذه القدرة الخارقة، أو يمتاز بالعبادة الحسنة الصادقة. لقد جنى الأنبا شنودة ثمار توحده النادر البعيد المثال فاكتسب القدرات التي جعلته أجدر ما يكون على القيام بما يتطلبه مركزه الخطير من مهام جسام، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.وما أن تبوأ قداسته كرسي مار مرقس حتى أخذ يحيى فينا الآمال الكبار ويجدد العهود ويحطم القيود، فهو على مستوى عالمي له القسط الأكبر في تحرير التفكير الديني وتنقية القلوب من الشوائب. إن نشاطه الروحي الغزير ظاهر لدى كل إنسان فيكفى أن يُرى قداسته في اجتماع ما فتدب فيه الحياة والنشاط. وأنك لترى بعينيك كيف فعل بشيطان التهاون والتواني في اجتماعاته المتعددة وفيها كل يوم ألوان شتى من محاسنه، فيفر من قدام وجهه صريعًا، وهكذا كل من عمل وعلم يدعى عظيمًا في ملكوت السموات وإن اختلفت النجوم في سماء المعرفة والأعمال الصالحة المرضية. ولعل أصدق ما نستطيع أن نصف به أعماله قبل توليه الكرسي البطريركي أن نقول أنها أعمال مجيدة لا يقدر أن يأتيها إلا مصلح من أعلم الممتازين في نقاء فكره وصفاء ذهنه يكون قادرًا على أن يستجمع قواه في خلوته بعيدًا عن الانعزالية والأنانية نشيطًا لأعلى درجات النشاط، وفي الوقت نفسه عابدًا حسن العبادة، كثير الشغف بالمعرفة الروحية لنفع الآخرين بدون تمييز، وتخليص النفوس من مخالب الشيطان لأن المحبة المسيحية لا تعرف حدودًا بل انطلاقًا، ومن يعرف أن يعمل حسنًا ولا يعمل فهذه خطية. قد توفرت كل هذه الصفات في قداسة الأنبا شنودة ومصداق ذلك ما نراه جميعًا من اطلاعه الواسع على الكتب المقدسة وانطباق ما يدعو إليه على أعماله التي تثمر كل يوم ثمرًا عجيبًا هائلًا كروضة تأنى ثمارها. إنه بعلمه وعمله وجهاده منار مرفوع أو سراج موضوع يستضيء به ألوف الناس في كل وقت، بل هو صاحب مدرسة روحية نازلة من السماء لا تعرفها جميع أنحاء الكرازة المرقسية فحسب بل جميع أهل العلم والأدب والدين في العالم لأن مواهبه الفريدة وأنشطته المتعددة تظهر أنوارًا قوية من النعمة والبر. وهو أيضًا سفير المسيح الحامل لإنجيله، المفسر لتعاليمه بما لا يدعو مجالًا لباطل يعتريها، أو غموض في استجلاء معانيها مع القدرة على إثارة الحوافز المعنوية في نفوس سامعيه فتدفعهم إلى اتباع الوصايا ومداومة العبادة وتنقية الفكر والأعمال الحسنة. لقد حان الوقت أن يقطف المستقيمون من هذا الثمر فلم يقض القديسون السنين الطوال في جوف الصحراء عبثًا ولم يفعلوا ذلك حتى يخلصوا أنفسهم وحدها بل ليضيء الله للعالم بواسطتهم متى شاء وأن العالم ليقصر عن أن يذكرهم أو يشيد بأعمالهم. ففي كل موعظة أو محاضرة جديد مبتكر وعلم غزير مع الإلمام التام بالتاريخ المقدس واستخلاص المعاني الفريدة التي يستفيد منها الناس في الدين والدنيا. ألقى محاضرة في نقابة الصحفيين لما كان أسقفًا (في سنة 1966 قيد عضوًا بنقابة الصحفيين بوصفه رئيسًا لتحرير مجلة مدارس الأحد ومجلة الكرازة.) حضرها أكثر من 7000 نفس من كبار الفكر وغيرهم، طبعت ونفذت النسخ المطبوعة بعد