شهادة القديس إكليمندس الإسكندري لوحي الإنجيل إكليمندس الأسكندري (150-215 م.): مدير مدرسة الإسكندرية اللاهوتية وتلميذ العلامة بنتينوس ومعلم كل من العلامة أوريجانوس وهيبوليتوس، وكان واسع المعرفة بالأدب والفلسفة ودارسًا للأسفار المقدسة، ويصفه يوسابيوس القيصري بأنه "كان متمرسًا في الأسفار المقدسة (119)"، وينقل عن كتابة وصف المناظر Hypotyposes" أنه استلم التقليد بكل دقة من الذين تسلموه من الرسل، فقد كان هو نفسه خليفة تلاميذ الرسل أو كما يقول عن نفسه انه "التالي لخلفاء الرسل" (120)، "ويعترف بأن أصدقاءه قد طلبوا منه بإلحاح أن يكتب من أجل -الأجيال المتعاقبة- التقاليد التي سمعها من الشيوخ الأقدمين (121)" وذلك باعتباره أحد خلفائهم. وينقل عنه قوله عن معلميه الذين استلم منهم التقليد "وقد حافظ هؤلاء الأشخاص على التقليد الحقيقي للتعليم المبارك، المسلم مباشرة من الرسل القديسين بطرس ويعقوب ويوحنا وبولس، إذ كان الابن يستلمه عن أبيه (وقليلون هم الذين شابهوا آباءهم)، حتى وصل إلينا بإرادة الله لنحافظ على هذه البذار الرسولية (122)". ويبين لنا وحدة أسفار الكتاب المقدس بعهديه، القديم والجديد، ككلمة الله بقوله "لدينا كمصدرًا للتعلم: الرب، وكل ما كتب بواسطة الأنبياء، والإنجيل، والرسل المطوبين (123)". واقتبس واستشهد بجميع أسفار العهد الجديد، حسب ما جاء في مجموعة "أباء ما قبل نيقية – ANF" (124)، حوالي 1433 مرة، منها 591 مرة من الإنجيل بأوجهه الأربعة و731 مرة من رسائل بولس الرسول و111 مرة من بقية أسفار العهد الجديد، ولم يترك سفرًا واحدًا لم يستشهد به أو يقتبس منه. ويقول عن تدوين الأناجيل الأربعة كما ينقل عن يوسابيوس القيصرى : "وفى نفس الكتاب أيضًا يقدم إكليمندس تقليد الآباء الأولين عن ترتيب الأناجيل على الوجه التالي: فيقول آلهتكم الإنجيلين المتضمنين نسب المسيح كتبا أولًا. وكانت مناسبة كتابة الإنجيل بحسب مرقس هكذا: لما كرز بطرس بالكلمة جهارًا في روما. وأعلن الإنجيل بالروح، طلب كثيرون من الحاضرين إلى مرقس أن يدون أقٌواله لأنه لازمة وقتًا طويلًا وكان يتذكرها، وبعد أن دون الإنجيل سلمه لمن طلبوه. ولما علم بطرس بهذا لم يمنعه من الكتابة ولا شجعه عليها. وأخر الكل لما رأى يوحنا أن الحقائق الخارجية قد دونت بوضوح في الكتب كتب إنجيلًا روحيًا بعد إلحاح من أصدقائه واستبدالها من الروح القدس (125)". وقال عن الرسالة إلى العبرانيين إنطاكية "من كتابة بولس، وأنها كتبت إلى العبرانيين باللغة العبرية، ولكن لوقا ترجمها بدقة ونشرها إلى اليونانيين، ولذا فإنه في هذه الرسالة نفس أسلوب التعبير الذي في سفر الأعمال. ويرجح بان كلمتي "بولس الرسول" لم توضعا في مقدمة الرسالة لأنه إذ أرسلها إلى العبرانيين المتحاملين عليه والمتشككين فيه كان حليمًا في أنه لم يشأ أن ينفرهم منذ البداية بذكر اسمه (126)".