|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما بين الصلاة والفتور عندما نتكلم عن الصلاة.. يكون كلام شامل كل أنواع الصلاة: *الصلاة القلبية. *الصلاة الجماعية. *الصلاة الفردية بالأجبية. ويحضرني بعض الأسئلة التي أريد أن أوجهها لكل واحد منَّا: *ما هو تقيمك الشخصي للصلاة؟ *ما هو مركز الصلاة (الصلة بينك وبين الله) في حياتك؟ *هل هي مجرد معونة لك في وقت الضيق.. تلجأ إليها (حينما تحتاج) إلى الله؟ *أم هي فرض عليك إذا لم تؤده تشعر بتأنيب الضمير لمجرد التقصير؟ *هل هي غذاء روحي لازم لك.. إن لم تتناوله تفتر في حياتك الروحية؟ *أم هي متعة، تشعر بحلاوة مذاقها، فتنسى الدنيا وكل ما فيها، وتود لو طال لك الوقت في الحديث مع الله؟ تعالوا بنا نناقش هذه الأسئلة، ونرى بداية.. ما هو تقييمي الشخصي للصلاة؟ فعلى حسب تقييمي يكون مستوى روحانياتي.. أي مستوى علاقتي مع الله.. *هل أنا دائم الالتصاق به.. أم أعرف الله في بعض المناسبات؟ *هل الصلاة هي غذاء لروحي وشبع لحياتي، ولذلك تصبح ضرورة من ضروريات الحياة لا استغناء عنها؟ *هل الصلاة بالنسبة لي هي غذاء الروح الذي أحرص على تناوله لتغذية الروح كما أحرص على تناول أطعمة الجسد لتغذية الجسد؟ *هل أربي روحي كما أربي جسدي؟ *هل روحانياتي في ازدياد مستمر كما الجسد أيضًا؟ *هل حينما تمرض الروح أعالجها كما أعالج الجسد في حالة مرضه؟ وأقصد هنا مرض الروح أي (الفتور الروحي). *عندما تفتر حياتي الروحية.. هل أجلس وأنقب داخل نفسي لكي أكتشف ما هو السبب؟ ولماذا مرضت؟ وما هو سبب المرض؟ ما الذي أدى بي إلى هذه الحالة؟ *لماذا بردت روحي وبعدت عن الله؟ هل أتركها حتى أسمع القول الذي قيل لملاك كنيسة اللاودكيين: "أنا عارِفٌ أعمالكَ، أنَّكَ لستَ بارِدًا ولا حارًّا. لَيتَكَ كُنتَ بارِدًا أو حارًّا! هكذا لأنَّكَ فاتِرٌ، ولستَ بارِدًا ولا حارًّا، أنا مُزمِعٌ أنْ أتقَيّأكَ مِنْ فمي" (رؤ3: 15- 16)؟ *هل الصلاة لها مركز أو ترتيب في أولويات حياتي؟ أم هي شيء أمارسه وقت الحاجة له أو وقت الفراغ؟ *هل أصلي لاحتياجي للصلاة؟ أم يدخل في داخلنا الفكر الغير مسيحي وهو أن الصلاة فرض وضع علينا يجب أن نتممه؟ علاقة حب: *الصلاة هي علاقة حب.. إذا لم تُمارس من خلال هذا الفكر الروحي لا يكون لها أي فائدة، ولا أتمتع بها ولا أذوق حلاوتها. علاقة الإنسان بالله: *الصلاة هي علاقة الإنسان بالله.. هي الغداء المستمر للروح، والصلاة هي التي تؤدي إلى التوبة المستمرة.. فالإنسان في صلاته يرجع إلى الله، ويجدد العلاقة التي قد تكون تشوهت بينه وبين خالقه عن طريق سقوطه في بعض الخطايا. *بالصلاة تعاد هذه العلاقة، وكما يقول أحد القديسين: "إذا كان الإنسان يظن أنه يوجد باب آخر للتوبة غير التوبة فهو مخدوع من الشياطين". مركز الله في حياتي: *الصلاة تعبّر عن مدى اهتمامي بالله، ومدى مركز الله في حياتي،هل له أهمية فأضعه في أول حياتي.. أم يأخذ دوره في وسط المشغوليات الكثيرة التي يهتم بها كل منَّا؟ سلّم إلى السماء: إذا الإنسان استطاع أن يعرف قيمة الصلاة الحقيقية.. فسوف يصل إلى مذاقة حلاوة الرب والعشرة معه.. فهو السلم الذي نتسلقه لنصل به إلي السماء. العِشرة مع الله: *الصلاة هي الطريق الذي نصل من خلاله إلى العشرة المستمرة والحضور المستمر مع الله. النَفس الذي أتنفسه: *فالصلاة تعتبر مثل النَفَس الذي أتنفسه.. فنجد كثيرًا من الآباء القديسين دخلوا في تدريبات روحية عميقة في صلاة يسوع، حتى وصلوا للصلاة الدائمة التي أصبحت مع كل نَفَس يتنفسه.. وأصبحت "صلاة يسوع" جزء لا يتجزأ من حياته.. لا يستطيع أن يمضي عليه أي وقت حتى لو دقيقة واحدة ولا يذكر فيها اسم السيد المسيح.. فوصلوا بهذه الطريقة إلي الصلاة الدائمة، وإلى العِشرة المستمرة مع الله، وبالتالي أصبحت حياتهم كلها توبة مستمرة، وتمتعوا بالوجود الدائم مع الله وهم على الأرض. *أما إذا اتخذنا الصلاة على أنها فرض.. فسوف يكون تنفيذها نابع عن ممارسة عادية وليس عن حب.. نابع عن تتميم فرائض لأجل الهروب من العقوبة وليس عن اشتياق قلبي. *نحن لا نُصلي لأجل عقاب ينتظرنا لو لم نُصلي.. بل نُصلي إلي حبيب قلوبنا جميعنا السيد المسيح ملكنا الحقيقي الحنون.. الذي يستجيب لنا حينما ندعوه.. الذي عندما نطلبه نجده.. الذي يعرف ما نحتاج إليه دون أن نطلب.. الذي يقف على بابنا يقرع باستمرار يريد دخول القلب. *فمَنْ استيقظ وفتح الباب له يدخل عنده ويملئ القلب بالفرح والبهجة والسلام والمحبة وطول البال.. وتحّل عليه ثمار الروح القدس.."وأمّا ثَمَرُ الرّوحِ فهو: مَحَبَّةٌ، فرَحٌ، سلامٌ، طولُ أناةٍ، لُطفٌ، صَلاحٌ، إيمانٌ، وداعَةٌ، تعَفُّفٌ. ضِدَّ أمثالِ هذِهِ ليس ناموسٌ" (غل5: 22 -23). *أما مَنْ يرفض فتح باب قلبه لله ويقول مع عروس النشيد "قد خَلَعتُ ثَوْبي، فكيفَ ألبَسُهُ؟ قد غَسَلتُ رِجلَيَّ، فكيفَ أوَسخُهُما؟" (نش5: 3)،ويملك الكسل والتهاون علي حياته.. فسوف تمر به الأيام، وعندما يقوم ليفتح الباب سوف يقول أيضًا:"حَبيبي تحَوَّلَ وعَبَرَ. نَفسي خرجَتْ عِندَما أدبَرَ. طَلَبتُهُ فما وجَدتُهُ. دَعَوْتُهُ فما أجابَني" (نش5: 6). تعالوا بنا ننظر إلى آباءنا القديسين، ونسألهم: لماذا كنتم تطيلون أوقات الصلاة؟ نسمعهم جميعًا يقولوا لنا: "لأن وقت الصلاة كان بالنسبة لنا هو أمتع وقت نقضيه في حياتنا.. كنا لا نستطيع أن نقطع علاقتنا بالله وتمتعنا بعشرته ووجوده معنا لكي نعمل أي عمل آخر.. فكلما نطيل الوقت بقدر الإمكان.. نتمتع بوجودنا في حضرة الله أكثر وقت ممكن". ولذلك تحولت الصلاة بالنسبة لهؤلاء الآباء إلى عشرة قلبية.. يشتهوا أن يقفوا مع الله طول الوقت. نرى القديس الأنبا أرسانيوس مُعلِّم أولاد الملوك.. كان يقف يُصلي رافعًا يديه من وقت غروب الشمس وتضئ في ظهره.. إلى أن تشرق اليوم التالي ويراها تضئ في وجهه.. وهو لا يمل ولا يشعر بالتعب ولا طول الوقت.. وذلك لأن الصلاة تحولت إلى شهوة قلبية وليس إلى واجب أو فرض يفرض علينا عن طريق أب الاعتراف.. أو نقول لازم نعمل كده لكي يرتاح ضميرنا!! هيا بنا اليوم نقف وقفة حساب مع النفس ونقول: "إنَّها الآنَ ساعَةٌ لنَستَيقِظَ مِنَ النَّوْمِ، |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ما بين الصلاة والفتور القمص بطرس البراموسي |
الخدمة والفتور |
التهاون والفتور |
الحرارة والفتور |
الحرارة والفتور |