ظهورها بساعات، وفي محاضرة حديثة للأنبا شنودة بنقابة الصحفيين بتاريخ 5 ديسمبر 1971 حضرها حوالي 20 ألف مواطن وجمعت الكثيرين من رجال الفكر وأرباب القلم وذوى المناصب في الدولة، وهكذا يتمجد الله - هكذا فليضيء نوركم قدام الناس فيروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السموات. لابد أن يأتي يوم تعلن فيه في هذا الدهر أو في اليوم الخير أعمال القديسين. نعم من مبلغ إلينا تفاصيل ما تمخضت به السنون الطوال التي قضاها أنبا انطونيوس أبو الرهبان أو القديس أرسانيوس الكبير معلم أولاد الملوك أو غيرهما؟ تبارك الله، أينما حل الأنبا شنودة بطريركنا المعظم حل المشكلات وشرع يقيل الشباب من العثرات ويجنب المسترشدين وجميع السائلين ما قد يتعرضون له من أزمات ويبين أفضل الطرق فلا يتردون في مهاوي الزلل أو الانزلاق.. وهكذا بما يبذله من عصارة ذهنه وروحه في مواعظه ومؤلفاته، وكتاباته، وندواته ومناقشاته، ودروسه واجتماعاته، وبما يطالعنا به كل يوم من خلال إخلاصه وتضحياته، وبصلاته وبركاته ربحت الوزنات أكبر الأرباح وعكست شخصيته الصافية تلك الأنوار الساطعة الكشافة فارتفعت القيم الروحية وتمجد الله في السموات. وفي مؤتمر جينيف الذي جمع كبار لاهوتي العالم للتقريب بين المذاهب المسيحية أمكنه أن يناقش ويحدد دون أن يسبب البعض الزلل أو يشعل نار المجادلة وإذ المؤتمر يسفر بعد الأبحاث العميقة بين فطاحل العالم على نص يصوغه أسقف التعليم المصري غبطة البطريرك الحالي لملايين المسيحيين في شتى أنحاء العالم ليعرض على جميع الرئاسات الدينية لتقول فيه كلمتها. |
||||
14 - 07 - 2014, 01:02 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الأنبا شنوده المعلم - المقدس يوسف حبيب
إلهام من الله برسمه أسقفًا للتعليم في يوم الاثنين 24/9/1962 طلب غبطة البطريرك المتنيح أنبا كيرلس السادس إلى نيافة الحبر الجليل أنبا ثوفيلس أسقف دير السريان أطال الله حياته أن يدعو القمص أنطونيوس السرياني للحضور إلى القاهرة، ونفذ الأسقف طلب الآب البطريرك ومضى إلى القاهرة ومعه الأب القمص أنطونيوس، وبعد حديث ليس بطويل مع غبطة الآب البطريرك الراحل، رفع يده بالصليب على رأسه وهنأه بترقيته للأسقفية واختار له اسم "أنبا شنودة" وكانت مفاجأة وهكذا أتته السقفية ولم يسع إليها أو يفكر في الحصول عليها. وفي صبيحة الأحد 30/9/1962 احتفل بالكاتدرائية المرقسية الكبرى برسامة القمص أنطونيوس أسقفًا للإكليريكية والتعليم الكنسي والتربية الدينية، واشترك في حفل الرسامة أصحاب النيافة مطارنة الشرقية والمنوفية والغربية والجيزة وبنى سويف وأسيوط والبلينا الخرطوم، وأساقفة أديرة السريان والأنبا بولا. |
||||
14 - 07 - 2014, 01:03 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الأنبا شنوده المعلم - المقدس يوسف حبيب
مداومته على الوعظ والتعليم ولا شك أن أسقفيته كانت بإلهام وبأمر من الله،وكأن الرب أراد إظهار مواهبه الخفية المتألقة فجاء اختياره أسقفًا للتعليم الكنسي وقد دأب على الوعظ والتعليم وحسبنا في ذلك شدة تلهف الناس لسماع عظاته التي يلقيها في الكاتدرائية بالعباسية ورغم اتساعها لابد لكي تسمع عظاته أن تحضر قبل إلقائها بزمن طويل. إذا تكلم أفحم وأبهت الجميع، وإذا شرح أوفى الشرح وإذا فسر أجاد، تأتيه العبارات سلسة رائعة حتى في الأمور اللاهوتية من أقرب طريق - بينات كالشمس، وموهبة الوعظ والتعليم عنده موهبة أصيلة هو شاعر مطبوع وخطيب مفوه وأديب مبدع، يجرى قوله مجرى الحكم الفصل ورأيه مجرى القانون الصريح. أراد الرب أن يخرجه من عزلته ووحدته ليعظ بالإنجيل ويتكلم، فيهرع إلى عظاته الروحية العذبة الألوف، ومن الشباب مئات غيروا طرقهم من ارتياد أماكن اللهو وارتضوا بالرياضة الفضلى وتدربوا التدريب الروحي، يستمعون في نهم وشوق عجيبين وكانت نسبة من يحضر منهم مثل هذه الاجتماعات ضئيلة فتحولت بكلام النعمة المتدفق من فيه إلى الأغلبية المطلقة فهو إذا تكلم ألم بالموضوع من جميع أطرافه حتى لا يكاد يجد آخر مزيدًا من النقاط في الموضوع الذي تحدث فيه،وهو في ذلك مدقق جدًا بصورة تدعو إلى الإعجاب. وإذا قام بمراجعة كتاب -عندما كان راهبًا- كان يتعب ذاته في مراجعته أكثر من تعب مؤلفه وكان يجوب المدن في الوجهين البحري القبلي يعظ بالإنجيل ويطوف الكنائس في أغلب البلدان منذرًا ومعلنًا ومرشدًا. |
||||
14 - 07 - 2014, 01:03 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الأنبا شنوده المعلم - المقدس يوسف حبيب
اهتمامه بالكلية الإكليريكية عين لأول مرة أسقفًا للإكليريكية وما أن تسلم مهام مركزة حتى عمل على رفع مستواها واهتم بالتعليم فيها وشدد في أمر الالتحاق بها، وكان يلقى بعض المحاضرات على الطلبة بنفسه. وكانت المدرسة اللاهوتية بالإسكندرية قديمًا هي التي غالبًا ما يتخرج منها البطاركة. وذكر المتنيح القس منسى يوحنا في كتابه تاريخ الكنيسة "هذه هي المدرسة اللاهوتية التي امتد فضلها إلى كل الأصقاع وانتشر نورها في كل مكان وكفاها فخرًا أن يخرج منها فطاحل بابوات الإسكندرية وحماة البيعة المقدسة.. ومن دلائل عظم شأنها أن منصب رئيسها لأهميته كان يلي المنصب البطريركي في الرتبة وكل البطاركة انتخبوا من رؤسائها".. وهكذا يعيد التاريخ نفسه فأرسلت السماء إلينا الأنبا شنودة أسقف الإكليريكية. كان القديس يسطس البطريرك السادس والقديس أومانيوس البطريرك السابع والقديس مركيانوس البطريرك الثامن والقديس يوليانوس البطريرك الحادي عشر والقديس باروكلاس البطريرك الثالث عشر، والقس بطرس السابع عشر خاتم الشهداء.. وغيرهم كانوا من مدرسة اللاهوت بالإسكندرية. مؤلفات قداسته كان رئيسًا لتحرير محلة مدارس الأحد، كتب فيها لسنوات طويلة مقالات في شتى النواحي الدينية. واصدر العديد من الكتب، مثل انطلاق الروح، مفهوم الخلاص، الزيجة الواحدة، الوصايا العشر، حياة الشكر، حياة التكريس.. وفضلًا عن الكتب التي أصدرها محاضراته وعظاته وإن كل محاضرة يقوم بإلقائها في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية وحدة متكاملة وكلها آية في الإبداع،فنراه يحضر للكاتدرائية ويكون في انتظاره طابور ممن يحملون أجهزة تسجيل، وقد طبعت الإسكندرية كتاب لك يا بنى عما سجل من محاضراته التي ألقاها بكنيسة المندرة. له في كل أسبوع كتاب قيم نافع، وليت كل محاضراته وعظاته وأشرطة التسجيلات الكثيرة تطبع تباعًا، فهي ثروة روحية عظمى كلما نشرت تظهر منها ألوان جديدة من الفوائد وأثناء أسقفيته رأس تحرير مجلة الكرازة الغراء. |
||||
14 - 07 - 2014, 01:04 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الأنبا شنوده المعلم - المقدس يوسف حبيب
مجلة الكرازة هذه المجلة رأس تحريرها وكتب فيها بنفسه المقالات الرئيسية معلمًا ومنذرًا ومبينا للشعب تعاليم الإنجيل الفضلى كما أرادها السيد المسيح فكتب عن الرعاية والرعية واختيار الأساقفة والاشتراكية المسيحية والزواج في المسيحية ومخالفة الطلاق لنصوص الإنجيل، والتزام القضاء به في الأحوال الشخصية.. وعن وحدة الكنائس.. إلى غير ذلك. هي مصدر إشعاع لجمهور المتعلمين والمثقفين وكافة المؤمنين. ويضيق المجال عن ذكر ما جاء بها ويمكن الرجوع إليها. زار بلاد كثيرة في الجمهورية وخارجها. حضر افتتاح كلية اللاهوت بلبنان، ألقى خطبته الجامعة بحضور الرئيس شارل الحلو رئيس الجمهورية في ذلك الوقت،وحضر مؤتمر جنيف وتحدث فيه عن وحدة الكنائس. هذا وقد استبشرت الكنيسة والشعب بإعادة صدورها خيرا لتتبوأ مكانتها في القمة، وبفارغ الصبر ينتظر الكثيرون الاستفادة من المواضيع القيمة التي يدمجها محررو هذه المجلة وعلى رأسهم حضرة صاحب الغبطة البابا المعظم أنبا شنودة، أدام الله حياته سنين عديدة وأزمنة سالمة مديدة. |
||||
14 - 07 - 2014, 01:05 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الأنبا شنوده المعلم - المقدس يوسف حبيب
اختيار السماء أنبا شنودة بطريركًا
بعد نياحة الآب الطوباوى القديس أنبا كيرلس السادس في 9/3/1970، صدر في 11 /3/1971 القرار الجمهوري رقم 384 لسنة 1971 بتعيين الأنبا أنطونيوس مطران سوهاج قائمًا مقام البابا، حتى يتم انتخاب البابا البطريرك. ولما أراد المجمع المقدس أن يختار بطريركًا للكنيسة دون الالتجاء إلى الانتخابات كان الأنبا شنودة صاحب أكثر الأصوات في المجمع. ولما رؤى تنفيذ لائحة انتخاب البطريرك وأجريت الانتخابات كان واحد من الستة الذين رشحوا للكرسي المرقسي. ولما أعيدت التذكيات كان واحدًا من الستة ثم صار واحدًا من الخمسة في عملية التصفية الأخيرة. وفي يوم الجمعة 29/10/1971 الذي كان معينًا للانتخابات طلعت علينا النتيجة الآتية: وكانت الكنيسة أعلنت عن صوم انقطاعي في ذلك اليوم كما أعلنت كنائس كثيرة عن الصوم والصلاة لمدة ثلاثة أيام. الأسقف الأنبا صموئيل 440 صوتًا. الأسقف الأنبا شنودة 423 صوتا. الأسقف الأنبا تيموثاوس المقاري 306 صوتًا. الأسقف الأنبا باسيليوس 212 صوتًا. الأسقف الأنبا دوماديوس 164 صوتًا. وفي يوم الحد 31/10/1971 أجريت القرعة الهيكلية بين الثلاثة الأولين الحائزين لأكثر الأصوات. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|